عمر العمري

غياب الوعي المهني لدى أبنائنا

الاحد - 28 نوفمبر 2021

Sun - 28 Nov 2021

يعاني بعض أبنائنا من عدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة فيما يخص اختيار نوع التخصص أو المهنة التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم، ويعود ذلك لعدد من الأسباب التي تؤثر في درجة الوعي المهني لديهم، وافتقار اكتسابهم للمهارة اللازمة التي تساعدهم في اتخاذ وتحديد القرارات المهنية الملائمة لهم.

ومن هذه الأسباب ضعف اكتشاف ومعرفة ذواتهم وقدراتهم وميولهم المهنية، ونقص المعلومات لديهم عن الوظائف الحالية والمهارات المطلوبة لكل منها بالإضافة إلى احتياجات سوق العمل، ولا شك أن تأثير الآباء والأصدقاء والبيئة المحيطة في تكوين اتجاهاتهم عن عالم المهن ونوع التخصص يعيق التوجه المهني لديهم ويعرقل اتخاذ القرارات المهنية الملائمة والسليمة وفق المعطيات الحالية لديهم.

بالإضافة إلى ما يشهده سوق العمل من تحولات كبيرة حاليا أدت بالأفراد إلى الاهتمام المتزايد بالبحث عن التخطيط المهني لكي يصلوا إلى نوع المهنة التي يختارونها ومن خلالها يحققون طموحاتهم وهوية مهنية مستقرة تساعدهم في التطور والرقي من جهة والإبداع المهني من جهة أخرى.

وأثبتت الدراسات أنه يوجد بشكل كبير تخبط واضح وحيرة وتردد عند الطلبة الملتحقين في المراحل الأولى في الكليات والجامعات، حيث إن هناك نقصا لدى الطلبة في امتلاك المفاهيم الكافية حول الأقسام التي يرغبون بالالتحاق بها، ووجدت الدراسات أن هناك ضعفا في الإرشاد المهني المسبق لهم، مما أدى إلى عدم وضوح في قرارات الاختيار لهذه التخصصات وتوفر المعلومات الكافية عنها ومدى ملاءمتها لقدارتهم وميولهم واستعداداتهم.

ويعزو الطلبة سبب هذا التخبط إلى أسباب كثيرة منها (المعدل التحصيل الدراسي) الذي يتحكم بتحديد طموحاتهم، وتدني الفرص الوظيفية، فضلا عن وجود ضعف واضح في المعلومات المهنية وفي الأنشطة والممارسات التدريبية المهنية التي تلقوها.. مما يترتب عن ذلك عدم الوضوح في اختيار نوع التخصص الذي يفضي إلى المهنة التي سيلتحق بها مستقبلا.

ومن هنا لم يعد الإرشاد المهني ترفا في الحياة العصرية، بل ضرورة من ضرورياتها، وواحد من لوازم الحياة الإنسانية المتجددة على مر العصور، وذلك بسبب التغييرات المصاحبة لنمو الفرد حيث إنه يمر بمراحل حرجة، ويتعرض لتغيرات جسمية ونفسية واجتماعية قد يصاحبها مشكلات يشعر معها الفرد أنه بحاجة إلى من يساعده ويقف إلى جانبه في التغلب عليها.

ومن هذه المشكلات عدم القدرة على اتخاذ القرارات المهمة كاختيار المهنة أو نوع الدراسة، كما أن المستجدات والتغييرات التربوية المستمرة جعلت هناك حاجة إلى الإرشاد في المدارس والجامعات، وذلك بسبب زيادة عدد الطلاب، وتنوع التخصصات الدراسية والمجالات المهنية وما ينتج عنه من قلق وحيرة لدى الطلاب، ويكونون بحاجة إلى من يساعدهم على مسايرة التغيرات ويسهل عملية تكيفهم مع تلك المستجدات.

3OMRAL3MRI@