أم عايض في استقبال الوزير.. خطأ فردي أم قرار خاطئ؟
السبت - 27 نوفمبر 2021
Sat - 27 Nov 2021
مقطع مصور انتشر الأسبوع الماضي عبر السوشيل ميديا، تظهر فيه «الطقاقة» أم عايض وهي في مقدمة مستقبلي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، أثناء دخوله مبنى الوزارة الرئيس، حيث رحبت به على طريقتها في الأعراس والمناسبات الخاصة، وختمتها بزغرودة مدوية.
شخصيا لا أحمل موقفا عدائيا من «الطقاقات» أو ممن يستعين بهن، فهن سيدات فاضلات ينشرن الفرح والسرور في المكان الذي يتواجدن فيه، ما يجعل الناس يدفعون لهن مبالغ كبيرة في أفراحهم.
ولكن ليسمح لي من فكر في استضافة أم عايض أو تولى مهمة إحضارها والدفع لها لتكون في مقدمة مستقبلي الوزير، أن أخبره بأنه سقط في أبسط مسؤوليات إداري العلاقات العامة الجيد عند التحضير لمناسبة معينة، وهو أن يُشعر المسؤول ببرنامج الحفل، وقائمتي المدعوين والطعام، كي يجنبه الإحراج.. وهو ما وقع فيه الوزير الراجحي.
وبرغم عدم اقتناعي بالتبرير الذي ساقته الوزارة في بيانها المقتضب «بأنه اجتهاد فردي لأحد الموظفين»، عطفا على ما ظهر في المقطع من ترتيبات تكشف اشتراك الجميع فيه، إلا أني لا أستبعد إمكانية وقوع الأخطاء وسوء التقدير أحيانا.
ولكن هناك فرقا بين أن يكون الخطأ «تقديريا» بسبب عدم حساب كافة الظروف والاحتمالات، و«متعمدا» نتيجة الجهل وعدم الإدراك، الأمر الذي يقودني لتحذير المسؤولين من اجتهادات المقربين منهم، وضرورة أن يكونوا مؤهلين للقرب منهم؛ لأن أفعالهم سترتد عليهم أولا، فكما تسبب هذا الموقف في إحراج الوزير ووزارته، تستحضر الذاكرة العديد من القصص المشابهة لذلك، لعل أشهرها صاحب مقولة «الوزير ما هو شمس شارقة»، وكيف تسببت تلك العبارة؛ من شخص أقل ما يمكن وصفه بأنه «غير مسؤول»؛ في تجييش الناس ضد وزير الصحة الأسبق. أو عندما فوجئ مسؤول آخر بأن فعالية التوطين التي ترعاها جهته الحكومية، تتولى تنظيمها شركة أجنبية، وغيرها من القصص التي لا تتسع المساحة لذكرها.
ولا يفوتني أيضا تسليط الضوء على كارثة أخرى تقع فيها العديد من الجهات الرسمية، عندما توكل مهمة دعوة ضيوفها لإحدى الفعاليات لشركة علاقات عامة لا تعي طبيعة المناسبة ولا ماهية الأشخاص المؤهلين لحضورها، أو تترك المهمة لأفراد من إدارتها، هدفهم الرئيس حشد أكبر قدر من الناس أمام مسؤولهم الأول، لا لشيء سوى لإقناعه بقدرتهم على تحقيق الجماهيرية له ولفعاليته، دون الأخذ في الاعتبار ما إذا كان هؤلاء المدعوون يعون ما يقال في المناسبة أو الهدف منها.
ولك أن تتخيل كيف سيتحول الوضع إلى سيرك حقيقي يختلط فيه الحابل بالنابل، بين «توافه» يتصدرون المشهد العام، لا همّ لهم سوى تصوير أنفسهم مع راعي الحفل وكبار الشخصيات، ومن ثم نشرها عبر منصات التواصل المختلفة لتضخيم ذواتهم، وآخرين مختصين لم يجدوا من يقدرهم أو ينزلهم منازلهم الحقيقية.
عندها يصبح «عقلاء» الجهة المنظمة أمام سيناريوهين، إما تدخلهم في اللحظات الأخيرة لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل دقائق من دخول راعي الحفل، وما قد يصاحب ذلك من هرج ومرج سيعكر صفو الأجواء، أو قبولهم بانسحاب الشخصيات المهمة، التي لا تقبل بأن تتواجد مع توافه السوشيل ميديا تحت سقف واحد، وبالتالي تخسر الفعالية قيمتها وحضورها.
لذلك فإن إيكال الأمر لغير أهله، والسماح بسيادة معيار «الكم» على «الكيف» سيقود حتما لعواقب وخيمة، وسيتحول دور الجهة المنظمة من متابعة ما تحقق من نجاحات إلى إطفاء ما يشتعل فيها من حرائق، لتضطر في نهاية الأمر لتبرير فشلها بأنه «اجتهاد فردي لأحد الموظفين».
alnowaisir@
شخصيا لا أحمل موقفا عدائيا من «الطقاقات» أو ممن يستعين بهن، فهن سيدات فاضلات ينشرن الفرح والسرور في المكان الذي يتواجدن فيه، ما يجعل الناس يدفعون لهن مبالغ كبيرة في أفراحهم.
ولكن ليسمح لي من فكر في استضافة أم عايض أو تولى مهمة إحضارها والدفع لها لتكون في مقدمة مستقبلي الوزير، أن أخبره بأنه سقط في أبسط مسؤوليات إداري العلاقات العامة الجيد عند التحضير لمناسبة معينة، وهو أن يُشعر المسؤول ببرنامج الحفل، وقائمتي المدعوين والطعام، كي يجنبه الإحراج.. وهو ما وقع فيه الوزير الراجحي.
وبرغم عدم اقتناعي بالتبرير الذي ساقته الوزارة في بيانها المقتضب «بأنه اجتهاد فردي لأحد الموظفين»، عطفا على ما ظهر في المقطع من ترتيبات تكشف اشتراك الجميع فيه، إلا أني لا أستبعد إمكانية وقوع الأخطاء وسوء التقدير أحيانا.
ولكن هناك فرقا بين أن يكون الخطأ «تقديريا» بسبب عدم حساب كافة الظروف والاحتمالات، و«متعمدا» نتيجة الجهل وعدم الإدراك، الأمر الذي يقودني لتحذير المسؤولين من اجتهادات المقربين منهم، وضرورة أن يكونوا مؤهلين للقرب منهم؛ لأن أفعالهم سترتد عليهم أولا، فكما تسبب هذا الموقف في إحراج الوزير ووزارته، تستحضر الذاكرة العديد من القصص المشابهة لذلك، لعل أشهرها صاحب مقولة «الوزير ما هو شمس شارقة»، وكيف تسببت تلك العبارة؛ من شخص أقل ما يمكن وصفه بأنه «غير مسؤول»؛ في تجييش الناس ضد وزير الصحة الأسبق. أو عندما فوجئ مسؤول آخر بأن فعالية التوطين التي ترعاها جهته الحكومية، تتولى تنظيمها شركة أجنبية، وغيرها من القصص التي لا تتسع المساحة لذكرها.
ولا يفوتني أيضا تسليط الضوء على كارثة أخرى تقع فيها العديد من الجهات الرسمية، عندما توكل مهمة دعوة ضيوفها لإحدى الفعاليات لشركة علاقات عامة لا تعي طبيعة المناسبة ولا ماهية الأشخاص المؤهلين لحضورها، أو تترك المهمة لأفراد من إدارتها، هدفهم الرئيس حشد أكبر قدر من الناس أمام مسؤولهم الأول، لا لشيء سوى لإقناعه بقدرتهم على تحقيق الجماهيرية له ولفعاليته، دون الأخذ في الاعتبار ما إذا كان هؤلاء المدعوون يعون ما يقال في المناسبة أو الهدف منها.
ولك أن تتخيل كيف سيتحول الوضع إلى سيرك حقيقي يختلط فيه الحابل بالنابل، بين «توافه» يتصدرون المشهد العام، لا همّ لهم سوى تصوير أنفسهم مع راعي الحفل وكبار الشخصيات، ومن ثم نشرها عبر منصات التواصل المختلفة لتضخيم ذواتهم، وآخرين مختصين لم يجدوا من يقدرهم أو ينزلهم منازلهم الحقيقية.
عندها يصبح «عقلاء» الجهة المنظمة أمام سيناريوهين، إما تدخلهم في اللحظات الأخيرة لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل دقائق من دخول راعي الحفل، وما قد يصاحب ذلك من هرج ومرج سيعكر صفو الأجواء، أو قبولهم بانسحاب الشخصيات المهمة، التي لا تقبل بأن تتواجد مع توافه السوشيل ميديا تحت سقف واحد، وبالتالي تخسر الفعالية قيمتها وحضورها.
لذلك فإن إيكال الأمر لغير أهله، والسماح بسيادة معيار «الكم» على «الكيف» سيقود حتما لعواقب وخيمة، وسيتحول دور الجهة المنظمة من متابعة ما تحقق من نجاحات إلى إطفاء ما يشتعل فيها من حرائق، لتضطر في نهاية الأمر لتبرير فشلها بأنه «اجتهاد فردي لأحد الموظفين».
alnowaisir@