خادم الحرمين: ندعو لتضامن عالمي لتبني مبادئ التعايش المشترك

أكد أن العلاقات السعودية الروسية وطيدة وتاريخية
أكد أن العلاقات السعودية الروسية وطيدة وتاريخية

الأربعاء - 24 نوفمبر 2021

Wed - 24 Nov 2021

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن العلاقات السعودية الروسية وطيدة وتاريخية، فقد تجاوزت عامها الخامس والتسعين، وشهدت قفزات نوعية في السنوات الأخيرة، وتوجت بزيارات عالية المستوى بين البلدين، أسفرت عن التوقيع على العديد من الاتفاقيات المشتركة في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والدفاعية، ومهدت الطريق لتطوير هذه العلاقات وترسيخ مستوى الثقة بين بلدينا.

ونوه إلى أن المملكة تؤكد على أهمية هذا الاجتماع الاستراتيجي بين العالم الإسلامي وروسيا الاتحادية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكثيف سبل الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وزيادة التعاون المشترك في مكافحة التطرف والإرهاب.

وقال في كلمة ألقاها نيابة عنه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل خلال افتتاحه أمس اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا والعالم الإسلامي ،» الذي يعقد هذا العام بمحافظة جدة تحت شعار «الحوار وآفاق التعاون»، بحضور رئيس جمهورية تتارستان رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية رستم مينيخانوف، ومشاركة المسؤولين والعلماء والمفكرين من روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي، إن المملكة تشترك مع روسيا في عدة مبادئ رئيسة منها احترام الشرعية الدولية، وتأسيس العلاقات على أساس الاحترام المتبادل وسيادة واستقلال ووحدة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتتمسك الدولتان بالالتزام بنظام عالمي عادل يسوده القانون الدولي، ويعزز الأمن والاستقرار، ويكون مرجعا في حل النزاعات الإقليمية.

نص كلمة خادم الحرمين الشريفين:

«أصحاب الفخامة والسمو والمعالي

الإخوة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أستهل حديثي بالترحيب بكم نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأنقل لكم تحياتهما وتمنياتهما الصادقة بنجاح هذا الاجتماع.

نجتمع اليوم في منطقة مكة المكرمة، ليكون ثاني اجتماعٍ للمجموعة الموقرة في بلد الحرمين وأرض الرسالة ومهبط الوحي.

كما أرحب بالسيد رستم مينيخانوف رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية رئيس جمهورية تتارستان، التي دخل الإسلام فيها منذ القرن الرابع الهجري، ونشرت حينها الإسلام، وتعليم الدين الإسلامي الحنيف حتى عصرنا هذا، ومن ذلك احتضان مدينة قازان لأول جامعة إسلامية في روسيا.

كما أرحب بأصحاب الفضيلة، وأمناء العموم للمنظمات، والحضور الكريم.

تؤكد المملكة على أهمية هذا الاجتماع الاستراتيجي بين العالم الإسلامي وروسيا الاتحادية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكثيف سبل الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وزيادة التعاون المشترك في مكافحة التطرف والإرهاب.

يتسم الدين الإسلامي بالتسامح والوسطية، وهذا ما أعطاه قبولا لدى البشرية بمختلف أجناسها وأعراقها، وللمملكة دور مشرّف في تبني مبادئ الاعتدال والتعايش المشترك، حيث سعت جاهدة لدعم الجهود الإقليمية والدولية في هذا المجال، وقدمت العديد من المبادرات في هذا الشأن، أبرزها» تبني وثيقة مكة، ودعـــــم مكتب تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، وتلتزم المملكة بدعم أي جهود مستقبلية تهدف لخدمة هذه المبادئ، إيمانا منها أن الاختلاف لا يعني الخلاف وأن التسامح يدعو للتسامي.

الإخوة الكرام

إن العلاقات السعودية الروسية وطيدة وتاريخية، فقد تجاوزت عامها الخامس والتسعين، وقد شهدت العلاقات قفزات نوعية في السنوات الأخيرة، وتوجت بزيارات عالية المستوى بين البلدين، أسفرت عن التوقيع على العديد من الاتفاقيات المشتركة في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والدفاعية، ومهدت الطريق لتطوير هذه العلاقات وترسيخ مستوى الثقة بين بلدينا.

تشترك المملكة مع روسيا في عدة مبادئ رئيسة منها احترام الشرعية الدولية، وتأسيس العلاقات على أساس الاحترام المتبادل وسيادة واستقلال ووحدة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتتمسك الدولتان بالالتزام بنظام عالمي عادل يسوده القانون الدولي، ويعزز الأمن والاستقرار، ويكون مرجعا في حل النزاعات الإقليمية، كما تتمتع كل من المملكة وروسيا بعضوية مجموعة العشرين، ومجموعة أوبك بلس، مما مكنهما من العمل الجماعي في إطار هاتين المجموعتين لتعزيز التعاون الدولي.

كما تشاطر روسيا العالم الإسلامي اعتناق مبادئ راسخة، باعتبارهما يشتركان في الإرث الثقافي العريق، وهذا يمهد الطريق لتفعيل دور المؤسسات الدينية، وتنمية بيئة داعمة للتعايش السلمي بين أتباع الأديان والأعراق المختلفة، والمحافظة على دور الأسرة والقيم الروحية، وحماية حقوق الإنسان.

كما تربط روسيا بالعالم الإسلامي علاقات متينة متجذرة، ويظهر ذلك في وجودها كعضو مراقب في منظمة التعاون الإسلامي لأكثر من 15 عاما، وأسفر ذلك عن تعاون مثمر مع المنظمة، كما يعيش في روسيا أكثر من 20 مليون مسلم في وئام مع مجتمعاتهم، ويتمتعون بحقوق ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.

إن ديناميكية علاقة الدول الإسلامية بروسيا متشعبة ومتنوعة، وتهيئ لمد جسور التعاون العلمي والتكنولوجي وتعزيزها في مجالات التنمية، والتعليم، والبرمجيات، وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.

الإخوة الكرام

لقد أظهرت التحديات الأخيرة التي تواجه عالمنا أننا جميعا في مركب واحد، فلا توجد دولة أو منطقة في معزل عمّا يدور في العالم، وينطبق ذلك على النزاعات السياسية، وانتشار الأوبئة، والركود الاقتصادي، والتغير المناخي، بالإضافة إلى العديد من الأحداث والكوارث العالمية الأخرى، ومن هذا المنطلق تدعو المملكة دول مجموعة الرؤية لتعزيز التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات من أجل الخروج بأقل الأضرار التي قد تؤثر في مستقبل شعوبنا، حتى نصل سويا إلى بر الأمان.

إن التعاون الاقتصادي عصب للترابط بين دول العالم الإسلامي وروسيا، وهناك فرص مواتية لدول مجموعة الرؤية، لتكوين شراكات اقتصادية متينة في مجالات عدة منها المنتجات الحلال، والتمويل الإسلامي، وعلينا استثمارها والعمل على تنميتها.

وفي الختام، آمل أن تسهم هذه المجموعة في تعزيز الوئام بين أتباع الأديان، وتطوير الحوار بين الحضارات والثقافات، وحماية القيّم التقليدية والروحية والعائلية التي تعصف بها اليوم رياح التغيير، مما يدفعنا إلى مواجهتها والاصطفاف لدرء مخاطرها لنسير بخطى ثابته نحو التقدم والسمو «.

موراتينوس: تحالف الحضارات

أوضح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في تحالف الحضارات ميغل أنخيل موراتينوس في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا - العالم الإسلامي» وسفير فوق العادة ومفوض فاريت موخاميتشن، أن مجموعة الرؤية الاستراتيجية تأسست عام 2006م لتطوير العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي وأهم أهدافها تطوير العلاقات الثقافية والدينية بين روسيا والعالم الإسلامي.

وقال «إن أهداف الرؤية الاستراتيجية تبارك تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة الذي أسس قبل عام من تأسيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية، ولدى هذا التحالف شراكة متينة مع مجموعة الرؤية الاستراتيجية في مجالات عدة منها «لجنة الشباب»، ولجنة الدفاع عن حقوق المرأة»، والعمل مستمر في مجال التعليم والهجرة ودور المرأة والدفاع عن حقوقها التي من أهمها تطوير البرامج المشتركة الثقافية والدينية».

وأضاف «يأتي هذا الاجتماع في مرحلة صعبة جدا وهي «جائحة كورونا»، وهناك تحالف دولي قوي لمكافحة هذه الجائحة، حيث يحتم الواقع على الجميع التعاون والاتحاد أمام هذه الجائحة في إطار التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي، ويعطي دافعا قويا لتقديم مبادرات من شأنها تطوير العلاقات بين جميع الشعوب والمجتمعات».

وذكر «نحن في تحالف الحضارات على استعداد أن نتبادل الخبرات والمعرفة مع مجموعة الرؤية الاستراتيجية، ونؤيد أن يكون هناك تحالف متين بيننا وبين مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا والعالم الإسلامي».

فيلم عن العلاقات

وشاهد الحضور خلال الاجتماع فيلما عن علاقات روسيا مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمناسبة الذكرى الـ15 لانضمام روسيا للمنظمة «عضو مراقب»، وفيلما بمناسبة مرور 95 عاما على إقامة العلاقات بين المملكة وروسيا الاتحادية.

وعقب الاجتماع تجول الفيصل على المعرض المصاحب لاجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية «تقاليد الإسلام في روسيا» تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي، مستمعا إلى شرح عن مقتنيات المعرض تحاكي الذكرى 1100 سنة لدخول الإسلام في روسيا، وتاريخ العلاقة السعودية الروسية على مختلف الأصعدة.

ثم شهد توقيع اتفاقية تعاون على هامش الاجتماع بين وكالة أنباء «سبوتنيك والراديو الروسية» واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، حيث مثل بوشكوف مدير العلاقات للتعاون الدولي وكالة أنباء «سبوتنيك والراديو الروسية» ، فيما مثل المدير المكلف محمد اليامي اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي في توقيع الاتفاقية.

هدية المملكة لروسيا

وقدم الفيصل هدية المملكة لروسيا الاتحادية بمناسبة مرور 95 عاما على العلاقات السعودية الروسية، وتسلمها بالنيابة رئيس جمهورية تتراستان، والمتمثلة في لوحة فنية «تاريخ ومستقبل» من عمل الفنانة السعودية نبيلة أبو الجدايل.

إثر ذلك بدأت الجالسات المغلقة لاجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا والعالم الإسلامي».

المحور الإنساني:

حوار الأديان

  • تعد جهود ترسيخ مبادئ الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح، ومكافحة كل أشكال التطرف والإرهاب، هدفا مشتركا بين المملكة والعالم الإسلامي، وروسيا الاتحادية.

  • تعتبر استضافة المملكة للمؤتمر، والمشاركة الرسمية الروسية فيه، حدثا دوليا مهما، لمكانة المملكة الروحية والقيادية لدى 1.5 مليار مسلم حول العالم، باحتضانها ورعايتها للحرمين الشريفين، وللتأثير الروسي في المجتمعات الدينية المسيحية الشرقية.

  • يسهم الحوار بين أتباع الأديان والحضارات المتعددة في دفع مسيرة الحوار والتفاهم بينهم، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب، والإيمان بأن الدين، قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للبشرية.

  • تعد المملكة شريكا رئيسا وفعالا في الجهود الدولية لمكافحة الفكر المتطرف، من خلال تبنيها العديد من المشروعات والبرامج والمبادرات الهادفة إلى محاربة جذور التطرف، ونشر قيم التسامح والاعتدال، وإثبات قدرة القيادات الدولية المعتدلة على الإسهام في حفظ السلام العالمي، وتحقيق الرفاهية لشعوب العالم.

  • تتميز روسيا بوضع عرقي وديني خاص، في أن سكانها الأصليين يتألفون من الأغلبية المسيحية والأقلية المسلمة، ما يجعلها نموذجا للتعايش السلمي والتداخل بين الثقافات وإنشاء نوع خاص من المجتمع، اذ يعيش فيها ملايين المسلمين، من السكان الأصليين غير المهاجرين.

  • قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مثالا متميزا على العمل الإنساني العابر للأديان والمذاهب، من خلال تبنيه قيمة «الإنسانية بلا حدود»، وتجسيدها بالاستجابة السريعة للتعامل مع الأزمات الإنسانية حول العالم.


المحور السياسي:

خطر الإرهاب


  • يمثل الإرهاب هاجسا وتحديا دوليا مشتركا تعاني منه جميع الشعوب في العالم، وتزداد خطورته الأمنية والفكرية بربطه وتبريره باسم الأديان، وتأجيج الصراع بين أتباعها، ما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والاستقرار الدوليين بإشعال الحروب الدينية والمذهبية، وكذلك يشكل تهديدا للأمن والسلم الاجتماعي في الكثير من الدول الغنية بالتنوع الديني والمذهبي من خلال إثارة الصراعات الداخلية بين أتباع الديانات والمذاهب.

  • وقعت المملكة على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي خلال مايو 2000، ولا زالت تواصل جهودها في استئصال شأفة الإرهاب بمختلف الوسائل، والتعاون مع المجتمع الدولي في جميع المحافل الدولية التي ترمي إلى الوقوف لمواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها، وتجريم من يقف خلفها.

  • جسد خادم الحرمين الشريفين عبر رعايته للمؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، سماحة الدين الإسلامي ورسالته في التسامح والتعاون ومد يد العون والمساعدة لكل ما من شأنه تحقيق أمن الإنسان وسلامة المجتمعات، وتأكيدا على موقف المملكة الحازم في مكافحة ودحر الإرهاب.

  • تواجه روسيا ودول العالم الإسلامي معا خطر الإرهاب والتطرف الديني والفكري، ولذا فإن الحوار القائم بين النخب الإسلامية ونظرائهم من أتباع مختلف الأديان، يساعدهما معا في الوصول إلى استراتيجيات موحدة لمواجهة هذا الخطر.

  • تقدم التجربة السعودية في محاربة الإرهاب ومكافحة الفكر الظلامي المتطرف أنموذجا دوليا في هذا المجال، إذ نجحت في معالجة أسبابه والتصدي لظواهره، والحد من خطر تغلغله في المجتمع عبر الإصلاحات الدينية والاجتماعية والتعليمية التي تبنتها في إطار رؤية المملكة 2030.

  • يحتاج العالم اليوم إلى مبادرات شجاعة لمواجهة ثقافة الموت والعنف والتطرف والإرهاب باسم الدين، بتشجيع الحوار بين أتباع الديانات والحضارات كافة، والتحذير من مروجي الفكر الظلامي المتطرف.

  • تأتي استضافة المملكة للاجتماع في إطار العلاقات الاستراتيجية بينها وروسيا، والتي تشهد هذا العام ذكرى مرور 95 عاما على بدايتها.


المحور الاقتصادي:

الفرص الاستثمارية والمصرفية الإسلامية



  • ساهمت رؤية المملكة 2030 م في تطوير وتحسين مناخ الأعمال وتنمية المحتوى المحلي وتعزيز تنافسية الاقتصاد على تحسن ترتيبها في المؤشرات الدولية، إذ جاءت في المرتبة الأولى ضمن قائمة أفضل عشر دول من حيث التحسن في سهولة ممارسة الأعمال خلال عام 2021م.

  • تعمل المملكة وروسيا الاتحادية على تفعيل خطة العمل لتنفيذ إطار التعاون الاستراتيجي السعودي الروسي رفيع المستوى، حيث شهدت المرحلة الثانية من الخطة الاتفاق على التعاون في 60 مجالا مشتركا، وإقرار 51 فرصة ومشروعا جديدا.

  • جسد التنسيق المستمر بين المملكة وروسيا في مجموعة (OPEC+) استشعار قيادتي البلدين إلى الفوائد المتحققة من هذا التنسيق، من خلال نجاح المجموعة في تحقيق الهدف المشترك من إنشائها، والمتمثل في استقرار أسواق الطاقة والوصول إلى سعر عادل للنفط.

  • تعمل صناديق الاستثمار السيادية السعودية والروسية والشركات الكبرى في البلدين على استكشاف الفرص الاستثمارية في البلدين، والدخول في شراكات ثنائية تستفيد من الميزات التنافسية للسوقين السعودي والروسي، وما يتوافر في البلدين من ثروات، بما يحقق التكامل بين استراتيجياتهما للتنمية الاقتصادية.

  • تعد المملكة من الدول الرائدة والداعمة للمالية والمصرفية الإسلامية، إذ يحتل قطاع المصرفية الإسلامية في المملكة المركز الأول عالميا من حيث الحجم، بأصول بلغت 2.23 تريليون ريال (594 مليار دولار)، كما تشجع الأبحاث في هذا المجال، من خلال برنامج دعم الأبحاث في المالية الإسلامية في البنك المركزي السعودي.




من اجتماع جدة:

بوتين: مواقفنا من القضايا الصعبة متقاربة


قال رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف: تولي روسيا أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية مع الدول الإسلامية سواء على الصعيد الثنائي أو الحوار مع منظمة التعاون الإسلامي، ومن المفيد أن مواقفنا بشأن العديد من القضايا الصعبة في جدول الأعمال الإقليمي والعالمي متقاربة للغاية؛ حيث يدعو جميعنا لبناء عالم ديمقراطي عادل قائم على سيادة القانون والتعايش السلمي بين الدول بعيدا عن أية إملاءات تستند إلى القوة وكافة أشكال التمييز.

وأشار إلى أن جدول أعمال الاجتماع ثري ومكثف ويناقش سبل التعاون في مجال تسوية النزاعات والصراعات الإقليمية ومخاطر الإرهاب والتطرف الدوليين، كما أن قضايا التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والإنسانية تستحق اهتماما جادا.

مينيخانوف: علينا أن نستفيد من الفرص القادمة

نوه رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية بما يوليه الرئيس بوتين من اهتمام كبير للتعاون مع البلدان الإسلامية؛ منذ عام 2005 ، حيث أصبحت روسيا عضواً في منظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب.

وقال: احتفينا بذكرى 15 عاما لتأسيس هذه العلاقة، ومنذ ذلك الوقت أصبح التعاون بين بلداننا يكتسب أهمية بالغة ويرتفع إلى مستويات أعلى، ويتبيّن الآن أن كل المحاولات لفرض نظام عالمي جديد قائم على قطب واحد قد فشلت، فالكثير من الدول تميل نحو الاستقلال وطرح مواقفها، وعلينا أن نستفيد من الفرص القادمة في علاقاتنا، وأن نزيد نشاطنا في مجال مكافحة الإرهاب وندافع عن القيم الأخلاقية التقليدية، ونحمي الذين يحتاجون إلى الرعاية بما فيها الأقليات القومية والدينية.

الحجرف: تعزيز قنوات الحوار وبناء الجسور

أوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف أن الرعاية السامية لأعمال هذا الاجتماع تأتي تأكيدا على أهمية العلاقات الإستراتيجية التي تجمع ما بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي، وأهمية تعزيزها، لاسيما وأن شعار الاجتماع هو الحوار وآفاق التعاون.

وأضاف بأن المشاركة الكبيرة والواسعة لعدد من الشخصيات من العالم الإسلامي ومن روسيا الاتحادية في اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي يؤكّد على أهمية تعزيز قنوات الحوار وبناء الجسور على أساس من الفهم المشترك والرغبة الصادقة في خدمة البشرية، بعيدا عن الجنس واللون والديانة والعرق، ولعل جائحة كورونا «كوفيد-19» أعطت الجميع درسا قاسيا ولكن في الوقت نفسه رسّخت مفهوم العمل الجماعي والتعاون كوسيلة وحيدة وفعالة لمواجهة التحديات والتعامل مع تداعياتها ضمن إطار التعاون الإنساني.