أحمد سهلي

رمية تماس

كرة القدم بين الادعاء والإثبات!
كرة القدم بين الادعاء والإثبات!

الاحد - 21 نوفمبر 2021

Sun - 21 Nov 2021

انتشرت مؤخرا التهم غير المثبتة وكأن العالم الرياضي يود أن يثور على كل شيء، يصرخ في وجه كل شيء، ويبحث عن أي قصة قادرة على البيع في سوق الأخبار وخلق حالة من الجدل، ويبقى السؤال: ما هو موقفنا من كل هذا؟

قبل أيام انتشرت قصتان كلاهما لم يثبت، إحداهما كانت محل سخرية وتنمر، والأخرى كانت تهمة تنافس غير شريف، فقد تم التشكيك في جنس حارسة مرمى منتخب إيران للسيدات، واتهمت بأنها رجل، قبل أن يثبت الاتحاد الآسيوي عدم صحة الاتهام، لتصرح بعدها الحارسة «ذنبي الوحيد أنني لست جميلة».

كما أن هناك تقارير أفادت بأن لاعبة باريس سان جيرمان ديالو التي اتهمت بتأجير «بلطجية» للإضرار بزميلتها في الفريق لكي تأخذ مركزها لم تفعل كل ذلك، وليس لديها يد بالأمر، وإنما تم تدبيره من امرأة أخرى لقضية ليست رياضية.

واليوم شهد العالم ثورة الصحفي الفرنسي مولينا، الذي فجر مفاجآت في الإعلام الرياضي، وأطلق الاتهامات كالرصاص الطائش هنا وهناك وبشكل واسع، واتهم العديد من الاتحادات والأندية واللاعبين بقضايا جنسية وإرهابية وفساد رياضي وإداري وعدة تجاوزات أخلاقية تتجاوز المنطق، مدعيا أنه يملك إثباتات، وأن في مارس أو أبريل سيأتي بالمزيد وبقضايا أكبر. ولكن هل العالم لا يملأه الفساد؟ بالطبع هو مليء بالفساد والقضايا الأخلاقية والتجاوزات وغيرها، وفي جميع المجالات وليس الرياضة، لأن الإنسان مخلوق لا يشبع ولا يكل ولا يمل من فعل الأخطاء، ولأن الحياة مليئة بأولئك الذين يسيئون استخدام النفوذ متجاوزين الأخلاق والمبادئ.

لكن عندما يود صحفي أو صحيفة توزيع اتهامات جادة وخطيرة عليه إثبات ذلك، وإلا سيكون ليس سوى استغلال حب الناس للقصص مِن هذا النوع واستغلالهم بـ»نظرية المؤامرة» لكسب الكثير من الانتباه والشهرة، عندما يخطئ أحدهم يجب ألا نتعامل معه بنفس الخطأ بل أن نثبت ذلك، ونجعل العالم يرى الحقيقة بالطريقة الصحيحة.

وفي النهاية، النزيه ليس من يتهم الآخرين، بل النزيه الحقيقي هو من يثبت صدق اتهاماته للصالح العام، وأتمنى إن كانت الادعاءات صحيحة أن تثبت، فما تحمله من قضايا هي أمر غير مقبول إنسانيا وأخلاقيا وقانونيا، ويجب أن تتوقف ويتوقف الفساد الرياضي، ويتم إعطاء أقصى العقوبات إن ثبت الأمر.

mufc_ahmad@