بسام فتيني

لماذا تخيفهم الحوكمة؟

الأحد - 21 نوفمبر 2021

Sun - 21 Nov 2021

في الأسابيع الماضية حاولت تبسيط مفهوم الحوكمة ثم تسليط الضوء عليها لأهميتها لكن استمرارا لحالة الصداع اللذيذ الذي يداهم الكاتب الصحفي حين يطرح رأيه توالت بعض الرسائل من بعض المحبين والأصدقاء، إما اتفاقا أو اختلافا، وهذا الطبيعي عند طرح وجهات النظر في مجال الكتابة الصحفية، لكن غير الطبيعي أن يغضب البعض من مطالبتي بتطبيق مبادئ الحوكمة في بعض القطاعات!

وحقيقة كنت أستغرب هذا الرفض المتشنج لاسيما ممن وصفتهم سابقا بأصحاب العقول (الديناصورية) وتبدد هذا الاستغراب بعد أن تلقيت اتصالا من كاتب صحفي وتربوي قدير حين ذكر لي بعض ما يحدث في كواليس إحدى القطاعات من تفشي مفهوم امسك لي وأقطع لك وظاهرة زبط أخويا وأنا أزبطك ومفهوم (رحيمنا ياهوووه) لازم نزبطه في الموسم الخ الخ من المظاهر المجتمعية العقيمة التي في ظاهرها خدمة الناس لبعضها وفي باطنها عدم العدالة وعدم منح الفُرصة للأكفأ واحتكار الفُرص للقرابة والمحسوبية بدلا من الاستحقاق العادل!

وهي من أساسيات ممارسات الديناصورات البشرية التي جُبلت على ذلك وتبرر فعله بكل برود؛ لذلك تخيفهم الحوكمة وتطبيقها ومبادئها؛ فالحوكمة لن تجعل أمثال هؤلاء كالسابق حين يعتقدون أنهم كمدراء أو مسؤولين في العمل وكأنهم الآمرين في بيوتهم أو أنهم في (بيت أبوهم)!

لا يا سيدي، الحوكمة تجعلك تعرف حدودك جيدا وتعي أن المحاسبة تأتي من أي فرد في منظومة الرقابة العامة، لذلك المتفهم الواعِ سيؤيد الحوكمة بل وسيسارع في تطبيقها حفظا للحقوق أولا وتعزيزا لمفهوم الشفافية والإفصاح ثانيا وثالثا.

ثم إن الواثق من نفسه وإمكانياته وعِلمه وخبرته سيرفع راية العمل المنصف والفُرص العادلة للجميع، فالحوكمة تُقيم وتحاسب وتُعدل وتوزع المهام والأهم من كل هذا هي منهج رشيد في عِلم الإدارة الذي لا يقف عن التطور المستمر.

وحتى لا يأتي أحدهم ويشخصن رأيي هذا كعادته هداه الله أقول له ولغيره إنني حين كتبت عن الحوكمة فإنني قمت قبل ذلك بالتبحر والقراءة المستفيضة فيها ثم عززت ذلك بدورة تدريبية متقدمة ومعتمدة فيها ثم خضعت لاختبار تحريري من 100 سؤال ثم اجتزت الاختبار وبعدها حصلت على الاعتماد كمسؤول في الحوكمة لذلك أرجوك حين تحاول النقاش ورفض ما أكتب فعليك بمقارعة الحجة بالحجة وأنا أحترم ذلك حتى لمن لا يحمل سوى شهادة الابتدائية، وهذا لا يعيب الشخص لكن الشخصنة والتشنج هي ما تُعيب أي رأي مخالف وتسيء

للشخص نفسه قبل أن تسيء لمن تختلف معه.

خاتمة: التطوير يمضي والديناصور بفكره لن يبقى.

BASSAM_FATINY@