طلال لبان

قمة واشنطن وبكين «غياب بروتوكول الاستقبال ولغة الجسد أطاح بالمحللين»

السبت - 20 نوفمبر 2021

Sat - 20 Nov 2021

أدت قمة واشنطن وبكين التي تم عقدها افتراضيا إلى تقليص المهام البروتوكولية، حيث يتم الإعداد لها بشكل كبير، وتبذل فيها جهود هائلة تؤدي إلى نجاح القمة، ولكن أتت الاجتماعات الافتراضية إلى إضافة مهام بروتوكولية جديدة في علم المراسم والإتيكيت بالعلاقات العامة والدولية مما جعل الاهتمام ينصب بشكل رئيس على نقاط الاجتماع وتفاصيله للخروج بالنتائج المرجوة من هذا الاجتماع ونقاش الملفات الشائكة بين الطرفين والتصعيد الذي تفاقم في الفترة الأخيرة، كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي في الاجتماع تلافي الانزلاق إلى مواجهة عسكرية في إطار المنافسة وألا تنحرف المنافسة بين البلدين إلى صراع سواء كان مقصودا أو غير مقصود ومجرد منافسة بسيطة ومباشرة.

فنحن الآن أمام علاقة صينية أمريكية مختلفة تماما عما كان بين الدولتين منذ عشرة أعوام، فنحن الآن أمام قوتين اقتصاديتين كبيرتين هما في مسار تنافسي لا مسار خلاف بالرغم من أن الملفات الخلافية كثيرة التي جعلت كثيرا من النقاد يصفونها «بالحرب الباردة» الحرب التجارية، حرب التكنولوجيا، وملف حقوق الإنسان وملف الترسانة العسكرية في منطقة المحيط الهادئ وملف تايوان، وهناك أيضا ملفات يمكن التعاون فيهما كملف التغيير المناخي وملف وباء (كوفيد 19) وملفي إيران وكوريا الشمالية والتعاون من الحد في انتشار القدرات النووية.

ولكن الكثير من المحللين قالوا «إن هنالك حربا باردة بين الصين وأمريكا ستشمل بالأساس المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية»؛ فلم يتم اللقاء بشكل مباشر وفق بروتوكول الاستقبال بين الدولتين ولم يستطع المراقب أو المحلل السياسي تفسير كواليس القمة للخروج برأي يمثل الحقيقة بـ95 % على الأقل من خلال تحليل لغة الجسد في الاستقبال وحفاوة الترحيب ونوعية البروتوكول المستخدم في الاستقبال والحوار في الاجتماع بالنظرات الحية واستخدام اليدين وغيرها مما غاب التفسير الدقيق للقمة؛ فأطلق عليها الأغلبية بالحرب الباردة.

فدائما ما تُظهر مراسم الاستقبال أهمية الضيف ومدى الحفاوة به، فلقاء الصورة والصوت وحمل ملفات كل رئيس على الآخر تثير القلق؛ فصراع تسيد العالم مرورا إلى تقييد التجارة مرورا إلى تايوان وهان كونج، فحاول الرئيسان إدارة الخلافات بالحوار، فالمصالح التجارية والاقتصادية لا يريد الطرفان أن تتأثر بأي ضرر، فبكين وواشنطن لا تريدان المواجهة حتى لا تتضرران اقتصاديا، ساعات من اللقاء مضت كان الوضوح في الحوار سيد الموقف فطرح بايدن مخاوف واشنطن على مسامع «شي» الذي طالبه بإعادة سياسة واشنطن تجاه بكين إلى مسار عقلاني.

«الطابع السياسي كان بخلفية اقتصادية للسيطرة على العالم».