هل تعـلم؟
السبت - 20 نوفمبر 2021
Sat - 20 Nov 2021
ما هي المعلومة المهمة لك؟ أو بمعنى أدق ما هي المعلومات التي تشكل إضافة حقيقية للإنسان وتنعكس آثارها إيجابا على حياته؟
سؤال قلما يطرح علنا، حيث نحتفظ به -في الغالب- في دواخلنا، فخروجه على السطح قد يتعارض مع مبدأ السؤال ذاته، فهو شأن شخصي بامتياز، ولا يقدم أي مفيد للغير، ولا يمكن بأي حال تخيل أن الإجابة عليه تشكل أولوية لدى الآخر في حقل العلاقات غير الربحية على أقل تقدير.
نكتفي بهذا القدر من الحديث عن السؤال حتى لا تطأ أقدامنا حقول ألغام نظريات المعرفة والتعلم، ومدارسها وصراعات فلاسفتها، وتلك السلسلة الطويلة من المصطلحات المنتهية بـ (logy)، والتي يرى البعض من غير المأسوف على الابتعاد عما يطرحون أن إقحامها في طرحهم فتح مبين.
ما يعنينا فيما سبق هو توظيف هذا السؤال عند التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت جزءا رئيسا من حياتنا -شئنا أم أبينا-، فما نتعرض له من طوفان يومي من المعلومات والأخبار والآراء يحتم علينا حتى نبتعد عن دائرة العلم الذي لا ينفع إجراء عملية فرز داخلي لا تتوقف حفظا لوقتنا وحماية لعقولنا وحفاظا على صحتنا.
جولة بسيطة في حديقة جوجل الغناء ستجيب حتما على تساؤلات حول عدد التغريدات في تويتر في الثانية الواحدة، وعدد مقاطع الفيديو المرفوعة يوميا في يوتيوب، أو قصص سناب شات ومعرض انستقرام، وغيرها من الإحصائيات المفزعة عن سطوة وسائل التواصل الاجتماعي في عالم اليوم.
ناهيك عن الخصوصية في برامج المحادثات وفي مقدمتها التطبيق المظلوم (واتس أب)، التي تنتهكها عشرات الرسائل يوميا -في المتوسط للإنسان عدو المجموعات-، وتحتاج إلى جيش من علماء النفس والاجتماع والتربية وخبراء في الاقتصاد والسياسة والأمن لتحليل مضمونها ومعرفة الدافع الحقيقي للمرسل بعيدا عن مخرج (إذا مو عاجبك لا تقرأ)!
فزاوية (هل تعلم) التي كانت تملأ مساحة فارغة في صحيفة مدرسية أو برنامج إذاعي في الماضي أصبحت تطاردنا ونحن نتنقل بأطراف أصابعنا بين تطبيقات هواتفنا المحمولة.
ختاما.. هل تعلم عزيزي القارئ أنه ليس من المهم أن تعلم، وأنه ليس بالإمكان أن تعلم إلا ما ترغب في أن تعلم.
UnitedAdel@
سؤال قلما يطرح علنا، حيث نحتفظ به -في الغالب- في دواخلنا، فخروجه على السطح قد يتعارض مع مبدأ السؤال ذاته، فهو شأن شخصي بامتياز، ولا يقدم أي مفيد للغير، ولا يمكن بأي حال تخيل أن الإجابة عليه تشكل أولوية لدى الآخر في حقل العلاقات غير الربحية على أقل تقدير.
نكتفي بهذا القدر من الحديث عن السؤال حتى لا تطأ أقدامنا حقول ألغام نظريات المعرفة والتعلم، ومدارسها وصراعات فلاسفتها، وتلك السلسلة الطويلة من المصطلحات المنتهية بـ (logy)، والتي يرى البعض من غير المأسوف على الابتعاد عما يطرحون أن إقحامها في طرحهم فتح مبين.
ما يعنينا فيما سبق هو توظيف هذا السؤال عند التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت جزءا رئيسا من حياتنا -شئنا أم أبينا-، فما نتعرض له من طوفان يومي من المعلومات والأخبار والآراء يحتم علينا حتى نبتعد عن دائرة العلم الذي لا ينفع إجراء عملية فرز داخلي لا تتوقف حفظا لوقتنا وحماية لعقولنا وحفاظا على صحتنا.
جولة بسيطة في حديقة جوجل الغناء ستجيب حتما على تساؤلات حول عدد التغريدات في تويتر في الثانية الواحدة، وعدد مقاطع الفيديو المرفوعة يوميا في يوتيوب، أو قصص سناب شات ومعرض انستقرام، وغيرها من الإحصائيات المفزعة عن سطوة وسائل التواصل الاجتماعي في عالم اليوم.
ناهيك عن الخصوصية في برامج المحادثات وفي مقدمتها التطبيق المظلوم (واتس أب)، التي تنتهكها عشرات الرسائل يوميا -في المتوسط للإنسان عدو المجموعات-، وتحتاج إلى جيش من علماء النفس والاجتماع والتربية وخبراء في الاقتصاد والسياسة والأمن لتحليل مضمونها ومعرفة الدافع الحقيقي للمرسل بعيدا عن مخرج (إذا مو عاجبك لا تقرأ)!
فزاوية (هل تعلم) التي كانت تملأ مساحة فارغة في صحيفة مدرسية أو برنامج إذاعي في الماضي أصبحت تطاردنا ونحن نتنقل بأطراف أصابعنا بين تطبيقات هواتفنا المحمولة.
ختاما.. هل تعلم عزيزي القارئ أنه ليس من المهم أن تعلم، وأنه ليس بالإمكان أن تعلم إلا ما ترغب في أن تعلم.
UnitedAdel@