رائد محمد المالكي

مدينة محمد بن سلمان غير الربحية

الخميس - 18 نوفمبر 2021

Thu - 18 Nov 2021

يوم تاريخي للقطاع غير الربحي محليا وعالميا بعد إعلان سيدي ولي العهد محمد بن سلمان المؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مسك الخيرية، إطلاق مشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان التي ستكون أول مدينة غير ربحية في العالم، والتي ستكون بإذن الله نموذجا فريدا وتجربة يحتذى بها على المستوى العالمي؛ فالأمير الشاب اعتدنا منه المشاريع النوعية ونراهن دائما على نجاحه؛ لأننا نؤمن بأفكاره وقدرته العجيبة على استشراف المستقبل.

بعد المقدمة أعلاه دعني عزيز القارئ أتحدث معك كشخص مهتم بالعمل التنموي وأشرح لك ماذا يعني وجود مدينة غير ربحية وماذا ستضيف، أولا لا يمكنني أن أفصل رؤية السعودية وخططها التنموية والإصلاحية وكل ما يتعلق بها عن هذا المشروع التنموي العالمي؛ لسبب أننا بحاجة لمشاركة القطاع غير الربحي في التدريب والتأهيل وإقامة المؤتمرات والندوات والحوارات وتبادل الأفكار ودعم المشاريع واحتضان الشباب وتوجيه طاقاتهم نحو ما يخدم أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم.

أعتقد أن فكرة المدينة نضجت بعد تجربة مؤسسة مسك الخيرية ومؤسسة مستقبل الاستثمار وكذلك لحاجة السعودية لمنظمات عالمية خبيرة تسهم في تطوير عمل القطاع غير الربحي السعودي؛ لأنه موعود بقيادة مبادرات عالمية آخرها مؤسسة المبادرة الخضراء لدعم أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

وإن وجود مدينة تجمع المنظمات غير الربحية في مكان واحد وفي بيئة عمل جاذبة ومتكاملة تحفز كذلك القطاع الخاص بأن يشارك بخبراته وأمواله في دعم قضايا المنظمات داخل المدينة؛ لأنه سيرى عملا مؤسسيا ممنهجا ونتائج ملموسة وأثرا مستداما ناهيك عما سيحققه القطاع الخاص من منافع فمثلهم لا خوف عليهم في الانتفاع.

ربما تتساءل ماذا ستضيف لي هذه المدينة؟ الإجابة على هذا السؤال يسيرة على من يفهم أهمية ودور القطاع غير الربحي وصعبة جدا لمن لا يملك الحد الأدنى من المعلومات حول القطاع غير الربحي وبالتالي فيلزمه أولا أن يفهم القطاع ويفهم تاريخه وأسباب وجوده واهتمام الدول المتقدمة به.. أما بشكل عام فالمدينة ستوفر تجمعا شبابيا في تخصصات متنوعة مثل البرمجة والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال وغيرها من التخصصات، حيث إن هذه التجمعات ضمن بيئة محفزة للابتكار والتشارك وتبادل المعلومات والخبرات كما أن المدينة ستضيف لي وجود المؤتمرات المتخصصة والتي سيكون من الجيد أن أحضرها بدلا من السفر لها خارج البلاد، كما أن فرصة التدريب المتخصص والتأهيل ستكون كبيرة لحديثي التخرج والذين يطمحون لمستقبل قيادي عظيم ناهيكم عن فرصة بناء المبادرات التطوعية ولكن ليس تطوعية بفكرها المعتاد وهنا أنا أكتب والابتسامة تشق وجهي؛ لأن هذا الأمر سيكون نقطة تحول في مفهوم صناعة المبادرات التطوعية.

وعلى صعيد منظمات القطاع غير الربحي المحلية فالمدينة ستقدم لها نماذج عالمية يحتذى بها مما سيؤثر على سلوك المنظمة المحلية بشكل يزيد من ابتكار البرامج وزيادة المشاركة المجتمعية وتنوع التخصصات إضافة إلى أن قطاع المنح لدينا سيكون أكثر تنوعا في استراتيجيات المنح ويعطي أهمية لقضايا مهمة مثل البيئة والبرمجة وريادة الأعمال وإنترنت الأشياء والروبوتات، وكذلك للفنون باختلاف أنواعها.

raed_arn@