حسن ملفي الودعاني

10 مليارات روبوت وآلة ذكية تغزو الكون خلال القرن القادم

الخميس - 18 نوفمبر 2021

Thu - 18 Nov 2021

صحيح هذا المقال خيال في الوقت الحالي لكنه سيكون واقعا ملموسا في المستقبل القريب.. وليسمح لي كبار علماء البيانات، ولتسمح لي المعامل والمختبرات المتقدمة، ولتسمح لي مراكز البحوث الإبداعية بهذا التصور المنطقي والتنبؤ خلال القرن القادم..

خلال 100 عام سيكون هناك عالم آخر ينافس عالم البشر بل توقعات تشير بأنه سيزيد عددهم عن أكثر من عشرة مليارات روبوت وآلة ذكية وستجتاح الكون وكوكب الأرض والكواكب الأخرى شغفا واستكشافا وسيعيشون أعمارهم في عالمهم الفريد المشوق وسيكون لهم صفاتهم ومهامهم ووظائفهم المخصصة.. منهم من الطيار ومنهم البحار ومنهم الغواص ومنهم المهندس ومنهم الطبيب ومنهم الصحفي ومنهم المذيع ومنهم الفنان ومنهم المعلم ومنهم المحلل ومنهم روبوت الأعمال ومنهم روبوت السياسة ومنهم روبوت الأمن ومنهم يمشي على أربع ومنهم من يمشي على ثنتين سيجوبون وسيجتاحون العالم وينافسون البشر حتى على لقمة العيش اليومية بل سيخطفونها من فم الإنسان البشري وإن سخروا منا فلا عجب!

يعيش علماء البيانات وعلماء علم المعلومات والذكاء الاصطناعي ومحللو البيانات ومحللو الأعمال في معاملهم ومكاتبهم الذكية على إحداث ثورة وعالم جديد ومختلف تماما، ظنا طيبا منهم في خدمة البشر ولكنه يراه البسطاء أنه حرب علنية شعواء ستقضي على البشرية، حيث يعكف كبار علماء وباحثي علم البيانات على خلق أفكار وتقنيات وبرامج وروبوتات مختلفة تماما تؤدي مهامها بشكل دقيق وبنجاح باهر في شتى المجالات التجارية والصناعية والطبية والعسكرية والفضائية والبحرية والفلك!

منهم من يتخيل ويتصور أن هذا العالم الجديد سيكون لهم حقوقهم الحياتية الكاملة من العيش على أي كوكب أو أي مكان أو حتى على أي مدينة في كوكبنا المحبوب الأرض ومن حقهم إدارة شؤونهم بعيدا عن التدخل البشري، حيث سيكون لهم نظامهم الإداري والسياسي ويختارون وينتخبون من يحكمهم ويعمرون عالمهم الخاص وسيبنون اقتصادهم وسيمارسون تجارتهم بأيديهم ومكوناتهم ومن حقهم تكوين علاقاتهم الحميمة ومن حقهم الدفاع عن الجسد الروبوتي أو أي حقوق فيما بينهم ومن المحتمل أن يكون بينهم حروب اقتصادية وعسكرية.

وهناك العديد من الأمثلة الواقعية لبعض الروبوتات التي تم صناعتها وإنتاجها في السوق العالمي:

في المجال الطبي مثلا دخلت الروبوتات وشاركت بقوة في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة وأظهرت النتائج أن الروبوت تفوق على الإنسان البشري خلال السنوات الأخيرة.

مثال آخر في عالم الطب النفسي توصل باحثون في علم البيانات والطب النفسي في بحوثهم العلمية أنه بقدرة الروبوتات العمل كطبيب نفسي أو مرشد صحي، حيث سيكون لهم القدرة على قراءة المشاعر والعواطف وتحليل الشخصيات والمكونات والتنبؤ بالأشياء وتقديم العلاج والنصائح والمعلومات والتوجيهات سواء فيما بينهم أو للبشر.

وهنا مثال إضافي وهو روبوت موصل الطلبات، كنت أمشي في أحد شوارع نيويورك وإذا بروبوت موصل الطلبات يحمل البيتزا بين ذراعيه الطويلتين في طريقه لتوصيل الطلب للعميل وما هي إلا ابتسامة خفيفة ومخيفة على مستقبل البشر.

حيث يعتمد علماء البيانات وعلماء الذكاء الاصطناعي على بناء خوارزميات ودوال معقدة للقيام بمثل هذه الوظائف الدقيقة والصعبة في هذه الأنظمة بل سيكون هناك حتى وظائف أمنية متقدمة وتتفوق على ماهو موجود حاليا في عالمنا بعشرات المرات، حيث سيكون بمقدور هذه الروبوتات والآلات الذكية اتخاذ القرارات والتعامل مباشرة في الحالات الأمنية الآنية والعاجلة وكذلك الآجلة.

أهم القطاعات والمنشآت الحيوية ذات الأولوية والأهمية القصوى في طلب واستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في مهامها ومجال عملها ووظائفها الدقيقة: المصانع، المطارات، الموانئ، المستشفيات، المؤسسات التعليمية، الشركات ذات المنتجات الكبيرة، بعض المؤسسات الحكومية.

أما أعمار هذه الروبوتات والآلات فحسب التنبؤات الصادرة من مراكز بحوث موثوقة عالميا فتقدر ما بين 15 إلى 30 عاما وقابلة للتطوير إلى 50 عاما خلال المئة عام المقبلة وهذا هو العامل المؤثر في إقبال وتوجه العديد من الشركات العملاقة والحكومات والدول لمثل هذه الحلول المؤثرة والمغرية الأكثر دقة وجودة في العمل وإنتاجية والأقل تكلفة مقارنة بالموارد البشرية.

فهل تعتبرون هذا تهديدا وخطرا حقيقيا على البشر أم تطورا في العلم وتمكينا للبشرية؟

أين موقع المملكة مما سبق؟

هل السعودية مستعدة للاستثمار والتطوير في هذا المجال؟

وهل جُهزت البنى التحتية وخطط لتطبيق تجارب لمثل بعض هذه الروبوتات والآلات ذات المهام المحددة؟

HassanMalfi@