إنها لحظة غضب

الأربعاء - 03 أغسطس 2016

Wed - 03 Aug 2016

أي شيء قد يفجر الغضب في رأسه! رأسه هذا الذي تلقفته الأيدي الفرحة ذات يوم فغذته بالأوهام حتى غدا كتلة نار تلتهب من غير شرار وعند كل إشارة حمراء تعترضه!



البدايات الصغيرة نتركها لأنها لا تزال صغيرة، لكنها تغدو واقعا يتحول إلى هاشتاق وخبر عاجل ملخصه (فجيعة) تلهم الصغير والكبير ليقول رأيا عابرا أو يفضي عن مكنونات نفسه.



هذه الهاشتاقات هي منابر للغضب والتسلية أحيانا، وهذا العالم المفتوح سهل لنا أمورا وأفسد أخرى..



إعلامي يقتل زوجته.. مواطن يضرب والدته.. مقتل فتاة على يد شقيقها.. انتحار المعنفة حنان.



هذه العنوانين هي الصورة الأخيرة التي وصلتنا.. سبق هذه الصورة صور أخرى ومشاهد عرفها من عرفها من أهل وجيران وجهات رعاية وحماية، وأنكرها مشكورا من أنكرها، وكلها انتهت بضياع الكثير من الوقت والأكثر من الثقة في هؤلاء جميعا.



«نحن ولله الحمد مجتمع محافظ نقدر المرأة ونعزها ونفخر بها وهي أساس العائلة ونصف المجتمع». لقد ساعد هذا الكلام وما يشبهه الرجل عندنا وأمده بلغة تعبيرية جيدة تنقذه في أروقة المحاكم والمجالس إن كان لا يجيد الحديث والتعبير ولا حتى رصف الحروف وترتيب الكلمات.



يتدرج في النمو من طفل إلى مراهق إلى رجل ولا يتدرج فهمه إلى شيء، فينقض وقتما يغضب على من يشاء من ابنة وزوجة وأم، في طريق في مستشفى في سوق.



يبقى زمنا يمارس أنماطا تربوية بقيت وقتا طويلا في ذاكرته، هذه الأنماط سيعمل على إزالتها كما اعتقد صفعات تعيد الوعي إلى عقله وذاكرته وحاضره وماضيه، تكون بأخذ قدر ليس بقليل من راتبه أو مدخراته ودخله مقابل كل شكوى تتقدم بها عليه وليّته - طبعا أنا وين وتفعيل مثل هذا الأمر وين!



أقول هذا لأنه أصبح من زمن الطيبين أخذ العهود والوعود والحديث عن الاحترام والمودة والمحبة والعشرة بالمعروف، وأيضا الأمر يحتاج إلى مختبرات بكامل عدتها لكشف ذوي الأمراض والعلل النفسية المتوارثة لتنجو المرأة من أسطوانة (زوجوه يعقل).



(مجلس شؤون الأسرة) المشروع الوليد الذي يرأسه وزير العمل والتنمية الاجتماعية.. أولى مهام هذا المجلس إيجاد حلول عصرية لمشكلات الأسرة.



أتمنى أن لا يدندن فيما يواجه على أنها لحظة غصب وأنه في حالة غضب.