فيصل الشمري

السلاح النووي الإيراني

الأربعاء - 17 نوفمبر 2021

Wed - 17 Nov 2021

علينا السؤال لماذا الكثير من الشخصيات السياسية حول العالم باختلاف توجهاتهم السياسية واختلاف وجهات نظرهم قلقون للغاية من احتمالية تملك إيران للسلاح النووي ومتخوفون من البرنامج النووي الإيراني الذي يجعل فرضية صناعة سلاحا نوويا قابلا للتنفيذ. لماذا المجتمع الدولي والقوى الكبرى يتعين عليها عدم السماح لإيران بالحصول على قنبلة نووية؟ 

السبب أن النظام في طهران: قد يستخدمها. هناك دول عديدة تمتلك السلاح النووي مثل بريطانيا وفرنسا، ودول عديدة تمتلك التقنية النووية لأغراض سلمية مثل اليابان وكوريا الجنوبية لا يشكل ذلك تهديدا على السلم الدولي ولا يشعر أحد أنهم سوف يستخدمون السلاح أو سوف يطورون البرنامج السلمي إلى عسكري. المشكلة ليست الأسلحة النووية، من يمتلكها وماذا يفعل معها. 

قال آية الله الخميني عام 1980: «نحن لا نعبد إيران، بل نعبد الله دعوا هذه الأرض تحترق دعوا هذه الأرض يداعبها الدخان، بشرط أن يظل الإسلام منتصرا في بقية العالم «. هذه الأيدلوجية تشكل خطرا على السلم الدولي وهذا الفكر يرتقي ليكون تهديدا للعالم وليس منطقة الشرق الأوسط، إن الفكر المتشدد في طهران وإرهاب الحرس الثوري حول العالم حاليا مؤشر واقعي للتنبؤ أن الدولة القائمة على فكر نهاية العالم والتي لا تخشى على نفسها الدمار سوف تستخدم السلاح لإرهاب العالم وربما سوف تستخدمه. 

من هم أعداء النظام الإيراني؟ 

العدو الأول الولايات المتحدة الأمريكية. الشعار الشائع الذي يردده الإيرانيون في التجمعات «الموت لأمريكا» ليس مجرد شعارات، لقد دأبت إيران على ارتكاب أعمال حرب وإرهاب ضد ما تسميه «الشيطان الأكبر» لأكثر من ثلاثة عقود. 

كان هناك استيلاء إيراني على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، وتفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983 الذي أسفر عن مقتل 241 جنديا أمريكيا، وتفجير أبراج الخبر عام 1996 في المملكة العربية السعودية الذي أدى إلى مقتل 19 أمريكيا، في العراق زودت الميليشيات المناهضة للولايات المتحدة بذخائر متطورة خارقة للدروع مسؤولة عن قتل مئات الجنود الأمريكيين، دعمت الجماعات الإرهابية لقتل المشروع الأمريكي في العراق.  

يمكن لإيران النووية أن توسع جهودها لإلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية، مع العلم أن امتلاكها للأسلحة النووية سيجعل أي رد عسكري أمرا مستبعدا للغاية ليصبح إرهاب الحرس الثوري حول العالم واقعا تتعايش معه الدول، وبمرور الوقت يمكن لإيران نووية أن تطور نوعا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي من شأنها أن تضع المدن الأمريكية والأوروبية في نطاق أسلحتها. 

العدو الثاني لإيران هو الدول الإسلامية السنية والعربية في الشرق الأوسط. من شأن قنبلة إيرانية أن تشعل على الفور سباق تسلح نووي في المنطقة حيث تتحرك الدول العربية -التي تضم أغلبية سنية في معظمها- للدفاع عن نفسها ضد أي عدوان من إيران. ليس في مصلحة العالم أن يكون هناك سباق تسلح نووي في منطقة ملتهبة مثل الشرق الأوسط تزداد فرضية استخدام السلاح في ظل التعامل مع النظام العقائدي الإيراني بشكل مباشر أو غير مباشر وهو الأرجح استخدام الوكلاء الإرهابيين. 

لهذا السبب لا يستطيع قادة العالم والعقلاء السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية. 

لأنه بمجرد أن يفعل الإيرانيون ذلك، فإنهم يشكلون تهديدا خطيرا لأمن أمريكا وأوروبا والعالم العربي، ويطلقون شرارة سباق تسلح إقليمي لا يمكن السماح لإيران بالحصول على القنبلة لأنها قد تستخدمها بالفعل. 

@ mr_alshammeri