سعود الشهري

هذا ما حدث في وزارة الصحة

الأربعاء - 17 نوفمبر 2021

Wed - 17 Nov 2021

لن أحدثك عن ندرة مواقف السيارة والوقت المستغرق للاصطفاف عند تسجيل بيانات صعود المصعد لا لا خلها هذي؛ سأنتقل مباشرة إلى موقعين: مكتب الوزير ومكتب أحد الوكلاء التابع للموارد البشرية.

أما مكتب معاليه فمن المحال حسب ما رأيت أن تراه بعينك فضلا عن أن تقابله لطرح شكواك؛ فأنت ستتعرض لسلسلة مسلسلة من الموظفين وكل واحد منهم يحاول بقدر الإمكان جاهدا لـ «تصريفك» ومحاولة «زحلقتك» لئلا تصل إلى باب الوزير! ليش؟! لا أعلم.

تقرأ في وجه الموظف الاشمئزاز والعدائية بلا مبالغة؛ نبرة صوت مرتفعة والرد على السؤال مقتضب مختصر غير مفهوم أحيانا؛ حتى أن الموظف عندما يسأل عن اسمه يغضب ولا يفصح؛ أما تعليق البطاقة التعريفية انس.

أحدهم يقول لأحد المراجعين: ياخي هذا وزير اشفيك! فرد عليه طيب ياخي هذا موظف دولة في الآخر وأنا جزء من مهامه؛ فارتبك الموظف وعصب وارتفعت نبرة صوته وكأنه يقول: انقلع برا.. ذلك أن لغة العقل تربك المخطئ دائما.

طيب هل هذا الموظف يخاف أن «تاكل عليه الجو» مثلا؟! طيب وإذا كان هذا المراجع أصلا ممن لا يستطيع أكل أي جو؛ ربما متقاعد قديم ولا عاد من العمر كثر ما بقى.. لماذا هذا أيضا يجابه بقول: «والله معاليه مشغول»؟!

ألا يعلم هذا الموظف المتبطح تحت المكيف واللي قهوة تجي وقهوة تروح ومعظم وقته يذهب في السوالف مع الأصدقاء في المكتب ألا يعلم أن هذا المراجع ربما «تسلف» حق النقل الجماعي عشان يجي الرياض؛ وحتما فهو قد ترك أهله ومصالحه وبلدته وقدم إلى معاليك أيها الموظف لتخليص أموره؛ ناهيك عن مكابدته للألم والمرض وظروف الحياة!

أما عند مكتب أحد الوكلاء فإن المراجع بقي «ملطوعا» قرابة الساعة؛ بينما سعادته يجاذب أطراف الحديث مع موظف آخر وراء المكتب الزجاجي؛ وعندما فرغ جاء أحد الموظفين ودخل أيضا وفتح اجتماع «سوالف» آخر والمراجع ينتظر ومدير مكتبه -الذي لم يدرس في حياته إدارة أعمال- مثل العصفور المبتل لا يحرك ساكنا.. ضاق المراجع ذرعا وقام ورفع يده من وراء الزجاج للوكيل فخرج له فورا وأعطاه ٢٠ ثانية بإجابات مقتضبة؛ المضحك المبكي أنا هذا المراجع عندما حاول رفع يده للوكيل حاول مدير المكتب الإمساك بيده وبدون مبالغة!! وكأنه سيتحول إلى بودي قارد لسعادة الوكيل!

saud_alshehry_@