ميليشيات العراق وحزب الله عينان في رأس

محلل: هم مجرد أدوات يستخدمونها ويرمونها كيفما تقتضي مصلحة الأسياد نصر الله أغلق البرلمان حتى أذعن معارضوه لفرض ميشيل عون رئيسا الاعتصام المفتوح والمظاهرات أغلقت مؤسسات العراق وأعادت العنف نظام الملالي يتخلى عن ميليشياته الإجرامية إذا تقاطعت المصالح طهران لا تتوانى عن توريط مرتزقتها العرب في حروب لتلطيخ سمعتهم
محلل: هم مجرد أدوات يستخدمونها ويرمونها كيفما تقتضي مصلحة الأسياد نصر الله أغلق البرلمان حتى أذعن معارضوه لفرض ميشيل عون رئيسا الاعتصام المفتوح والمظاهرات أغلقت مؤسسات العراق وأعادت العنف نظام الملالي يتخلى عن ميليشياته الإجرامية إذا تقاطعت المصالح طهران لا تتوانى عن توريط مرتزقتها العرب في حروب لتلطيخ سمعتهم

الأربعاء - 17 نوفمبر 2021

Wed - 17 Nov 2021

فيما يدمر حزب الله الإرهابي كل ما كان جميلا في لبنان، ويدفع البلد إلى انهيار شامل على جميع الأصعدة، وعزلة عربية ودولية، تضغط ميليشيات العراق الموالية لإيران في الاتجاه نفسه، وتسعى لتعطيل مسيرة التنمية التي يقودها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وبات حزب الله وشركاؤه في الميليشيات الإرهابية بالعراق عينين في رأس، كلاهما يتفانى في حرب إيران، مثلما يخلصان في الهدم والتدمير، وكأنهما يكتبان رسالة واحدة مفادها «نحن يد واحدة ضد الدولة والشعب والأمن والاستقرار، بل وضد مصالح بلدينا».

ويعتبر الكاتب والمحلل بصحيفة «نيويورك تايمز» حسين عبدالحسين، الذي يحمل الجنسيتين العراقية واللبنانية، أن نموذج أزلام إيران في العراق مطابق لنموذج حزب الله اللبناني، الذي خسر الانتخابات البرلمانية أمام غالبية معارضة لسلاحه في 2005 و2009، لكن بعد الهزيمتين، عمد الحزب إلى الأسلوب نفسه الذي تحاول الميليشيات «الولائية» في العراق تنفيذه عن طريق الاعتصام المفتوح والتظاهر وفرض إغلاق مؤسسات الدولة، وإن لم تنفع كل هذه الأساليب، يتم استخدام العنف ضد الخصوم.

اغتيالات وحروب

ويؤكد الكاتب العراقي ـ اللبناني، أن السلطة القضائية أفلتت من أيدي حزب الله، ويقول «ربما هو لم يعتقد أنه سيحتاجها يوما، لكن بعد انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، قام القضاء اللبناني بتحقيقات قد تكشف نشاطات غير قانونية للحزب، فعمد الحزب أولا إلى ترهيب القضاة، ثم ترهيب أنصار حكم الدولة في غزوة «الطيونة»، ثم إلى منع الحكومة من الانعقاد إلى أن ينال مناله بنسف العدالة في موضوع المرفأ».

ويتابع «كل التزوير الانتخابي وتعطيل الحكومات والعنف والاغتيالات والحروب الأهلية، في العراق ولبنان واليمن، كلها بهدف السيطرة على دول وتحويلها إلى قواعد صواريخ ومسيرات مفخخة، تعتقد طهران أنها في أي مواجهة عسكرية مع الغرب أو أمريكا يمكنها إطلاق آلاف الصواريخ والمسيرات ضد أهداف تابعة لأمريكا وحلفائها، وبذلك تعيق أي تحرك عسكري ضد النظام الإسلامي في إيران. هذا هو السبب الرئيس الذي يدفع إيران لتمويل وإقامة ميليشيات تابعة لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

تقاطع المصالح

ويشدد الكاتب على أن إقامة إيران لميليشيات إرهابية مسلحة في الخارج بهدف تحقيق أهداف طهران في السياسة الدولية لا يعني أن نظام الملالي حريص على سمعة أو مصلحة هذه الميليشيات إذا تقاطعت المصالح.

ويؤكد ذلك فيقول «في العراق، لم تتوان إيران عن توجيه أصابع الاتهام لميليشياتها في محاولة اغتيال الكاظمي للحفاظ على صورتها دوليا، وفي اليمن، لم تتوان إيران عن قتل، علي عبدالله صالح، يوم لم يعد مفيدا لها».

ويتابع «حتى في لبنان، حيث حليف إيران الأقدم والأقوى «حزب الله»، لم تتوان إيران عن تركه عرضة للعقوبات الأمريكية في نفس الوقت الذي كانت إيران تتفق مع أمريكا على رفع العقوبات عنها. ففي أكتوبر 2015، توصلت أمريكا لاتفاقية نووية مع إيران قضت برفع عقوبات أساسية عن طهران مقابل تجميد النووي الإيراني ووضعه تحت مراقبة دولية. وجاء في الاتفاق أنه في حال فرضت أمريكا عقوبات على إيران، يعتبر الاتفاق بحكم المنتهي».

توريط المرتزقة

ودلل المحلل على تخلي الملالي عن أتباعهم إذا تقاطعت المصالح فقال «بعد شهرين، أي في ديسمبر 2015، وافق الكونجرس بالإجماع على قانون عقوبات على حزب الله، وقعه الرئيس السابق، باراك أوباما. لم تحرك طهران ساكنا ولا هي اعتبرت العقوبات على لبنان كافية لتعطيل الاتفاق النووي. طهران لا تتوانى عن توريط مرتزقتها العرب في حروب وتلطيخ سمعتهم ثم التخلي عنهم كيفما يتفق مع مصالحها».

ويضيف «مثل علاقة الأسد بأزلامه اللبنانيين كذلك علاقة نظام إيران بمرتزقتها العراقيين. في بغداد، سربت الميليشيات الموالية لإيران إلى وكالة رويترز تبنيها عملية إطلاق مسيرات مفخخة على منزل رئيس حكومة العراق، مصطفى الكاظمي، في محاولة لاغتياله، لكن الميليشيات نفسها أصرت أنها قامت بالعملية من تلقاء نفسها وبدون علم طهران. على أن هذا الادعاء، الذي يهدف إلى تلميع صورة إيران الدولية على حساب صورة ميليشياتها، لا يتوافق وبنية الميليشيات الشديدة الانضباط، ولا يتوافق مع علاقة الميليشيات «الولائية» مع أسيادها في «الحرس الثوري الإيراني».

مصلحة الأسياد

ويعود الكاتب للتأكيد على أن أسباب محاولة اغتيال الكاظمي بسيطة، حيث اكتسب الرجل مصداقية وسمعة حيادية؛ لأنه لم يترشح للانتخابات العراقية التي أقيمت الشهر الماضي، هذه الحيادية رفعت من مصداقية الانتخابات وحرمت الميليشيات العراقية «الولائية» إمكانية الطعن بالنتائج بعدما تكبدت هزيمة نكراء شهدت تقلص عدد مقاعدها من 48 إلى 15 مقعدا في مجلس النواب العراقي».

ويتابع «مصداقية الكاظمي وقفت حجر عثرة أمام تقويض النتائج، مما دفع إيران إلى محاولة التخلص منه، لكن نجاته من الاغتيال أكسبته تعاطفا دوليا ونقمة على الإيرانيين، مما دفع بطهران إلى محاولة التنصل من مسؤوليتها وإلقائها على مرتزقتها العراقيين».

ويشير إلى أن إيران حرصت على توجيه تحذير مبطن للغالبية العراقية البرلمانية الجديدة التي جعلت من حل الميليشيات هدفها، فردد المسؤولون الإيرانيون ومثلهم أزلامهم في العراق من أمثال، نوري المالكي، وقيس الخزعلي، في معرض إدانتهم محاولة الاغتيال، أن تشكيل غالبية بدون أزلام إيران ثم حل الميليشيات سيؤديان إلى حرب أهلية عراقية، وهي حرب يعتقد جماعة إيران أنهم سيفوزون بها، وأن التسوية التي ترافق إيقافها هي التي تمنح أزلام إيران نصف الدولة، التي يمكنهم استخدامها للسيطرة على النصف الآخر مستقبلا.

ويختتم كلامه قائلا «هم المرتزقة، يعتقدون أنفسهم شركاء. أما أسيادهم، فلا يرونهم إلا أدوات يستخدمونها ويرمونها كيفما تقتضي مصلحة الأسياد».

وجه الشبه

يسرد الكاتب في مقال نشره موقع «الحرة» الأمريكي بعنوان «للأسياد مصلحتهم وللمرتزقة بئس المصير» وجه الشبه بين الاثنين فيقول «بنفس الطريقة حزب الله مجلس النواب اللبناني، ومنع انتخاب رئيس للجمهورية، وعندما تحركت حكومة الغالبية لتفكيك شبكة اتصالات الحزب، شن الأخير حربا أهلية في 7 مايو 2008، وتسبب العنف بمجهود دولي للتسوية نجمت عنه «اتفاقية الدوحة»، التي حرمت الغالبية اللبنانية الحكم وأجبرتها على مشاركته في إطار وحدة وطنية».

ويضيف «في العام 2009، كان حزب الله واثقا من الفوز في الانتخابات إلى حد دفع زعيمه، حسن نصرالله، إلى التوجه إلى منافسيه بالقول «إن الحكومة المقبلة ستتألف من الغالبية، وإن الأقلية ستعارض. ثم لقي الحزب هزيمة انتخابية فتراجع نصرالله عن وعده، وأصر على «حكومة وحدة وطنية، معتبرا أن لبنان ليس ديموقراطية، بل ديموقراطية توافقية، ثم أغلق حزب الله البرلمان اللبناني مجددا في 2014، ولمدة عامين، عندما فشل في فرض مرشحه ميشال عون للرئاسة، إلى أن أذعن معارضوه ووافقوا على انتخاب عون ومنذ 2016 ولبنان تحت سيطرة حزب الله الكاملة.