أحمد صالح حلبي

كسوة الكعبة.. وبرنامج «بارع»

مكيون
مكيون

الأربعاء - 03 أغسطس 2016

Wed - 03 Aug 2016

قبل عقود كان العمل بمصنع كسوة الكعبة المشرفة يعتمد على المهارة والإتقان، ويشترط في الراغب بالعمل به الخبرة العملية مدعمة بشهادة يحضرها من شيخ الخياطين، وإن كان لا يملك مثل هذه الشهادة فيتم قبوله للعمل كعامل داخل المصنع ليكتسب الخبرة المطلوبة مع مرور الأيام، وهذه المعلومة نقلها إلي أحد العاملين بالمصنع من كبار السن حين لقائي به قبل سنوات، وأوضح أن هذا النهج هو الذي يسير عليه العمل بالمصنع، ولم تكن هناك خطط أو برامج لتدريب الشباب السعودي وتأهيلهم للعمل بالمصنع.



وفي أوائل هذا العام نشرت الصحف المحلية خبر رعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وبحضور معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام ومعالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني الدكتور أحمد بن فهد الفهيد حفل تخريج الدفعة الأولى من متدربي مصنع كسوة الكعبة المشرفة بالمعهد الصناعي الثانوي بمقره بمكة المكرمة، وكان عددهم نحو ثلاثين شابا، شكلوا النواة الأولى لمجموعة من الشباب السعودي، منحوا فرصة العمل في حياكة كسوة الكعبة المشرفة، ليبدأ معهم المصنع مرحلة جديدة من التطوير والتحديث لا تعتمد على إضافة آليات حديثة بقدر اعتمادها على إعداد وتأهيل الكوادر البشرية، وكغيري من المتابعين لأخبار المصنع ونشاطاته، شكل مثل هذا الخبر فرحة جعلتني معتقدا أن المصنع سيقف عند هذه الخطوة حتى العام المقبل ليبدأ بعدها في استقبال دفعة جديدة.



غير أن الإصرار على العمل والثقة التي كسبتها إدارة المصنع من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، برزت بشكل واضح وقوي من خلال العمل على منح هؤلاء الشباب حقوقهم الأدبية من خلال التعاون والتنسيق مع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية عبر فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإصدار بطاقة حرفية للعاملين بمصنع الكسوة ضمن مشروع السجل الوطني للحرفيين والحرفيات (بارع)، فدخل هؤلاء الشباب ضمن الحرفيين الذين نفخر بهم، خاصة وأن البرنامج من أبرز أهدافه، تحسين صورة الممارسة الحرفية بالمملكة مع الاستفادة من الحرفيين المهرة ونقل خبراتهم، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم لتدريب الأجيال الناشئة، ودخول الشباب السعودي لهذا البرنامج والعمل على تشجيع الآخرين للانخراط في المجالات الحرفية.



فشكرا معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن أفسحت المجال لكل قطاعات الرئاسة للعمل على تطوير أعمالها وبرامجها، وعملت بجد واجتهاد لمتابعة هذه التطورات والنقلات، وعملت على إزاحة كل المعوقات أمام كل عمل يخدم قاصدي البيت الحرام والمسجد النبوي، من مصلين ومعتمرين وحجاج وزوار، وشكرا لخطواتك بإعادة روح الشباب لمصنع كسوة الكعبة المشرفة، وإيجاد علاقة شراكة مع هيئة السياحة والتراث الوطني، تحفظ للشباب حقوقهم الأدبية.



والشكر والتقدير للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولفرعها بمكة المكرمة الذي عمل على تفعيل برامجه وسعى للبحث عن الشباب السعودي وضمهم لهذا البرنامج وغيره من البرامج، محافظا على تاريخ حرفة لا نظير لها بالعالم.



وأملنا في فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمكة المكرمة أن يسعى لتوثيق الحرف المكية القديمة قبل اندثارها، فمكة المكرمة مليئة بكثير من الحرف، ولعل ما بقي منها اليوم هو القليل.