برجس حمود البرجس

جيران السحاب والضباب والمطر «عسير قمم وشيم»

الثلاثاء - 16 نوفمبر 2021

Tue - 16 Nov 2021

حملت استراتيجية تطوير منطقة عسير هوية أهل المنطقة وشيمهم ومكوناتهم الثقافية والمعرفية وأخلاقهم وكرمهم، وهوية المنطقة وهي في أعالي القمم ومناخها وطقسها الرائع وطبيعتها الجذابة. عسير تميزت بشعار «قمم وشيم» والذي أطلقه ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، قبل شهرين ضمن إطلاق «استراتيجية تطوير عسير».

الاستراتيجية تضمنت ضخ 50 مليار ريال عبر استثمارات متنوعة تبدأ بالبنية التحتية ومشاريع سياحية وتنموية لتجعل المنطقة من أقوى وأجمل المناطق السياحية بالمملكة والمنطقة العربية، وتمول المشروعات الحيوية لتحقيق نهضة تنموية شاملة ومستدامة، سياحيا وتراثيا وثقافيا ومعرفيا، مستهدفة استقطاب 10 ملايين سائح وزائر من داخل المملكة وخارجها بحلول عام 2030م.

إطلاق هذه الاستراتيجية أسعد أهل المنطقة وأهالي المناطق المجاورة وأسعدنا جميعا في المناطق البعيدة، حيث إننا متعطشون إلى مناطق سياحية جذابة ومتكاملة؛ وأعتقد أن الكثير متأمل بقضاء عطلة مع عائلته في مكان داخل السعودية يكون بديلا وغير ناقص عن المناطق السياحية في أوروبا. عسير متكاملة المزايا، مناخ وطقس ومواسم وطبيعة وأهلها الطيبون، جيران السحاب والضباب والمطر.

استراتيجية ومشروع عملاق وجبار، ولكنه يصنّف من المشاريع الصعبة ولكنه بكل تأكيد ليس مستحيلا، وهو قابل للتنفيذ بإذن الله. أتحدث عن الكوادر البشرية التي ستدير المشروع، فعندما يفكر المختصون في إدارة المشاريع العملاقة، الفارق الأكبر لديهم هو «هل المنطقة مأهولة بالسكان والمباني؟ أما أنها منطقة جديدة؟» الفرق كبير، «هل المنطقة مستوية؟ أم على مرتفع؟» الفرق كبير، «هل المنطقة على مرتفعات مختلفة؟ أم على مرتفع واحد؟ الفرق كبير.

إذا نظرنا مثلا لمدينة الجبيل الصناعية، فأفضل ما ميزها وحقق نجاحها هو أنها بنيت في منطقة مستوية وليست مأهولة بالسكان أو ما تسمى بـ green field، أي مساحة فاضية ليس بها سكان ومبان. ولكن في حال منطقة عسير، فالحال مختلف، فهي منطقة ليست مسطحة، بل حتى مدينة أبها تقع فوق جبال متجاورة تختلف ارتفاعاتها، وحتى الحي الواحد يختلف ارتفاعه عن الحي المجاور له، بل أن بعض البيوت ارتفاع ركنها الأيمن يختلف عن ركنها الأيسر، أي أن المنزل ليس على أرض مسطحة.

تطوير منطقة عسير يختلف عن المشاريع الأخرى، يختلف عن مشروع البحر الأحمر ومشروع نيوم وبقية المشاريع. هذا المشروع العملاق بحاجة إلى كفاءات تديره وتدير أركانه الرئيسية مثل أقسام الاستراتيجيات والعلاقات العامة بالسكان والتنسيق مع بقية الجهات الحكومية والقطاع الخاص، المشروع بحاجة إلى كفاءات مميزة تدير عقوده (وهي أهم نقطة)، وكفاءات تستطيع جذب الاستثمارات المحلية والخارجية.

المشروع بحاجة إلى خبرات لديها منجزات مسبقة مماثلة تدرجت من مشاريع صغيرة ثم إلى متوسطة فكبيرة وأن تكون عملت على أقسام رئيسية في مشاريع عملاقة مماثلة. يبقى التحدي الأكبر للمشروع هو وجود كفاءات تستطيع تنفيذ تطلعات ولي العهد بعد تحديد الأهداف، واعتماد المبادرات وتنفيذها، ومواجهة التحديات وتخطيها، في طريقهم بإذن الله لتحقيق أهداف هذا المشروع العظيم، وهو أحد مشاريع المملكة التي تعول عليها كثيرا لتتكامل وتجعل المملكة من أفضل الوجهات العالمية سياحيا وثقافيا وتراثيا.

Barjasbh@