أحمد الهلالي

السعودية قبلة الأدمغة المميزة!

الثلاثاء - 16 نوفمبر 2021

Tue - 16 Nov 2021

استقطاب العقول المبدعة هو سر تقدم الكثير من الحضارات، عرفنا ذلك في العصور الإسلامية الذهبية التي أضاءت الحضارة الإنسانية حينذاك، وتجدد في عصرنا الحديث، حين عمدت الولايات المتحدة - وما تزال - إلى استقطاب العقول، فظهر في بريطانيا لأول مرة مصطلح (هجرة الأدمغة) لأن كثيرا من علمائها ومبدعيها لحقوا بركب الهجرة إلى أمريكا في خمسينيات القرن الماضي، وما يزال هذا المصطلح يتردد إلى اليوم في الأوطان العربية ودول العالم الثالث، وما دمنا قوة اقتصادية عالمية، تحضر بلادنا بقوة وفاعلية في المشهد الاقتصادي العالمي، وتحتل مكانة مرموقة في مجموعة العشرين، فإننا أولى باستقطاب العقول والطاقات الإبداعية، وهذا ما جعل قرار الاستقطاب مبهجا وموفقا.

أبهجنا القرار السامي الحكيم القاضي بمنح الجنسية السعودية لعدد من الأسماء اللامعة المميزة في عدد من التخصصات، وسر البهجة يأتي من جهتين، الأولى: الإفادة من العقول المميزة التي تضيف إلى منجزاتنا العلمية والثقافية والفنية والطبية والرياضية وغيرها، والثانية: تعميق الطمأنينة في قلوب طاقاتنا الإبداعية التي تشعر الآن أكثر من أي وقت مضى بحرص القيادة على تنمية قطاعاتهم، وأن هذا الاستقطاب سيزيد مستويات العناية بكل ما يتعلق بالمؤسسات العلمية والثقافية والفنية والطبية والرياضية والاقتصادية وغيرها.

من جهة أخرى فإن استقطاب العقول لا يعني بحال من الأحوال افتقارنا إلى عقول وطاقات إبداعية مميزة، فلدينا رصيد زاخر من الأرقام المتقدمة عالميا في المؤسسات العلمية والطبية والإبداعية والصناعية والاقتصادية، بل يعني الحرص على تعزيز ما لدينا، وتوسيع نطاقات الإبداع والتميز، وفتح مجالات التنافسية والاحتكاك البناء بين العقل الوطني المميز والعقل المستقطب المميز، ما يعني العبور الكامل إلى الاستثمار الحقيقي في الإنسان، وهذا الانفتاح الطموح هو وقود الترقي وصناعة الحضارة المشرقة التي ننشدها.

واقع الحال أننا لسنا على أعتاب نهضة، بل نحن في خضمها، نستثمر كل ما من شأنه صناعة مسرعات البناء، ولا شك أن استقطاب العقول أحد أهم الروافد التي ستجود الأفكار والمشروعات، لمسنا ذلك في تنوع المجالات التي استهدفها القرار، وكذلك سير الأسماء التي منحت الجنسية السعودية، ولم تغب عن القرار لمسة الوفاء والعرفان بفضل بعض الأسماء التي عملت بإخلاص ودأب ومحبة من زمن بعيد، كالبروفيسور محمد خير البقاعي، والدكتور أمين سيدو، والدكتور عبدالكريم سمك، والمخرج المسرحي الأستاذ سمعان العاني، والخطاط مختار عالم، وغيرهم، وما يزال في جعبتهم الكثير ليقدموه وقد أصبحوا مواطنين سعوديين.

ومسك الختام، فإن الطموح والإصرار، هما شعار هذه المرحلة المباركة من تاريخنا المجيد، بقيادة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وهمة سمو ولي العهد المضيء، فلا يجد المتابع فرصة للالتفات أو التراخي عن حركة مؤشر القرار السعودي، فهي دائبة بلا كلل، في مجالات وشؤون كثيرة ومختلفة، كلها تهدف إلى البناء والاستثمار الحقيقي، الاستثمار في المكان بيئة ومناخا وطاقة وآثارا وتاريخا وجغرافيا، وكذلك الاستثمار في الإنسان تعليما وتثقيفا ووعيا وانتماء وتفوقا، وبإشراق هذا القرار الموفق فإننا نستبشر بمزيد من النماء والتوهج.

ahmad_helali@