دونالد ترامب جاهل بالإسلام

الأربعاء - 03 أغسطس 2016

Wed - 03 Aug 2016

أعمل في السعودية كأستاذ جامعي من أمريكا وأنا أتابع الانتخابات بكل اهتمام. وبالرغم من أني ديمقراطي، إلا أني أحاول أن أكون أكثر تفتحا واستمع للطرف الآخر بكل عدالة وموضوعية. ولكن انتخابات الدورة الحالية جعلتني أتفق مع مقولة البروفيسور الراحل إيلي فيزيل في خطاب استلامه لجائزة نوبل للسلام عام 1986 «علينا أن نتخذ جانبا».



فأنا أعتبر دونالد ترامب تهديدا حقيقيا للوئام الديني والسلام العالمي. شعرت بالذعر عندما هدد دونالد ترامب بحظر المسلمين من الولايات المتحدة وظننت بأنه يمزح. فاقتراحه لم يكن غير دستوري فحسب، بل أظهر جهله بتاريخ المسلمين الطويل في الولايات المتحدة كونهم جزءا من قصة أمريكا. ولا يمكن لترامب أن يمحيهم من التاريخ الأمريكي ولا يستطيع محو حقيقة أن أول من اعترف بالولايات المتحدة كدولة هو السلطان المغربي محمد الثالث بن عبدالله الخطيب عام 1777.



وتسبب دونالد ترامب في ظهور الإسلاموفوبيا أو الرهاب الإسلامي في الولايات المتحدة. وخوفه من المسلمين هي ردة فعل هستيرية للإرهاب الذي يرفضه المسلمون ويحرمه الإسلام. أتفهم ذلك كوني أعمل في مجتمع إسلامي. وعكس خطابه المليء بالكراهية جهله التام بالإسلام والمسلمين. والعالم الإسلامي غني في تاريخه وتنوع ثقافته وأتساءل ما إذا كان قرأ كتابا لابن خلدون أو لنجيب محفوظ. كما أني تقربت من العالم الإسلامي خلال الاثني عشر عاما الماضية بالعمل والسفر ويمكنني القول بكل صدق إن مزاعم دونالد ترامب حول المسلمين لا تنطبق على الواقع.

شعرت بالرضا عندما تحدى خزر خان دونالد ترامب خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي وكانت لحظة قوية شهدها الأمريكيون. فالإسلاموفوبيا والتعصب الأعمى أمران يجب الطعن فيهما، وكلما كان الجمهور كبيرا كانت النتيجة أفضل. ولم يكن الخزر خان بحاجة ليسأل ترامب ما إذا قرأ الدستور أم لا، لأننا جميعنا نعرف الإجابة مسبقا.



كما أزعجني كثيرا أسلوب ترامب في تلطيخه لسمعة الأمريكيين في جميع أنحاء العالم. فتصريحاته المتعصبة وتهديداته للمسلمين لا تمثل الشعب الأمريكي ولا قيمهم. دونالد ترامب ليس سوى مصدر تهديدات خارجية وبلطجي لديه حساب في تويتر. كما أني واجهت الكثير من الأسئلة خلال رحلتي الأخيرة إلى المغرب وأراد كل شخص التقيت به الحديث حول دونالد ترامب. لذا فإني أتساءل كيف يدعم الأمريكيون حملته المنقسمة ودهشت من شعبيته الكبيرة، ولكني أتمنى بأن ينهزم في نوفمبر.



الصخب الذي يحدثه ترامب حاليا سيزول والتاريخ هو أكبر دليل، حيث ظهر الكثير من الغوغائيين الذين وقفوا ضد الكاثوليك واليهود والألمان والإيطاليين والأيرلندية وغيرهم من الجماعات ومن ثم أصبحوا منبوذين في حواشي التاريخ الأمريكي. الإجحاف أمر لا تحتفل به أمريكا وليس من قيم الأمريكيين. وهذه رسالتي لجميع أصدقائي المسلمين.



نشر بالتزامن مع موقع juancole