ميليشيات العار تبتز العراق

الحشد الشعبي وأنصاره يرفعون شعار: إما نحكمكم أو نقتلكم جابر: كلمات زعيم عصائب الحق فضحت مخططهم الإرهابي ألفي: حزب الله العراقي يقف وراء محاولة اغتيال الكاظمي العزاوي: محاولاتهم اليائسة لن تخضع بغداد وستظل دائما قوية
الحشد الشعبي وأنصاره يرفعون شعار: إما نحكمكم أو نقتلكم جابر: كلمات زعيم عصائب الحق فضحت مخططهم الإرهابي ألفي: حزب الله العراقي يقف وراء محاولة اغتيال الكاظمي العزاوي: محاولاتهم اليائسة لن تخضع بغداد وستظل دائما قوية

السبت - 13 نوفمبر 2021

Sat - 13 Nov 2021

انفضحت مخططات ميليشيات العار في العراق الموالية لإيران، وانكشفوا أمام الرأي العام الذي لم يتفاجأ باصطفافهم ضد وطنهم الذي يحاول أن يتعافى من التبعية ويستقل بقراره وسيادته.

وأجمع المراقبون والباحثون في الشأن العراقي على أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أظهرت الوجه القبيح للميليشيات التي ظلت على مدار سنوات طويلة تدار بـ(ريموت كنترول) من طهران، وتتحرك وفق أهواء المرشد الأعلى، حيث لم تعد مصالح العراق وشعبه على قائمة اهتماماتهم.

ورغم اتفاق الجميع على أن ميليشيات الموت تقف وراء الجريمة الإرهابية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يحاولون ابتزاز وطنهم لحساب الخارج؟ وهل بات شعارهم: إما نحكمكم أو نقتلكم؟

فضح مخططاتهم

يقول الباحث في الشأن العراقي، الدكتور محمود جابر، «إن الفريق الخاسر في الانتخابات البرلمانية العراقية وأغلبهم من الأحزاب المحسوبة على إيران، والتي توعدت بالطعن أو بالضغط على السلطة السياسية لإعادة الانتخابات في محاولة لابتزاز النظام».

وتابع جابر «إن تجمع هذه الأحزاب في صور مسلحة عن طريق ميليشياتها على أبواب المنطقة الحكومية في بغداد والتي تعرف بالمنطقة الخضراء وما كان من تلك الميليشيات إلا أن حاولت اقتحامها بالقوة، مستخدمين أسلحة خفيفة وهاون وحدث صدام بينها وبين القوات الأمنية الحكومية التي تصدت لمحاولة دخولهم وسقط في هذه المواجهات جرحى من الجانبين وقتلى».

وأوضح أن الميليشيات توعدت بالقصاص من القوات الأمنية ومن الحكومة وهذا ما صرح به مؤسس ميليشيات عصائب أهل الحق الإرهابية قيس الخزعلي وفضح مخططهم بأنهم سوف يثأر ممن قتلوا رجاله والمعتصمين، وهذا ما صرحت به العديد من قيادات الميليشيات المعتصمة أيضا والتي حاولت اقتحام المنطقة الحكومية في بغداد - المنطقة الخضراء.

جريمة متكاملة

وأكد جابر أن كل الخبراء كانوا يدركون أن هذه الميليشيات لن تسكت على ما حدث وبناء عليه جاءت محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أثناء تفقده للحالة الأمنية ومدى جهوزية القوات الأمنية التي تقوم بدورها فى حماية المنشآت.

ولفت الخبير في الشأن العراقي «نحن أمام جريمة متكاملة وواضحة المعالم وهي جريمة الانقلاب على النظام بعد أن منيت هذه الأحزاب بالخسارة البالغة، والحشد الشعبي وأنصاره يرفعون شعارا إما أن نحكمكم أو نقتلكم وقد وجدنا ذلك في العديد من البلدان التي تحكمها تلك الميليشيات والعراق ليس بحالة غريبة من هذا الواقع المأزوم وتقف وراء هذه الأفعال الميليشيات العسكرية الولائية - وهو مصطلح للدلالة على الميليشيات الإيرانية».

وشدد على أن ما تقوم به هذه القوات أو الميليشيات لن يؤثر على طريق العراق العازم شعبا وحكومة وقوى سياسية على الخروج من هذا المأزق ومن فوضى السلاح وضعف الدولة ولعل حادث محاولة الاغتيال هذا يضع حدا لشيوع وانتشار السلاح ويضع حدا لتلك الميليشيات والتدخلات الإيرانية في العراق، والأمر لن يمر بسهولة وفي النهاية سوف تستعيد الدولة العراقية ذاتها وقوتها قريبا.

فرض السلاح

واعتبر الباحث السياسي أكرم ألفي، محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي تطور خطير في عمل ميليشيات الشر العراقية الموالية لإيران، وقال «هذا الحدث يجعلنا نطرح سؤالا من يقف وراء تلك المحاولة الفاشلة؟»، وتابع «الإجابة يكشف عنها الوضع السياسي في العراقي وما حدث بعد الانتخابات وما تقوم به الفصائل الموالية لإيران وحزب الله».

وأوضح أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تعرض بعد الانتخابات لهجوم شرس مسلح، مردفا «الوضع داخل الدولة العراقية يجعلنا ندرك جيدا أن أحد الفصائل المسلحة والموالية لإيران والمرجح أنها مجموعات من حزب الله العراقي سببا في محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي؛ لأن حزب الأكثر تشددا».

وتابع «الطائرات المسيرة متوفرة لدى عدد من الكتائب المسلحة الموالية لإيران»، مؤكدا «لن يعود العراق إلى الفوضى مرة أخرى وما حدث هو محاولة لفرض أمر بالسلاح على السياسيين العراقيين»، لافتا إلى أن العراق ذاهب إلى مرحلة صراع سياسي محتدم، ولن يتوافر الاستقرار السياسي إلا بالتوافق الداخلي وفي نفس الوقت تراجع التدخل الخارجي في شؤون العراق وخاصة من إيران.

اتهام مباشر

واتهم رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والأمنية الدكتور رائد العزاوي، الميليشيات العراقية الموالية لإيران بشكل مباشر بمحاولة اغتيال رئيس وزارء العراق مصطفى الكاظمي بطائرة مفخخة مسيرة، مؤكدا «هي حالة مقلقة وهناك استنكار دولي عالمي».

وأوضح أن العراق لن يذهب إلى الفوضى بل يسير نحو تشكيل حكومة أغلبية، وأن تأجيل الوضع يؤدي إلى مشاكل كبيرة، مشددا «هي محاولة فاشلة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في العراق والتدخل في أموره الداخلية».

واختتم «ما حدث محاولة بائسة لن تؤدي إلى نتيجة، ويجب على إيران أن توقف تدخلها في المشهد العراقي، ومحاولة الاغتيال هي إرهابية، والعراق لن يخضع وسيظل دائما قويا».

عداء قديم

لم تكن الانتخابات التي جرت في العراق الشهر الماضي وأسفرت عن سقوط كبير لأنصار إيران في بغداد هي السبب الوحيد للعداء بين الحشد الشعبي الذي تنضوي تحته الميليشيات الشعبية ورئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، بل اتهمته الفصائل نفسها مرارا في أوقات سابقة بأنه متواطئ في اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وواجه في مواقف عدة معارضة من الحشد الشعبي، بدءا من موضوع انسحاب القوات الأجنبية لا سيما الأمريكية من البلاد، مرورا باعتقال عدد من المتورطين في اغتيال ناشطين، وصولا إلى التشكيك مؤخرا في نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في البلاد في العاشر من أكتوبر والتي لم ترض تلك الفصائل الموالية لطهران، التي تراجع عدد مقاعدها النيابية بشكل كبير.

وقد عمدت فصائل الحشد الشعبي مجددا إلى تأكيد رفضها القاطع لتسلمه الحكومة مجددا، علما أنه ليس مرشحا رسميا لتولي المنصب ثانية، لكن بعض المسؤولين السياسيين ما زالوا يرون فيه حلا في حال تعثرت المفاوضات بين القوى السياسية.

مخطط إسقاط

وكشفت مصادر اعلامية عن وجود مخطط ممنهج من قبل الحشد الشعبي لسحب الثقة من الحكومة، من خلال إرسال رسائل مبطنة عن طريق قيادات بارزة عبر الإعلام المحلي، فيما شدد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على أن القانون هو السبيل الوحيد لإعلاء رمزية الدولة.

وانعكس المخطط بحسب المصادر في تصريحات زعيم «تحالف الفتح» هادي العامري وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، حيث اتهما رئيس الوزراء الكاظمي بأنه يضمر العداء للحشد الشعبي.

وشدد الكاظمي على أنه يجب العمل على ترسيخ الولاء للدولة لدى منتسبي القوات المسلحة.

الصراع بين الميليشيات والكاظمي:

تزايد نفوذ الميليشيات خلال حرب العراق على تنظيم داعش

جرى إلحاق الحشد الشعبي بمكتب رئيس الوزراء مباشرة

شعرت الميليشيات بالقوة نتيجة الدعم الذي تجده من إيران

استعرضت الكثير من الجماعات المسلحة قوتها في المنطقة الخضراء

قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي توحيد العراق والقضاء على نفوذ الميليشيات

اعتلقت قوات الأمن قاسم مصلح، قائد قوات الحشد في غرب الأنبار، بتهم القتل

بدأت المواجهة المباشرة وحاولت الميليشيات قلب الطاولة على الدولة

هاجمت مقر السفارة الأمريكية مرارا لتهز صورة الدولة وتنفيذ أجندة إيران

جاءت خسارة الميليشيات في الانتخابات الأخيرة لتؤجج الصراع

وضعت محاولة اغتيال الكاظمي صورة مأسوية للحرب بين الجانبين