حسن ملفي الودعاني

أرباح شركات مواقع التواصل الاجتماعي الخيالية وفرض الضرائب!

الأربعاء - 10 نوفمبر 2021

Wed - 10 Nov 2021

كمثال لم يكن يوما من الأيام أن يحلم مارك زوكربيرغ مؤسس فيس بوك أن تقفز أرباحه وحجم ثروته من 9 مليارات في عام 2012 دولار إلى 122 مليار دولار في عام 2021، وتلك الأرباح إنما هي من جيب المستخدم سواء أفرادا أو مؤسسات أو شركات أو حكومات.

ماذا عن خبايا تلك الأرباح ومحتواها؟

كان منهج شركة فيس بوك وتطبيقاتها انستقرام وواتس أب في الـ5 سنوات الأولى مبنيا فعلا على محاربة المحتوى الضار «سواء الجنسي أو العنصري أو الترويج السياسي» ولكن تحول هذا المنهج إلى سراب بعد التحول الخطير الذي انتهجته فيس بوك في استخدامها المستخدم خصوصا الأطفال لجني أرباح خيالية وفوائد غير مسبوقة.

محاربة المحتوى الضار:

أفلتت شركة فيس بوك الحبل وفشلت فشلا ذريعا خلال السنوات الأخيرة في محاربة المحتوى الضار بل أصبحت تروّج له علانية على مرأى ومسمع من أصحاب القرار في الحكومة الأمريكية والقضاء الأمريكي والنظام الأمريكي التي تخضع له تلك الشركات قانونيا بحكم نشأتها ومقراتها في أمريكا والذي ينص على محاربة المحتوى الضار، إلى أن وصل بها الحال إلى قضايا مليارية في المحاكم خسرتها فيس بوك أمام خصومها الذين تضرروا جراء نشر منشورات المحتوى الضار بأنواعه الذي الحق الضرر بملايين المستخدمين خصوصا «الأطفال» وغيرت سلوكهم وأفكارهم إلى أن وصل بهم الحال إلى ترويج محتويات المخدرات ومحتويات الجنس وبث الكراهية والعنصرية والأقوال والأفعال والسلوك الذي يرفضه العقل البشري وأصبح الأطفال يقلّدون المشاهير «السلبيين» بغض النظر عن نوع الجنس ذكر أو أنثى أو توجه الشخص وسلامة أفكاره إلى أن وصل الحال بفيس بوك أن تبحث عن إعادة تسمية شبكتها وتبحث عن اسم بديل لمسمى»فيس بوك» بعد خسارة سمعتها وتدني أرباحها خلال الأشهر القليلة الماضية في السوقين المحلي والعالمي!

قضايا سياسة الخصوصية والمستخدم:

كمختص ومطلع في علم البيانات والمعلومات لم تنجح أي شركة تكنولوجيا عملاقة حتى الآن في حماية البيانات بنسبة 80% بل أصبح من السهل جدا مع تطور الأدوات والبرامج في اختراق خصوصية المستخدمين وسرقة البيانات من خلال سهولة الوصول إلى بيانات مليارات المستخدمين على تطبيقات شركة فيس بوك وتطبيقاتها وشركة تويتر وشركة سناب شات بل حتى الشركة الرائدة قوقل للأسف الأمر الذي يجعل الاعتماد على التقنيات والتطبيقات بحد ذاتها لا يكفي بل يحتاج إلى تشريع وتنظيم جديدين واستراتيجيات صارمة من جميع الحكومات تجرّم وتمنع مثل هذه القضايا أن تحدث، وتضع حدا لذلك عبر وضع قوانين صارمة ولوائح تنظيمية تضمن حقوق المستخدمين وتضمن الشركات مواقع التواصل الاجتماعي على حد سواء.

موقف فيس بوك من القضايا السياسية:

أصبحت شركة فيس بوك شريكا رئيسا لأحداث الانتخابات سواء الانتخابات الرئاسية الأمريكية أو غيرها من بعض أحداث الانتخابات داخل أمريكا وغيرها وهذا ما يتعارض بقوة مع القانون الأمريكي وبنود وسياسات شركة فيس بوك نفسها وشركات مواقع التواصل الاجتماعي وبيّنت مصادر أن شركة فيس بوك مضطلعة في قضايا سياسية وأثرّت تأثيرا شاسعا بل غيرت مجرى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة بتدخل ودعم من بعض الدول كما تزعم تلك المصادر.

السؤال: ما مواقف حكومات دول الخليج العربي بالتحديد السعودية والإمارات من فرض ضرائب على الأرباح الخيالية التي تجنيها تلك الشركات من ملايين المستخدمين في السعودية والإمارات ومن جهة أخرى ما مواقفها من فرض ووضع تشريعات وتنظيمات جديدة تحد من نشر المحتوى الضار؟

@HassanMalfi