هل يحتاج المريض إلى معقب طبي يا وزارة الصحة؟
الثلاثاء - 09 نوفمبر 2021
Tue - 09 Nov 2021
هكذا تُرك أبو رامي، ليموت في غرفة فارغة إلا من أنينه المتصل، ترك مريض الفشل الكلوي في تلك الغرفة الباردة في مستشفى متواضع الإمكانات في منطقة مكة المكرمة، يصارع المرض، والألم، منتظرا الإحالة التي رفعها المستشفى إلى الشؤون الصحية بمكة المكرمة، وكل الإجابات التي يتلقاها مرافقوه: (رفعنا الإحالة وننتظر استجابة أحد المستشفيات الكبرى)، هكذا مات أبو رامي، وفاضت روحه إلى بارئها، وانطفأت آماله، وابنه رامي يستعد لإجراء الفحوصات اللازمة لينهي معاناة أبيه وينقذ حياته بكليته!
أبو رامي في الخامسة والخمسين من عمره، مصاب بالفشل الكلوي، ورغم ظروفه المتردية، أجبره الغسيل المتكرر أن يترك منزله في القرية ويسكن بالإيجار جوار المستشفى، وهو على هذه الحال منذ سنوات، وقبل عدة أشهر تبين وجود كيس دهني ملتصق بعموده الفقري من الداخل، أدخل على إثره المستشفى فسحب منه الأطباء محتوياته، وتعافى، وقبل أيام عاد الألم من جديد، فأبلغه الأطباء بعودة الكيس الدهني، وأدخل إلى التنويم، لكنه ظل ينتظر استجابة المستشفيات التي يتوفر فيها جهاز (الأشعة التداخلية)، فيقال إنه جهاز نادر لا يتوفر إلا في المستشفيات الكبرى تجرى به العمليات الدقيقة، ففاضت روح أبي رامي منتظرا بلوغ هذا الجهاز (الحلم)!
ظفرت بزيارة أبي رامي يوم الجمعة الماضية، فوجدته يئن أنينا تذوب له جلاميد القلوب، بالكاد فتح عينيه ونظر إليّ، وفي أثناء حديثي إليه، اعتذر مني: «الكلام يتعبني يا أبا محمد» فالتفتّ إلى ابنه رامي، وسألته: كم يوما له في المستشفى؟ فقال منذ السبت، أي قبل أسبوع من زيارتي، وهو ينتظر الإحالة، فطلبت منه الاتصال بالرقم 937 فكانت استجابة المختصة على الرقم سريعة، استقصت خلالها كل المعلومات، ووعدتنا خيرا، بعد خروجي من عند أبي رامي، أجريت اتصالاتي ببعض الأصدقاء والأقرباء لنحاول نقله من المستشفى المتواضع إلى مستشفى يملك إمكانات أفضل، فكانت الوعود بالخير كثيرة، لكن القضية في وجود جهاز الأشعة التداخلية، وفي اليوم التالي (السبت) استجاب أحد المستشفيات، ولا نعلم أهي بسبب اتصالاتنا الخاصة أم بسبب الاتصال على 937، فجرى نقله، وعلى الطريق بين الليث وجدة، ساءت الحالة، فعادت به سيارة الإسعاف إلى مكانه، فقضى نحبه الأخير يرحمه الله.
المؤلم في الأمر، أن الرجل حالة خاصة، فهو مصاب بالفشل الكلوي، ويجب أن تكون له أولوية، فمعاناته أشد من غيره، وكان يجب أن ينقل فورا إلى المستشفيات التي فيها جهاز الأشعة التداخلية، وأن يكون انتظاره فيها تحت الملاحظة، أما أن يترك بجسده الواهن المسموم يصارع ورما مفتوحا في أعماقه فهذا تقصير وإهمال في رأيي، يجب أن يحاسب من قصر فيه سواء في المستشفى الذي كان فيه أم في الجهة التي تتلقى الإحالات وتعلقها على قائمة الانتظار، ولا تنظر إلى الحالات الطارئة والخاصة!
علمت لاحقا من أحد أقربائه أنه اتصل بـ 937 مرتين وكانوا يفيدونه بـ (عطل في النظام) وأخبرني أن الخدمات الصحية المقدمة له في المستشفى كانت ضعيفة جدا، والاهتمام في أدنى درجاته، وهذا يعيدني إلى سؤالي للوزارة في (عنوان المقالة)، فلا يجد كل مريض من يستطيع المراجعة عنه، ومتابعة معاملته المرضية، إما لعدم وجودهم أو لقلة معرفتهم، وهذا يقتضي أن تقوم المؤسسات الصحية بهذا الدور المهم جدا، فالمريض لا حول له ولا قوة، ويجب أن يشعر بالأمان والعناية من لحظة دخوله المستشفى دون مراجع ولا مرافق؛ فهو بين يدي (ملائكة الرحمة) الأطباء وموظفي القطاعات الصحية، ومن أوجب الواجبات أن تكون حركتهم سريعة جدا في تقديم كل أنواع المساعدة له، وبذل أقصى جهد وأعلى اهتمام لإنقاذ روح على شفير الموت.
أبو رامي في الخامسة والخمسين من عمره، مصاب بالفشل الكلوي، ورغم ظروفه المتردية، أجبره الغسيل المتكرر أن يترك منزله في القرية ويسكن بالإيجار جوار المستشفى، وهو على هذه الحال منذ سنوات، وقبل عدة أشهر تبين وجود كيس دهني ملتصق بعموده الفقري من الداخل، أدخل على إثره المستشفى فسحب منه الأطباء محتوياته، وتعافى، وقبل أيام عاد الألم من جديد، فأبلغه الأطباء بعودة الكيس الدهني، وأدخل إلى التنويم، لكنه ظل ينتظر استجابة المستشفيات التي يتوفر فيها جهاز (الأشعة التداخلية)، فيقال إنه جهاز نادر لا يتوفر إلا في المستشفيات الكبرى تجرى به العمليات الدقيقة، ففاضت روح أبي رامي منتظرا بلوغ هذا الجهاز (الحلم)!
ظفرت بزيارة أبي رامي يوم الجمعة الماضية، فوجدته يئن أنينا تذوب له جلاميد القلوب، بالكاد فتح عينيه ونظر إليّ، وفي أثناء حديثي إليه، اعتذر مني: «الكلام يتعبني يا أبا محمد» فالتفتّ إلى ابنه رامي، وسألته: كم يوما له في المستشفى؟ فقال منذ السبت، أي قبل أسبوع من زيارتي، وهو ينتظر الإحالة، فطلبت منه الاتصال بالرقم 937 فكانت استجابة المختصة على الرقم سريعة، استقصت خلالها كل المعلومات، ووعدتنا خيرا، بعد خروجي من عند أبي رامي، أجريت اتصالاتي ببعض الأصدقاء والأقرباء لنحاول نقله من المستشفى المتواضع إلى مستشفى يملك إمكانات أفضل، فكانت الوعود بالخير كثيرة، لكن القضية في وجود جهاز الأشعة التداخلية، وفي اليوم التالي (السبت) استجاب أحد المستشفيات، ولا نعلم أهي بسبب اتصالاتنا الخاصة أم بسبب الاتصال على 937، فجرى نقله، وعلى الطريق بين الليث وجدة، ساءت الحالة، فعادت به سيارة الإسعاف إلى مكانه، فقضى نحبه الأخير يرحمه الله.
المؤلم في الأمر، أن الرجل حالة خاصة، فهو مصاب بالفشل الكلوي، ويجب أن تكون له أولوية، فمعاناته أشد من غيره، وكان يجب أن ينقل فورا إلى المستشفيات التي فيها جهاز الأشعة التداخلية، وأن يكون انتظاره فيها تحت الملاحظة، أما أن يترك بجسده الواهن المسموم يصارع ورما مفتوحا في أعماقه فهذا تقصير وإهمال في رأيي، يجب أن يحاسب من قصر فيه سواء في المستشفى الذي كان فيه أم في الجهة التي تتلقى الإحالات وتعلقها على قائمة الانتظار، ولا تنظر إلى الحالات الطارئة والخاصة!
علمت لاحقا من أحد أقربائه أنه اتصل بـ 937 مرتين وكانوا يفيدونه بـ (عطل في النظام) وأخبرني أن الخدمات الصحية المقدمة له في المستشفى كانت ضعيفة جدا، والاهتمام في أدنى درجاته، وهذا يعيدني إلى سؤالي للوزارة في (عنوان المقالة)، فلا يجد كل مريض من يستطيع المراجعة عنه، ومتابعة معاملته المرضية، إما لعدم وجودهم أو لقلة معرفتهم، وهذا يقتضي أن تقوم المؤسسات الصحية بهذا الدور المهم جدا، فالمريض لا حول له ولا قوة، ويجب أن يشعر بالأمان والعناية من لحظة دخوله المستشفى دون مراجع ولا مرافق؛ فهو بين يدي (ملائكة الرحمة) الأطباء وموظفي القطاعات الصحية، ومن أوجب الواجبات أن تكون حركتهم سريعة جدا في تقديم كل أنواع المساعدة له، وبذل أقصى جهد وأعلى اهتمام لإنقاذ روح على شفير الموت.