مقاربة ثقافية لظفير الباحة في القرن الـ14
الأربعاء - 03 أغسطس 2016
Wed - 03 Aug 2016
استخدم المؤرخون في تحليلهم الثقافة بحسب رأي الناقد علي الشدوي استعارتين معرفيتين أساسيتين هما: الشجرة والموجة، حيث استخدمت الشجرة أداة لفقه اللغة المقارن، والموجة لتفسير علاقات معينة بين اللغات، واستخدمتا معا لوصف نشوء الرواية الحديثة في الثقافات لمقاربة التاريخ الثقافي والاجتماعي.
وقال في الحلقة النقدية التي نظمها النادي الأدبي بجدة أمس الأول وأدارها الدكتور محمد ربيع الغامدي «سوف أستعير هاتين الاستعارتين على نطاق ضيق؛ لأقارب بهما الوضع الثقافي في قضاء الظفير (الباحة) في القرن الـ14 للهجرة، الشجرة لأصف بها الوضع الثقافي آنذاك، والموجة لأصف بها ما تعرضت له ثقافة القضاء».
وبين أن الكتاب الذي اشتغل عليه «الإيضاحات السلفية لبعض المنكرات والخرافات الوثنية المنتشرة في قضاء الظفير» لعبدالله بن سعدي (1954) الذي لفت النظر إلى أن قرونا طويلة مرت على الظفير تكوّن خلالها فكر، وتحصلت فيها ثقافة.
تحليل الكتاب
وتابع الشدوي بأن تحليل الكتاب بوصفه وثيقة ثقافية يسمح لنا بالاقتراب أكثر من الواقع الثقافي الاجتماعي الذي تكون إلى تلك الفترة، ويقدم لنا فرضية عمل متعلقة بعلاقة الخطاب بالإنسان الذي يتغذى منه. لذلك لم يكن كتاب ابن سعدي مجرد بيان فيما عدّه خرافات وأساطير، بل يشير إلى حالة تاريخية مر بها قضاء الظفير قُسرت فيها ثقافته.
بالرغم من الرؤية الدينية المتشددة التي تهيمن على الكتاب، والتي تمثل المرجعية الأساس لتأليفه وتلقيه، يقول الشدوي «إلا أن هناك تدوينا لممارسات وأفعال وأقوال لا يعود من الممكن تجاهلها، ويلزم أن تدرك من زاوية أوسع من الزاوية الدينية الظاهرة في الكتاب».
وأضاف «من الممكن تفهم هذه الثقافة بتأويل أعمق وأشمل من مرجعية الكتاب. على سبيل المثال؛ يمكن تأويل ممارسات الناس تجاه ظاهرة طبيعية كالبرق على أنه تصرف بطريقة معينة لحماية أنفسهم؛ ذلك أنهم توقعوا أن البرق حدث عدائي، لذلك وضعوا الحديد على الباب. هذا مجرد مثل لما يمكن أن يكون خلفية لممارساتهم؛ فالإنسان إذا ما فسر ظاهرة ما على أنها ظاهرة عدائية فهو يتصرف بأسلوب معين لحماية نفسه».
«إن تلك المدونة تثبت ما كان صاحبها يحرص على محوه وتنهض الكتابة فيها بوظيفة تقف على النقيض من وظيفة الكاتب، ولم يكن ذلك يتأتى لغير ابن سعدي الذي كان رغم انتمائه فكريا للحركة السلفية إلا أنه كان منتميا في جذوره الثقافية ورصيده المعرفي لنفس الجماعة التي يسعى إلى تغييرها».
سعيد السريحي
«يعد كتاب الإيضاحات السلفية لابن سعدي وثيقة أنثروبولوجية ثقافية نادرة، وإذا كانت الميزة الكبرى فيه أنه الوثيقة الاجتماعية الراصدة للممارسات والطقوس والعادات والتقاليد في مجتمع معين في فترة زمنية محددة فإن مشكلته الكبرى في الوقت نفسه ـ فيما أرى ـ هي (تأويل) كل هذه الممارسات تأويلا دينيّا صرفا، مع أن كثيرا منها لا يتعلق بالدين».
محمد الغامدي
وقال في الحلقة النقدية التي نظمها النادي الأدبي بجدة أمس الأول وأدارها الدكتور محمد ربيع الغامدي «سوف أستعير هاتين الاستعارتين على نطاق ضيق؛ لأقارب بهما الوضع الثقافي في قضاء الظفير (الباحة) في القرن الـ14 للهجرة، الشجرة لأصف بها الوضع الثقافي آنذاك، والموجة لأصف بها ما تعرضت له ثقافة القضاء».
وبين أن الكتاب الذي اشتغل عليه «الإيضاحات السلفية لبعض المنكرات والخرافات الوثنية المنتشرة في قضاء الظفير» لعبدالله بن سعدي (1954) الذي لفت النظر إلى أن قرونا طويلة مرت على الظفير تكوّن خلالها فكر، وتحصلت فيها ثقافة.
تحليل الكتاب
وتابع الشدوي بأن تحليل الكتاب بوصفه وثيقة ثقافية يسمح لنا بالاقتراب أكثر من الواقع الثقافي الاجتماعي الذي تكون إلى تلك الفترة، ويقدم لنا فرضية عمل متعلقة بعلاقة الخطاب بالإنسان الذي يتغذى منه. لذلك لم يكن كتاب ابن سعدي مجرد بيان فيما عدّه خرافات وأساطير، بل يشير إلى حالة تاريخية مر بها قضاء الظفير قُسرت فيها ثقافته.
بالرغم من الرؤية الدينية المتشددة التي تهيمن على الكتاب، والتي تمثل المرجعية الأساس لتأليفه وتلقيه، يقول الشدوي «إلا أن هناك تدوينا لممارسات وأفعال وأقوال لا يعود من الممكن تجاهلها، ويلزم أن تدرك من زاوية أوسع من الزاوية الدينية الظاهرة في الكتاب».
وأضاف «من الممكن تفهم هذه الثقافة بتأويل أعمق وأشمل من مرجعية الكتاب. على سبيل المثال؛ يمكن تأويل ممارسات الناس تجاه ظاهرة طبيعية كالبرق على أنه تصرف بطريقة معينة لحماية أنفسهم؛ ذلك أنهم توقعوا أن البرق حدث عدائي، لذلك وضعوا الحديد على الباب. هذا مجرد مثل لما يمكن أن يكون خلفية لممارساتهم؛ فالإنسان إذا ما فسر ظاهرة ما على أنها ظاهرة عدائية فهو يتصرف بأسلوب معين لحماية نفسه».
«إن تلك المدونة تثبت ما كان صاحبها يحرص على محوه وتنهض الكتابة فيها بوظيفة تقف على النقيض من وظيفة الكاتب، ولم يكن ذلك يتأتى لغير ابن سعدي الذي كان رغم انتمائه فكريا للحركة السلفية إلا أنه كان منتميا في جذوره الثقافية ورصيده المعرفي لنفس الجماعة التي يسعى إلى تغييرها».
سعيد السريحي
«يعد كتاب الإيضاحات السلفية لابن سعدي وثيقة أنثروبولوجية ثقافية نادرة، وإذا كانت الميزة الكبرى فيه أنه الوثيقة الاجتماعية الراصدة للممارسات والطقوس والعادات والتقاليد في مجتمع معين في فترة زمنية محددة فإن مشكلته الكبرى في الوقت نفسه ـ فيما أرى ـ هي (تأويل) كل هذه الممارسات تأويلا دينيّا صرفا، مع أن كثيرا منها لا يتعلق بالدين».
محمد الغامدي