دخيل سليمان المحمدي

تمرد اللئيم بعد إكرامه

السبت - 06 نوفمبر 2021

Sat - 06 Nov 2021

الكرم هو ديدن هذا البلد المعطاء وقادته وشعبه مع القاصي والداني، فهناك كرام شكروا هذا الكرم، ونبلاء اعترفوا بهذا المعروف، وهذا ليس غريبا، حيث إنها سجية الإنسان النبيل والطبيعي، وهناك لؤماء تمردوا على هذا الكرم، وخبثاء استغلوا هذا المعروف، فهم ضعاف النفوس الحاقدون والذين عضوا اليد التي امتدت إليهم كرما وعطاء ومعروفا.

يقول أحد الحكماء «لا تضع معروفك عند فاحش ولا أحمق ولا لئيم ولا فاجر فارزق معروفك أهله تحصل شكرا».

فالتعامل مع اللئيم لا يحتاج إلى كرم ومعروف بقدر ما يحتاج إلى تجاهل وقوة وقسوة وحزم وجدية؛ لأنه يظن أن معروفك ضعف ويستغل طيبتك، تذكرت مقولة تنسب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه تقول «احذر اللئيم إذا أكرمته، والرذّل إذا قدمته، والسفيه إذا رفعته».

وما فعله القرداحي من تصريحات ضد سياسة مملكتنا الغالية -حتى وإن كانت قبل أن يكون وزيرا- والتي لها الفضل الكبير -بعد الله سبحانه وتعالى- فيما وصل إليه من مناصب وشهرة بعدما كان مغمورا لا يسمع منه إلا صوته حتى عمل في قناة MBC التي حلقت به في سماء العالم وعرفه البعيد والقريب حتى أصبح وزيرا للإعلام اللبناني.

جورج قرداحي بتصريحاته العبثية التي أكدت تحيزه وموالاته لإيران وحزب الشيطان وإسقاطاته على الدولة السعودية التي مدت يد العون والكرم والمعروف له ولدولته ينطبق عليه قول المتنبي:

وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا.

التصريحات القرداحية لم تكن هي السبب الوحيد في اتخاذ القرار الصارم تجاه دولة لبنان المختطفة من قبل الحزب الشيطاني بل كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير والتي ينطبق عليها «احذر الحليم إذا غضب».

يقول المثل الشعبي «أعور ويتنقوّر» لم أجد أفضل من هذا المثل انطباقا لحال لبنان قرداحي وحزبه؛ فحال لبنان هو الحال الأعور الذي يعاني منذ سنوات الخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية والعبث والخراب الحزبي الداخلي والذي حاولت الحكومات اللبنانية المتعاقبة الحلول ولكن دون جدوى. هؤلاء (المتنقورون) يعلمون جيدا كبقية العالم ما قدمته حكومة المملكة العربية السعودية منذ عقود من مساعدات مالية وعينية للشعب اللبناني، ولكنهم استمروا في إصدار المواقف المسيئة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج؛ لأن كبيرهم الذي علمهم الحقد يريد ذلك.

وأخيرا نقول للقرداحي وأعوانه «يداك أوكتا وفوك نفخ».

@dakhelalmohmadi