مانع اليامي

ادفنوا المواجع وإلا دفنتكم

الخميس - 04 نوفمبر 2021

Thu - 04 Nov 2021

تتنوع المواجع وبحسب مسبباتها تتنوع الآلام والأحزان التي تجرها كل موجعة في ذيلها على الإنسان المتصل بها نفسيا، الشاهد الذي أومن بصعوبة تخطيه وفق تقديري المتواضع هو أن في سيطرة الأحزان على الإنسان ذكرا أو أنثى من السلبيات شديدة التأثير على النفس الشيء الكثير ويبقى عند اتباع المدارس النفسية والتربوية من القول ما يعتد به في هذا الشأن وهنا أتمنى أن يسلط الضوء على هذه المسألة التي لا يستبعد توسعها مع دورة الأيام على الأقل لدواعي الإصحاح النفسي.

عموما، الأحزان لا تعترف بالاستثناء ولا تقدر الانتقاء على أي حال كل شيء من المسببات يحدث بأمر الله سبحانه وتعالى، ويبقى في الغالب أن لكل تجربته ومن الاحتمالات الواردة في حياتنا المعاصرة أن يجد أي منا نفسه أو صديقا له أو قريبا منه مثقلا بالآلام والأحزان أما نتيجة وجع الفقد، أو الانكسار المادي، أو العاطفي والحديث هنا يطول أو خلاف ذلك من الحالات الباعثة على الأحزان ويمكن القول بأن الحزن في الحياة وارد مثلما الأفراح واردة مع مراعاة الفوارق؛ فالفقد يولد الحزن مثلا وخيبات الأمل تستدعيه لا شك والأمثلة تقل وتكثر غير أن الخطورة مقابل عدم استغراب حدوثه تكمن في الاستسلام وعدم محاولة التخطي والعودة للحياة الطبيعية.

نعم للمواجع مسبباتها ولهذه الأخيرة وقع تختلف درجات تأثيره وشدة التأثير النفسي في الغالب متوقعة غير أن العبرة في قبول ما كتب الله والرضا به تمام الرضا، فالمواجع متى حدثت قد توقظنا من غفلتنا ولا ريب أن في جوف كل معاناة حتى وإن كانت بطبيعتها تميل للضغط النفسي وإرباك التوازن وتوليد الطاقة السلبية فرصة لترتيب النفس وإمكانية تفتح النافذة على الطاقة الإيجابية الباعثة على التفاؤل والطموح.

في الختام ثمة أشخاص توالت عليهم المواجع وتنوعت وتخطوها بالثقة في الخالق وزود الإيمان بالقدر خيره وشره، وإلى ذلك أيضا العزم على تحقيق الطموحات والنجاحات، أعرف على هذه الشاكلة صديق له في نفسي منزلة خاصة، عانى كثيرا من المواجع وذاق طعمها واليوم رغم كل ما مر به.. له وبجهوده مكانة مهنية رفيعة ومكانة علمية تجمع الرفعة والتميز.. أذكر أنه قال ذات يوم (في رحم المعاناة أمل جديد وجميل ورحمة من الكريم شريطة الصبر والرضا) قلت له وقتها ما أعتذر عن قوله هنا.

باختصار، ادفنوا المواجع بأحزانها ومتاعبها وإلا دفنتكم، هنا أنتهي وبكم يتجدد اللقاء.

Msaalyami@