عبدالحليم البراك

إثراء عبر تنوين؛ موسم ثقافي جديد!

الاثنين - 01 نوفمبر 2021

Mon - 01 Nov 2021

تظاهرة ثقافية ممتدة طوال العام بلا انقطاع هي سلسلة إنتاج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لأرامكو «إثراء»، ليكون مركزا محليا وإقليميا للثقافة. الملفت للنظر برغم أن المركز علامة بارزة في الظهران إلا أن أنشطة إثراء تشمل جميع المملكة وتستهدف خطة الوصول للناس في مدنهم، حيث تم إطلاق موسم الإبداع «تنوين 2021» هذا الأسبوع، والذي يعد أكبر مواسم الإبداع في السعودية، تحت شعار (الأدوات: تشكيل الإبداع)، بمشاركة 30 متحدثا بارزا، لتنظم عبر جهود ملموسة لترسيخ النقلة الثقافية في المملكة.

ومن اطلع على أنشطة هذا المركز سيجد أنه يستهدف استشراف المستقبل من خلال دراسات ثقافية مع كبرى الشركات الاستشارية بالعالم لدراسة حال الثقافة في العالم والعالم العربي ليحدد نقطة انطلاقه منها، ومن خلال هذه الرؤية اطلعت على ثلاث دراسات قام بها المركز أعطت نتائج كمعالم في طريق الثقافة العربية.

وتظهر النتائج – وفقا لـ«إثراء» الذي أصدر دراسة شاملة تكشف تزايد اهتمام الجمهور العربي بالمشاركة الثقافية:

- الجمهور العربي بالمشاركة الثقافية بنحو 90%.

- السعودية ودول عربية أخرى أعلى معدل نمو الاهتمام بالمشاركة الثقافية.

- الدراسة أن تصبح السعودية مستقبلا وجهة إبداعية للمنطقة وباقي أنحاء العالم.

- 46 % من المشاركين في السعودية يتوقعون إنفاق المزيد على الأنشطة الثقافية بعد انتهاء آثار جائحة كورونا.

وشمل هذا الاستشراف للمستقبل ثلاث دراسات هامة يجدر بالمهتمين الاطلاع عليها، وهي:

• «الثقافة في القرن الحادي والعشرين».

• «رسم خارطة تحول الصناعة الإبداعية والثقافية في المملكة العربية السعودية».

• «كيف تؤثر جائحة كوفيد-19 على الصناعات الثقافية والإبداعية».

ويلفت الانتباه أن هذه الدراسات -التي أنتجها إثراء- أنها عالمية ومحلية في وقت واحد، مما يكرس الازدواج بمواكبة العالم في حالته الثقافية، وزامن ذلك إطلاق موسمه الثقافي تحت شعار «تنوين» في المركز في رحاب إثراء للإبداع، إذ تعتبر أكبر منصة إبداعية في المملكة العربية السعودية، تربط المبدعين والمبتكرين مع خبراء عالميين في مختلف المجالات لتوسيع الأفكار الإبداعية والثقافية.

الغريب الجميل في لحظة واحدة أن عناية إثراء تشمل مكتبة وبرامج الطفل في المركز، إذ إن مكتبة وأنشطة مخصصة للطفل تتواكب مع كل فعاليات إثراء وموسم تنوين، ويستقبل الأطفال في تفاعل اجتماعي كبير وعن قرب بعد أن كان الطفل معزولا عن العالم الاجتماعي لما يقرب من عام تقريبا، قبل أن تخف وطأة الجائحة.

ويمكن القول بأن إثراء أكثر من مجرد حالة ثقافية في المملكة بل هو نقلة نوعية مختلفة لمزج الإبداع والعالمية والثقافة في بيئة محلية تحافظ فيها المملكة على تميزها الثقافي وتختلط بالعالم من خلال رؤيتنا المحلية، في هذه اللحظة تتعاضد قوى الثقافة في المملكة من خلال هيئات وزارة الثقافة ووزارة الإعلام وإثراء والمراكز الثقافية الأخرى، لتقدم الثقافة في قالبها الجديد، وفي عالم جديد متغير يواكب التحولات في العالم.

@Halemalbaarrak