أحمد سهلي

اللاعب الأفضل المظلوم

رمية تماس
رمية تماس

الاحد - 31 أكتوبر 2021

Sun - 31 Oct 2021

كرة القدم هي حياة داخل حياة، عالم آخر بنظرياته وتجلياته، اللاعبون هم تجسيد لعدة مفاهيم، المهاجم يمثل الجشع والأنانية ومحبوب الملايين، الوسط هو الأكثر تواضعا، واللاعب الذي ينكر ذاته مقابل الآخرين فهو الذي يلعب أسهل كرة قدم، تمريرات بسيطة هنا وهناك، لا يخاطر بالفريق، ويسعى دائما لتقديم الآخرين على نفسه، في أحيان يكرس نفسه لإطعام جشع المهاجمين، ومرات يكون هو عمود التوازن الذي يسير بالفريق بأمان، ومرات يكون المقاتل على الجبهة الذي يسعى لحماية خط الدفاع.

لاعب الوسط لا يحقق الإحصائيات الفردية لكنه أكبر أسباب الألقاب الجماعية، كل فريق يحتاجه، وعندما يكون أفضل مقارنة بزملائه في المركز يصبح الفريق الذي يمتلكه في نِعمة، وهؤلاء اللاعبون لا يأخذون حقهم في كرة القدم كثيرا، وإنما هي ثورات متفرقة على سطوة المهاجمين على الجوائز الفردية، ولأن كرة القدم تُلعب بقانون بسيط «من يسجل أكثر ينتصر» يكون الهدافون هم أكثر الحاصلين على الأضواء والجوائز، حيث إن الكرة الذهبية أكثر مَن حصدها هم الهدافون.

والآن أغلق التصويت على من يستحق جائزة الكرة الذهبية، فتفاوتت الأصوات إعلاميا وتضاربت جماهيريا، فبين ميسي وتمجيد لقب الكوبا، وبين حملات مدريد لأجل بنزيما، يتوه ليفاندوسكي الذي حُرم من الجائزة بسبب إلغائها في عام 2020 بسبب جائحة كورونا، ويبقى صامتا ذلك المحرك الذي حقق أكبر لقبين بعد كأس العالم في سنة واحدة، إنه لاعب الوسط جورجينو الذي رُبما سيكون ضحية أخرى لولع الإعلام بالهدافين، ويكون منسيا من كتاب أفضل اللاعبين في العالم، لكنه حتما سيبقى في ذاكرة الجماهير بطلا غير متوج، لكن لو قرر الإعلام أن يتذكر ويضع بعض الضوء على هذا المركز واللاعب ويعطيه الجائزة، فستكون مِن القلائل التي يمكن اعتبارها مِن قِبل الحياديين الذين ينظرون للكرة نظرة بلا اعتبارات وشعارات أنها هذه المرة كانت مستحقة.

mufc_ahmad@