ملتقى الحج.. تحفيز للجهود
الأربعاء - 03 أغسطس 2016
Wed - 03 Aug 2016
منذ تأسيس المملكة العربية السعودية ومع تعاقب قياداتها، غفر الله لمن توفي منهم وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، تولي الدولة اهتمامها السخي بمواسم الخير في الحج والعمرة، إذ لا ينتهي الموسم إلا وتعقبه لقاءات ودراسات لمعالجة ما كان من ثغرات أو قصور في أحد الجوانب الخدمية وغيرها، والعمل على تطوير النواحي الإيجابية للخطط المنفذة في جميع الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، حجاجا وزوارا ومعتمرين، وما ذلك إلا إيمانا من القيادة بعظم المسؤولية والأمانة التي تحملتها المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، ولوزارة الحج والعمرة دور كبير في هذه المنظومة المتكاملة مع الجهات المعنية الأخرى، ممثلة في معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وأصحاب السعادة الوكلاء ومؤسسات أرباب الطوائف (مطوفين وأدلاء وزمازمة ووكلاء)، ومن هذا المنطلق وفي خطوة إيجابية قام معالي الوزير ومعه القيادات المعنية في الوزارة بزيارات ميدانية للالتقاء بمجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف، في إشارة واضحة مفادها - ابتدأ المشوار - الذي سبقته الدراسات والندوات وورش العمل، الهادفة للارتقاء بالخدمات، في جولة تهدف من وجهة نظري إلى حث العاملين في هذا المجال على بذل قصارى جهودهم لتقديم أفضل الخدمات، والاستفادة بما تسخره الدولة من تسهيلات ليهنأ الضيف الكريم بأداء نسكه بكل يسر وسهولة، مؤكدا على الاهتمام بتفويج الحجيج إلى جسر الجمرات والعمل الجاد على توعيتهم للالتزام بجداول التفويج بما يحفظ سلامتهم، وقد حرص معاليه على الشفافية في حواراته المفتوحة، بإعطاء الفرصة للجميع بالحديث والنقاش، للوصول للهدف المنشود المعزز بالنجاحات المأمولة بمشيئة الله تعالى، المبنية على نشر الألفة بين القائمين على شؤون الحج، تبع تلك الجولات قيام الهيئة التنسيقية بإعداد اللقاء العاشر لمؤسسات أرباب الطوائف برعاية معالي وزير الحج والعمرة وبحضور سعادة وكلاء الوزارة، ويهدف اللقاء إلى تبادل الخبرات والنجاحات السابقة لدى مؤسسات أرباب الطوائف، ولقد حرص معاليه في مداخلاته للدعوة إلى توحيد الدراسات عبر الهيئة التنسيقية، ومن خلال مكاتب استشارية ذات خبرات واسعة، وفي ذلك من وجهة نظري تعجيل للنجاحات المنشودة المبنية على تتمة ما بدأه الآخرون، وبما يخفف الأعباء المالية التي تنفقها المؤسسات بالعمل الانفرادي، مع الدعوة إلى تقنية المعلومات والاستفادة من الطفرة المعاصرة في نقل المعلومات، إذ استعرض مسؤولو المؤسسات التجارب الناجحة في المواسم السابقة، واشتمل الملتقى على 12 ورقة عمل، (مراقبة الجودة بالتصوير الجوي لمخيمات المشاعر بنظام نجم ونافذ بالتصوير الثابت لمراقبة ومتابعة أعمال مكاتب الخدمة، تجهيز مشعر مزدلفة بالخدمات الضرورية التي تساهم في راحة الحجيج وعدم تعجلهم بالنفرة لمشعر منى، وفي ذلك ما يحد من الكثافة البشرية المتدفقة للمتعجلين لرمي الجمرات، حيث بدأت الخطوة في الموسم الماضي لحجاج مسار القطار، سلامة وجودة الغذاء المقدم لضيوف الرحمن، برنامج الإيزو في خدمة العملاء وقياس رضاهم، استخدام التقنية الحديثة في توزيع عبوات زمزم على مساكن الحجاج بمكة المكرمة، الطرق الناجحة لنظافة خيام المشاعر بعد وجبات الإعاشة اليومية لمنع انتشار الأوبئة، تحليل باريتو الذي يهدف إلى رصد الأخطاء المؤثرة على الموظف لرفع كفاءته الإنتاجية)، وقد أكد معاليه في كلمته على تجويد الخدمات، بما يواكب رؤية المملكة المستقبلية 2030 عبر خطوات مدروسة بعناية، تتواكب والزيادة المطردة في أعداد القادمين للحج والعمرة، بما يستدعي إنشاء أذرع تجارية عبر شراكات اقتصادية فاعلة تعود بالنفع على طالبي الخدمة ومقدميها، وبما يحفظ الحقوق وروحانية المهنة والمكان والزمان. وختاما أسأله سبحانه أن يحفظ بلادنا والمسلمين وأن يجعله موسم خير وسلام.