روان عيد الحجوري

ثقافة الترفيه.. أهلا

السبت - 30 أكتوبر 2021

Sat - 30 Oct 2021

لا أستطيع الجزم بأنك قد تلقيت نصيحة بشأن: عيش المتعة، الترنم مع الأهازيج، وضرورة حصولك على وقت فراغ؛ لكن ما أستطيع المراهنة عليه، أنك كثير ما سمعت: اجتهد، اعمل، راقب مستقبلك، حسنا؛ لنأتي إلى السؤال: هل هاتان نصيحتان متضادتان؟ أيكون العمل ذا أولوية دائما، بينما بالإمكان تصغير شأن المتعة؟

في الحقيقة لا تقتصر المتعة بصفتها نشاطا مشروطا يحدث بكيفية معينة، بل تندرج ضمن مفهوم واسع وكبير وهو الترفيه الذي يعد بدوره ركنا أساسيا لحياة متوازنة؛ فالترفيه يوازي أهمية العمل والاجتهاد، إذ لا استقامة لفرد باختيار كفة دون أخرى.

لقد تعلمنا أن نتيجة الجد حصاد مثمر، وأن العمل ركيزة للارتقاء بالذات وبلوغ المنى، وربما فاتنا أن جودة العمل تغذيها فترات الراحة، وممارسة نشاط محبب، أو السفر مع أنغام بهيجة، ثم لو نظرنا للأمر بعين أكثر تفحصا لوجدنا أن صحة الإنسان ذاته تتأثر بمدى ارتباطه بالبيئة التي يعيش داخلها، إذ أن الملل الذي يسببه الجهد المتواصل سيصبح في نهاية المطاف عضلات خاملة، ورغبات خامدة، وتصورات تغشاها الظلمة عن طبيعة الحياة برمتها، لذا لم تكف الأبحاث الأكاديمية والعلمية عن الإشارة لأهمية الترفيه ودوره في التقليل من حدة المصاعب التي يواجهها الفرد في حياته؛ فهو وسيلته للتخلص من انفعالاته وكبته، وفرصته للتعرف على نفسه من جوانب أخرى، ودليله لتكوين صلات جديدة مع أفراد مجتمعه، ليصل الأمر إلى انتماء حقيقي يجلي تصورات الفرد عن حياته ويربطه بالمكان الذي وجد به سعادة مختلفة لا تتواجد بالطبع في مقر عمله.

اليوم وفي بقعتنا الخضراء الدافئة نشهد طور تحول جديد يولي الأهمية لثقافة الترفيه، ويعطي الفرد مساحات واسعة ليعيش متعته وفق اختياره؛ فلم يعد الأمر محصورا أو محدودا، بل ستحتار في نوع النشاط الذي ستؤديه، والفعالية التي ستختار حضورها، والمكان الذي تود استكشافه، لتجد نفسك محاطا بخيارات تلامس خيالك، وتؤجج شعورك المشتاق.

ها هو المكان أينع بالكفة الأخرى التي من شأنها تقريب وصولك إلى أحلامك، فأنت بإشباعك لمتعتك ستغدو أكثر إقداما نحو مساعيك، وتنبه أن تلقي الملامات على نفسك في أوقات راحتك، بل تيقن من احتياجك لها بقدر ما يتطلبه عملك.

اعمل ولا تقتل بهجتك، ولا تنس #تخيل_أكثر.

@raw1_n

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال