كيف نصل للنهضة المرجوة؟
السبت - 30 أكتوبر 2021
Sat - 30 Oct 2021
من يتابع هذا النشاط العالمي الذي باتت المملكة العربية السعودية محوره الرئيس، سيدرك حجم ومقدار وعلو الهدف الذي يخطط له ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- ويقوم على رعايته وتنفيذه بكل قوة ومهنية واقتدار كما نسمع ونرى.
فقبل أيام أطلق ولي العهد كرئيس للجنة العليا للسعودية الخضراء النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض، التي تعنى بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، معلنا عن إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة؛ لتكون خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، علاوة على عدد من المبادرات في مجال الطاقة والتي من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية.
وافتتح ولي العهد أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بمشاركة دولية واسعة يتصدرها رؤساء وقادة الدول وصناع القرار في العالم، لرسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها، في بادرة تقدمها المملكة العربية السعودية لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة والإنسان والحيوان ومواجهة تحديات التغير المناخي. معلنا تبني المملكة إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف، وتأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، وإنشاء برنامج إقليمي لاستمطار السحب، وتأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية تسهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص في العالم.
هذا فيض من غيض باتت المملكة قائدة له، وصارت مركزا عالميا تهوي إليها كل عواصم القرار في العالم لتعمل معنا وتشاركنا البناء المستدام لهذا الكون، والسؤال: هل نحن كمجتمع وأخص (جيل الشباب) مدركون لحجم ما يقوم به ولي العهد من إنجاز؟
كان ذلك أحد الأسئلة التي وجهت إليّ حال إلقائي لعرض «التراث والعبور للمستقبل» بمنتدى سفراء المعرفة بمكة المكرمة، حيث سألني أحدهم من بعد أن أفضت بالحديث عن أهمية التراث وقيمته في تعزيز الهوية التي نحتاج إلى تمتينها وفق أسس سليمة حتى نكون قادرين على خوض غمار النهضة والتحديث التي يقودها ولي العهد في الوقت الراهن، فجاء فحوى سؤاله الموجه لي: وأين الشباب مما تذكر وتطرح؟
أدركت مراده وفهمت مغزاه، إذ في ظل ما نعيشه من تطور ونمو وانفتاح كبير على وسائط التواصل المجتمعي التي يسيطر عليها الفارغون من مشاهير السناب، ويقف على سدة أعلى المشاهدات والمتابعة الفاشينست ومطربو المهرجانات الشعبية، نحتاج إلى خريطة واضحة المعالم لتوجيه شبابنا بكل مهنية واقتدار نحو ما تريده القيادة السعودية المعاصرة من نمو وازدهار؛ فيكونوا قوة دافعة لمركب النهضة وليس عبئا ثقيلا عليه. تلك النهضة التي تعتمد في تكوينها على حالة وطبيعة السلوك الفردي بالدرجة الأساسية؛ بمعنى أنه لا يمكن بناء أي نهضة طالما أن الفرد غير مستوعب لطبيعة تكوينها، وغير متقيد بقوانينها.
من هذا المنطلق كانت البداية في بناء الدول المتقدمة لنهضتها الحضارية، حيث اهتم مؤسسوها ببناء الإنسان على الصعيد الفردي أولا، وهو الذي أسهم في بناء الدولة على الصعيد المجتمعي ثانيا.
ولذلك فأجد من الضرورة أن نهتم ذكورا وإناثا، مجتمعا وأفرادا، بفكرة تجويد كيفية صناعة الأهداف، سواء على المدى القصير أو البعيد، وعلى الصعيد الشخصي والأسري، أو في النواحي الحكومية والأهلية.
تلك هي البداية لكل بداية، إذ من دون أن تكون أهدافنا واضحة؛ فلن نتمكن من الوصول إلى أي قيمة إضافية نرغب بتنفيذها. كما بات واجبا التفريق بين الواجبات المراد تحقيقها، والأهداف التي ننشد بلوغها؛ فإن ينجح المرء في دراسته، أو ينضبط في عمله، أو يحافظ على صلاته، ويصوم رمضانه مثلا فذلك من الواجبات المفروضة، وليس من الأهداف المبتغاة التي من شأنها تطوير سلوك ومهارات ذلك الفرد بما ينعكس إيجابا على تكوين مجتمعه وطبيعة الأهداف الوطنية لبلده.
أخيرا دعوني أستعير بعض المعايير التي قرأتها في مدونة أحمد أبوطالب لأطرحها عليكم، وأتصور أن الإجابة عليها ستساعد الشباب على تحديد أهدافهم بوضوح، وبالتالي التخطيط لحياتهم وطاقتهم الإنتاجية بشكل جيد. وتتمحور تلك الأسئلة المعيارية في الآتي: معرفة من تكون؟ وماذا تريد أن تكون؟ وأين ستكون وجهتك بعد فترة من الزمن؟ وما هو شغفك حقيقة؟ وما الأولويات الفعلية في حياتك؟ إلى غير ذلك مما يطرحه خبراء التنمية.
على أني أرجو أن تكون تلك الأسئلة المعيارية قاعدة رئيسة في منهجنا المعرفي والتعليمي والإعلامي، وأساسا يبني عليه شبابنا قاعدة مستقبلهم، ليتوافقوا مع وتيرة الرؤية الوطنية التي تشق طريقها بوضوح، ويكونوا قوة داعمة لها بطاقتهم الكاملة.
فقبل أيام أطلق ولي العهد كرئيس للجنة العليا للسعودية الخضراء النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض، التي تعنى بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، معلنا عن إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة؛ لتكون خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، علاوة على عدد من المبادرات في مجال الطاقة والتي من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية.
وافتتح ولي العهد أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بمشاركة دولية واسعة يتصدرها رؤساء وقادة الدول وصناع القرار في العالم، لرسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها، في بادرة تقدمها المملكة العربية السعودية لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة والإنسان والحيوان ومواجهة تحديات التغير المناخي. معلنا تبني المملكة إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف، وتأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، وإنشاء برنامج إقليمي لاستمطار السحب، وتأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية تسهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص في العالم.
هذا فيض من غيض باتت المملكة قائدة له، وصارت مركزا عالميا تهوي إليها كل عواصم القرار في العالم لتعمل معنا وتشاركنا البناء المستدام لهذا الكون، والسؤال: هل نحن كمجتمع وأخص (جيل الشباب) مدركون لحجم ما يقوم به ولي العهد من إنجاز؟
كان ذلك أحد الأسئلة التي وجهت إليّ حال إلقائي لعرض «التراث والعبور للمستقبل» بمنتدى سفراء المعرفة بمكة المكرمة، حيث سألني أحدهم من بعد أن أفضت بالحديث عن أهمية التراث وقيمته في تعزيز الهوية التي نحتاج إلى تمتينها وفق أسس سليمة حتى نكون قادرين على خوض غمار النهضة والتحديث التي يقودها ولي العهد في الوقت الراهن، فجاء فحوى سؤاله الموجه لي: وأين الشباب مما تذكر وتطرح؟
أدركت مراده وفهمت مغزاه، إذ في ظل ما نعيشه من تطور ونمو وانفتاح كبير على وسائط التواصل المجتمعي التي يسيطر عليها الفارغون من مشاهير السناب، ويقف على سدة أعلى المشاهدات والمتابعة الفاشينست ومطربو المهرجانات الشعبية، نحتاج إلى خريطة واضحة المعالم لتوجيه شبابنا بكل مهنية واقتدار نحو ما تريده القيادة السعودية المعاصرة من نمو وازدهار؛ فيكونوا قوة دافعة لمركب النهضة وليس عبئا ثقيلا عليه. تلك النهضة التي تعتمد في تكوينها على حالة وطبيعة السلوك الفردي بالدرجة الأساسية؛ بمعنى أنه لا يمكن بناء أي نهضة طالما أن الفرد غير مستوعب لطبيعة تكوينها، وغير متقيد بقوانينها.
من هذا المنطلق كانت البداية في بناء الدول المتقدمة لنهضتها الحضارية، حيث اهتم مؤسسوها ببناء الإنسان على الصعيد الفردي أولا، وهو الذي أسهم في بناء الدولة على الصعيد المجتمعي ثانيا.
ولذلك فأجد من الضرورة أن نهتم ذكورا وإناثا، مجتمعا وأفرادا، بفكرة تجويد كيفية صناعة الأهداف، سواء على المدى القصير أو البعيد، وعلى الصعيد الشخصي والأسري، أو في النواحي الحكومية والأهلية.
تلك هي البداية لكل بداية، إذ من دون أن تكون أهدافنا واضحة؛ فلن نتمكن من الوصول إلى أي قيمة إضافية نرغب بتنفيذها. كما بات واجبا التفريق بين الواجبات المراد تحقيقها، والأهداف التي ننشد بلوغها؛ فإن ينجح المرء في دراسته، أو ينضبط في عمله، أو يحافظ على صلاته، ويصوم رمضانه مثلا فذلك من الواجبات المفروضة، وليس من الأهداف المبتغاة التي من شأنها تطوير سلوك ومهارات ذلك الفرد بما ينعكس إيجابا على تكوين مجتمعه وطبيعة الأهداف الوطنية لبلده.
أخيرا دعوني أستعير بعض المعايير التي قرأتها في مدونة أحمد أبوطالب لأطرحها عليكم، وأتصور أن الإجابة عليها ستساعد الشباب على تحديد أهدافهم بوضوح، وبالتالي التخطيط لحياتهم وطاقتهم الإنتاجية بشكل جيد. وتتمحور تلك الأسئلة المعيارية في الآتي: معرفة من تكون؟ وماذا تريد أن تكون؟ وأين ستكون وجهتك بعد فترة من الزمن؟ وما هو شغفك حقيقة؟ وما الأولويات الفعلية في حياتك؟ إلى غير ذلك مما يطرحه خبراء التنمية.
على أني أرجو أن تكون تلك الأسئلة المعيارية قاعدة رئيسة في منهجنا المعرفي والتعليمي والإعلامي، وأساسا يبني عليه شبابنا قاعدة مستقبلهم، ليتوافقوا مع وتيرة الرؤية الوطنية التي تشق طريقها بوضوح، ويكونوا قوة داعمة لها بطاقتهم الكاملة.