عائشة العتيبي

الخبرة.. هوس مزعج!

الخميس - 28 أكتوبر 2021

Thu - 28 Oct 2021

تعلموا وانتهت فترة تعلمهم، وحصلوا على ما يريدون أثناء تخرجهم، وبذلوا مجهودا كبيرا؛ لكي يصلوا لمرحلة الإنجاز وثمرة ناتج هذا الكفاح، ولكنهم يبقون متخوفين ومترددين بين ما يرغبون تحقيقه بعد التخرج، وبين ما يجب عليهم فعله، فهم يعلمون أن إيجاد فرصة وظيفة قد يكون صعبا حتى لو كان تخصصهم هو المطلوب وما يرغب به في سوق العمل، والسبب هو افتقاد عنصر الخبرة لديهم، هم طلاب أكملوا تخصصاتهم ومساراتهم الجامعية للنهاية حتى يحصلوا على وظيفة شاغرة وما يعيقهم أنهم يفتقدون عنصر الخبرة بعد مرحلة دراستهم.

من الذي سوف يبادر لكي يحصل على الخبرة؟! هل هو صاحب العمل؟، أم الباحث عن العمل!، قد نملك كوارد مميزة وقادرة على بناء نموذج ناجح وغني بالإمكانات النوعية والكمية والتي تضع إضافة وبصمة مميزة ونقطة تحول في العمل، ولكن يقف بينهم وبين استطاعتهم عثرة لا يمكن اجتيازها تدعى الخبرة.

نعلم أنه من حق الشركات والمؤسسات امتلاك أيد تمرست هذه المهنة منذ زمن طويل، هو حق مشروع لهم، ولكن نلومهم أيضا في عدم إتاحة الفرصة للشباب المبتدئين الذين يستطيعون التعلم من أصحاب الخبرات الشيء الكثير، ليس المهم ما الذي تملكه الآن من عناصر وأيدي عاملة، ولكن المهم كيف تحافظ على مسار ناجح حين ينقطع أصحاب الخبرة عن العمل لديك وأنت لم تدرب جيلا قادما على أيديهم وتشغل بهم حيزا قد يكون فارغا في المستقبل دون أن تستفيد من هؤلاء الذين عملوا بخبراتهم لفترة من الزمن وانتهت خدمتهم، ثم تعود من جديد تبحث عن أصحاب الخبرة وقد لا يكون كما تتمنى أو أقل خبرة من الذين غادروا.

والاستراتيجية المهمة هي كيف توظف وتستفيد من الأيدي العاملة وتهتم بهم أكثر من اهتمامك في كيف تستثمر أموالك؟ وما هي وجهتك القادمة وتطلعاتك المستقبلية؟، إذا لابد من المعادلة الموازنة والمحافظة والاهتمام بالنقطة الأساسية التي تحمل أهمية أكثر هي جودة العاملين فكيف تقوم شركتك وأنت لا تملك موظفين يحملون من خبرات ومهارات موظفين سابقين كان لهم بصمة ونقطة مؤثرة في العمل ولاحقا قد يصعب عليك إيجاد موظفين بنفس امتيازاتهم وروحهم في هذا العمل، لذا لابد من تدريب الشباب تحت هذه الخبرات الكبيرة الموجودة حاليا؛ ليكون العمل أكثر موازنة ومحافظة وإتماما وأكثر حرصا على تفادي الأخطاء الفادحة التي قد تكلف الشركة أو أي منظومة عمل الكثير من الخسائر الناجمة وتضع أصحاب العمل في دوامة التدهور والسقوط التدريجي؛ لأن استقرار العمل يجب أن يكون له خطة مدروسة مسبقا وتأسيس صحيح لنتائج تقدر وتحسب ما قد يعمل في 3-5 سنوات قادمة وإيجاد عدة بدائل وأفكار احتياطية وعناصر مؤثرة تشكل نقطة تحول وكفاءة داخل هذه المنظومة.

الخبرة دائما مرتبطة بالتجربة وإتاحة الفرصة لأن لديك الكثير من الخيارات الممكنة التي قد تتوجه إليها، ولكن لابد على أصحاب العمل المساعدة في إعطاء فرص كثيرة لأبناء البلد من فئتي الشباب والشابات، فهم وجهتك القادمة وخطتك الأساسية في بناء مستقبل واعد، وإتاحة الفرص لهم تعتبر خطوة استقرار واستمرار لمنظومتك الحالية والمستقبلية.

المحافظة على فريق العمل وتحقيق رغباتهم ومتطلباتهم يساعد كثيرا في نجاح العمل ويصل به إلى أعلى قمم التميز والنجاح وبذلك سوف يعطي دافعا أكبر لمن هم تحت التدريب والإنشاء عندما يرون نموذجا سابقا للموظفين يحظون من أصحاب العمل على التعزيز والتقدير لمجهوداتهم ومبادراتهم، هنا المتدربون سوف يسعون للحصول على تحقيق رضا المنظومة وإقناع أصحابها بجودة ما يملكون من مهارات وتعلم وقدرات فردية وجماعية رائعة، فكل فرصة تعطى هي عائدة على إفادة المنظومة وأصحابها، وكل تجربة تعطى هي كسب ثقة للباحث وعائد مهم للمنظومة تكتشف بها عنصرا قد يعزز من بيئة العمل ويصنع إضافة مميزة جديدة لفريق العمل.

لذا على أصحاب العمل تطوير آليات تخدم الباحث عن العمل والمنظومة وتبحث عن استقرار عملها اقتصاديا ومعنويا وتوظيف عناصر تدرب تحت أيدي موظفين لهم في مجالاتهم خبرة طويلة، ويجب أن يملكوا أسلوبا مرنا وقدرة على تعزيز الثقة الكاملة في نفس المتدرب ويمنحونه حرية التعبير والحوار والإضافة في حدود ما هو مطلوب، لأن ليس كل موظف لديه خبرة يملك أسلوبا يستطيع التعبير وصقل مهارات وجذب قدرات المتدربين الذين هم تحت يديه، إذا يجب على المنظومة مراعاة ضوابط وشروط معينة تختار على بنائها صاحب خبرة من موظفيها يستطيع نقل خبرته وفهم ما يناسب المتدرب ويبحث عن تطويره ويركز على مهاراته ويعمل على تقييمه وإيصال المتدرب لمرحلة الاعتماد على ذاته؛ فهذا ما ترغب في تحقيقه المنظومة؛ فليس لدى كل أصحاب الخبرة وسيلة مميزة في توصيل الفكرة ونقل الخبرة.

3ny_dh@