سعود الحارثي

مبادرة السعودية الخضراء: خارطة حلول واستراتيجية تنفيذية

الخميس - 28 أكتوبر 2021

Thu - 28 Oct 2021

مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر مبادرتان أعلن عنهما الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد - حفظه الله - في 27 مارس لهذا العام، واليوم نرى بواكير هاتين المبادرتين عندما بدأت أعمالهما لتكونا على أرض الواقع.

قبل انطلاق هاتين المبادرتين كانت هناك قمة المناخ العالمية (COP 26) التي عقدت في مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة، والتي كانت المملكة العربية السعودية عضوا بارزا فيها بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- التي ألقى فيها كلمته التي أوضح فيها -حفظه الله- دور المملكة العربية السعودية في مواجهة التغير المناخي، والتدهور البيئي، ودعم توسع الغطاء النباتي والمحافظة عليه في كل دول العالم، ليعقب هذه القمة انطلاق أعمال مبادرة السعودية الخضراء؛ ليكون توقيت انطلاقها نوعيا وذكيا ولافتا لكونه متزامنا مع قمة المناخ بعد أن تلتها بأيام قليلة.

هذه المبادرة في نسختها الأولى حضرها عدد كبير من القادة والزعماء من مختلف دول العالم، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام وعرضت فيها المملكة العربية السعودية الخطوات التنفيذية التي من خلالها سيتم تنفيذ هاتين المبادرتين، حيث أعلنت في يومها الأول عن حزمة من المشاريع المليارية التي تتعلق بالبيئة والمناخ، ابتداء بالإعلان عن زراعة أكثر من 450 مليون شجرة لإعادة تأهيل الأراضي الصحراوية والمتدهورة بيئيا لتكون نتائجها على المدى البعيد هي الحد من التصحر، والمساعدة في تحسين الأجواء بزيادة معدلات الأكسجين والحد من الاحتباس الحراري.

بالإضافة للالتزام بمكافحة تغير المناخ من خلال الاقتصاد الكربوني الدائري الذي بدوره يعمل على استحداث تقنيات تعمل على تخزين الكربون واحتجازه، كما ذكر ولي العهد -حفظه الله- في كلمة الافتتاح عن «العزم بوصول المملكة للحياد الصفري لانبعاث الكربون بحلول عام 2060م» والذي سيعزز من استقرار سوق الطاقة العالمية من خلال توافر تقنيات تعمل على استخلاص وتقليل انبعاثات الغازات الضارة المسببة للاحتباس الحراري.

هذه المبادرة كانت أمنية للكثير من الأخصائيين والباحثين والمهتمين في علم البيئة والمناخ والغطاء النباتي لتصبح حقيقة واقعية، خاصة بعد أن أصبح العالم يقع تحت وطأة التغيرات المناخية من حدوث الأعاصير وما أنتجته من أضرار، وارتفاع معدل نسبة الغازات الضارة المسببة للاحتباس الحراري والإضرار بطبقة الأوزون، بالإضافة للعبث البيئي من قبل الإنسان من زيادة الطلب على الموارد الطبيعية والهدر فيها لنصبح أمام كارثة بيئية تحتاج إلى تدخل عاجل لإيقاف مثل الممارسات الخاطئة ضد البيئة، والتي تجلت في انطلاق «مبادرة السعودية الخضراء» و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر».

s1a2u3d4@