لقاء عاصف فجر أحداث السودان

خلافات كبيرة على مدار ساعتين بين حمدوك والبرهان قادت لحملة الاعتقالات تصاعد الأحداث بشكل كوارثي.. ومخاوف من اندلاع حرب أهلية قطع الاتصالات وتعليق الرحلات وفوضى عارمة في الشوارع المكون العسكري: ما جرى محاولة لتصحيح المسار الديمقراطي مكتب حمدوك: مزقتم الوثيقة الدستورية وقضيتم على مكتسبات الثورة
خلافات كبيرة على مدار ساعتين بين حمدوك والبرهان قادت لحملة الاعتقالات تصاعد الأحداث بشكل كوارثي.. ومخاوف من اندلاع حرب أهلية قطع الاتصالات وتعليق الرحلات وفوضى عارمة في الشوارع المكون العسكري: ما جرى محاولة لتصحيح المسار الديمقراطي مكتب حمدوك: مزقتم الوثيقة الدستورية وقضيتم على مكتسبات الثورة

الاثنين - 25 أكتوبر 2021

Mon - 25 Oct 2021

فيما تتصاعد الأحداث بشكل كارثي في السودان بعد يوم دام بدأ بحملة اعتقالات واسعة شملت رئيس الوزراء وعددا كبيرا من أفراد حكومته، وانتهى بصدامات في الشارع، ومخاوف من اندلاع حرب أهلية، تشير أنباء شبه مؤكدة إلى أن لقاء عاصفا استمر أكثر من ساعتين، وجمع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك، وراء التسريع باندلاع الأحداث التي شغلت العالم كله أمس.

ووسط ردود فعل دولية تطالب بعودة الهدوء إلى الخرطوم واستكمال خارطة الطريق بين المكونين العسكري والمدني، انفجر الوضع في الداخل بصورة لم تشهدها البلاد منذ رحيل الرئيس السابق عمر البشير، وتواصلت الاحتجاجات في أغلب المدن بعد إغلاق مطار الخرطوم وتعليق الرحلات، والبيانات والتصريحات المتباينة من جميع الأطراف، في حين تتأزم الأوضاع المعيشية للمواطن السوداني وترتفع نبرات القلق من دخول البلاد في نفق مظلم.

اجتماع عاصف

لقاء عاصف جمع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ليل الأحد الاثنين قبل ساعات من اندلاع الأحداث، لمناقشة المقترحات التي قدمها المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان.. وفقا لمصادر قناة (العربية).

وكشفت المصادر أن حمدوك طلب من البرهان مهلة حتى 30 من شهر أكتوبر الجاري من أجل الرد على تلك المقترحات، ولفتت إلى أن الاجتماع استمر حتى وقت متأخر من الليل، وأن المقترحات التي قدمها فيلتمان وتمت مناقشتها بين المسؤولين السودانيين، شددت على ضرورة إصلاح مجلس الوزراء ومجلس السيادة في آن، كحل وسط بين ما يراه البرهان وحمدوك، وتشكيل المفوضيات، والمجلس التشريعي في مدة أقصاها 15 نوفمبر المقبل، وأكد للبرهان أهمية تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين في يوليو من العام المقبل، معتبرا أن الأزمة التي يشهدها السودان نابعة من عدم إكمال السلطة الانتقالية.

اللقاء الأخير

ويبدو أن لقاء رئيسا للمكونين العسكري والمدني كان الأخير بين الاثنين قبل اندلاع الأحداث المثيرة، حيث رفض حمدوك الخطوات المقترحة من الجانب العسكري، وهو ما زاد من توتر اللقاء، ودفع إلى خطوات سريعة في اتجاه سيطرة المكون العسكري على الحكم.

وشهدت السودان في ساعات الصباح الباكر أمس حملة اعتقالات كبيرة طالت العديد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة ومجلس السيادة وعدد من السياسيين والولاة أيضا خارج العاصمة.

وفيما وضع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك رهن الإقامة الجبرية، تحدثت الأخبار عن اعتقال عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، وزير الإعلام حمزة بلول، وزير الاتصالات هاشم حسب الرسول، وزير الصناعة إبراهيم الشيخ، وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر، مستشار رئيس الوزراء الإعلامي فيصل محمد صالح، مستشار رئيس الوزراء السياسي ياسر عرمان، رئيس حزب البعث علي الريح السنهوري، والي الخرطوم أيمن نمر، رئيس حزب المؤتمر عمر دقير، عضو لجنة إزالة التمكين وجدي صالح، القيادي في تجمع المهنيين محمد ناجي، القيادي بحزب الأمة الصادق عروة، الناطق باسم الحرية والتغيير جعفر حسن، وغيرهم.

لا هواتف أو إنترنت

وبالتزامن مع الأحداث، انقطعت خدمة الإنترنت تماما في السودان، وأضحت الهواتف المحمولة تستقبل الاتصالات فقط، دون إمكانية إجراء أي مكالمات من خلالها.

وقطعت الطرق التي تربط وسط العاصمة بكل من خرطوم بحري وأم درمان، المدينتين المحاذيتين للعاصمة، فيما نزل عشرات المتظاهرين إلى الشوارع وقطعوا طرقا وأشعلوا إطارات، وبدأ التلفزيون الرسمي في بث أغان وطنية، وهو ما يشير عادة إلى أن حدثا سياسيا كبيرا يجري في البلاد.

وأفادت وزارة الثقافة والإعلام بوقوع عدد من المصابين جراء إطلاق قوات عسكرية الرصاص الحي على المتظاهرين أمام القيادة العامة للجيش.

وجاءت الأحداث بعد سلسلة طويلة من التوترات شهدها السودان خلال الأسابيع الأخيرة بين مكونات السلطة التي تتألف من مدنيين وعسكريين، وانقسام الشارع بين مطالبين بحكومة عسكرية وآخرين مطالبين بتسليم السلطة إلى المدنيين.

تصحيح الثورة

وبينما أعلن رئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان، حالة الطوارئ في البلاد بعد الفوضى التي شهدتها البلاد على مدار الأسابيع الماضية، وعلق العمل بالوثيقة الدستورية حتى هدوء الأوضاع، اعتبر الفريق في الجيش السوداني حنفي عبدالله، أن ما جرى من اعتقالات تصحيح للمسار الديمقراطي في البلاد، وأكد في مقابلة مع العربية أنه سيتم تشكيل حكومة جديدة مدنية، تضم كفاءات حرة ونزيهة. وأضاف أن رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان سيتشاور مع السياسيين لتنفيذ التحول الديموقراطي.

في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أن قوة عسكرية «اختطفت» حمدوك وزوجته فجرا من مقر إقامتهما بالخرطوم، وتم اقتيادهما لجهة غير معلومة.

وأكد المكتب أن «ما حدث يمثل تمزيقا للوثيقة الدستورية وانقلابا مكتملا على مكتسبات الثورة»، وحمل «القيادات العسكرية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة حمدوك وأسرته».

ودعا الشعب السوداني للخروج والتظاهر واستخدام كل الوسائل السلمية «لاستعادة ثورته من أي مختطف».

احتلال الشوارع

في المقابل، طالب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك السودانيين باحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم، ودعا في رسالة من مقر إقامته الجبرية أوردتها وزارة الثقافة والإعلام عبر صفحتها بموقع «فيس بوك» السودانيين إلى التمسك بالسلمية.

ودعا «تجمع المهنيين السودانيين» المعارض وأحزاب سياسية أخرى إلى احتجاجات وعصيان مدني في البلاد، وطالب بـ «الخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين، والعصيان المدني في مواجهتهم»، وخرج العشرات من المدنيين لشوارع الخرطوم وتم إحراق إطارات، كما تم نشر قوات الدعم السريع في شوارع العاصمة.

واقتحم محتجون كل الحواجز بمحيط مبنى القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، وذكرت شبكة «سودان ناو» أن ذلك جاء رفضا للسيطرة العسكرية على الحكم ورفضا للاعتقالات التي طالت الحكومة التنفيذية برئاسة عبدالله حمدوك».

السيناريوهات المحتملةوفي ظل حالة الفوضى العارمة التي تعم الشارع السوداني والانقسام الكبير، تبدو الضبابية على السيناريوهات المحتملة في الأيام المقبلة، حيث ينتظر أن تتصاعد الاحتجاجات بشكل كبير، مع احتمالية أن يحكم المكون العسكري قبضته بشكل صريح على مقاليد الأمور، ويعلن عن خارطة طريق، ويشرع في تشكيل حكومة كفاءات مدنية تدير الأمور، استجابة للمظاهرات التي اندلعت على مدار الأيام الماضية والتي طالبت بإقالة حكومة حمدوك، وكذلك مظاهرات شرق السودان التي دعت إلى حل الحكومة.

وينتظر أن تلعب الضغوط الدولية والعربية دورا مهما في تهدئة الأوضاع في السودان، في ظل سيناريوهات مفتوحة لما يمكن أن تسفر عليه الخطوات التنفيذية المقبلة، بينما سيكون لفلول النظام السابق دور في تعزيز الاحتجاجات في الشارع.

ماذا قالوا عن أحداث السودان؟

تجاوز الخلافات

«الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تتابع بانشغال تطورات الوضع في السودان، الحوار هو السبيل لتجاوز الخلافات تغليبا للمصلحة العليا للشعب السوداني، ولتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية الازدهار».

يوسف العثيمين - الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

احترام الجميع

«لا توجد مشكلات لا يمكن حلها بدون الحوار، ومن المهم احترام جميع المقررات والاتفاقات التي تم التوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية وصولا إلى عقد الانتخابات في مواعيدها المقررة».

أحمد أبوالغيط - أمين عام الجامعة العربية

المسار الصحيح

«الاتحاد الأوروبي يدعو جميع أصحاب المصلحة والشركاء الإقليميين إلى إعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح، أعبر عن بالغ القلق إزاء التطورات الجارية في السودان».

جوزيب بوريل - مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي

الإفراج الفوري

«أدعو قوات الأمن إلى الإفراج الفوري عن الذين تم اعتقالهم أو وضعهم رهن الإقامة الجبرية، أحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وعلى جميع الأطراف العودة فورا إلى الحوار والمشاركة بحسن نية لاستعادة النظام الدستوري».

فولكر بيرتس - ممثل الأمم المتحدة

غير مقبول

«هذا مخالف للإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني، وغير مقبول على الإطلاق، كما قلنا مرارا: أي تغييرات في الحكومة الانتقالية بالقوة يعرض المساعدات الأمريكية للخطر».

جيفري فيلتمان - المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي

خيانة

« أعبر عن قلقي العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن اعتقال الجيش لأعضاء مدنيين بالحكومة السودانية، أي خطوة من هذا القبيل تمثل خيانة للثورة وللانتقال وللشعب السوداني»

روبرت فيرويذر - المبعوث البريطاني الخاص للسودان

تسلسل الأحداث في السودان:

  • تعليق الرحلات في مطار الخرطوم الدولي.

  • وزارة الإعلام السودانية: قوات عسكرية تقتحم مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان وتحتجز عددا من العاملين.

  • المبعوث الأمريكي: أي تغييرات في السلطة الانتقالية بالقوة ستؤثر سلبا على المساعدات الأمريكية للسودان.

  • وزارة الإعلام: قوة من الجيش تعتقل حمدوك وتقتاده إلى مكان مجهول بعد الخلاف مع المكون العسكري.

  • نقابة الأطباء تعلن الإضراب السياسي العام والانسحاب من المستشفيات العسكرية.

  • وزارة الإعلام تعلن اعتقال عدد من وزراء الحكومة المدنية برئاسة عبدالله حمدوك.

  • تجمع المهنيين يدعو المواطنين للنزول إلى الشوارع والتصدي لما يجري.

  • تحركات عسكرية في البلاد وقطع للإنترنت والاتصالات.

  • مظاهرات وعنف في الشوارع وقنابل مسيلة للدموع.

  • وزارة الإعلام تعلن عن إصابة عدد من المتظاهرين.

  • رئيس المجلس السيادي يتحدث للشعب ويعلن حالة الطوارئ لمواجهة الفوضى.