«تخيل أكثر» قاعة مزاد عالمي للتراث
السبت - 23 أكتوبر 2021
Sat - 23 Oct 2021
كم هو جميل ومحفز شعار «موسم الرياض» الحالي؟ جميل لأنه يلامس الذهن ويدعوه لأن يتحرر من كل قيد أيا كان شكله ومضمونه، فالإبداع قائم على الخيال، والخيال مرتكز على الحرية والانطلاق، ولذلك كان ولا يزال المخيال الشعبي هو أحد مقومات الإبداع في وجداننا الإنساني، والوطني منه بوجه خاص. كما أنه محفز على خوض غمار أي تجربة، فحين يكون الشعار الرسمي مرتكزا على فكرة التخيل، ويدعوك لأن «تتخيل أكثر»، فهذا يعني أن كل الموانع أمام إبداعك الذهني قد أزيلت، ولم يعد هناك من عائق سوى عجزك أنت أيها المبدع عن بلوغ فكرة مميزة ورائدة في مضمونها ومحتواها.
هكذا جاء «موسم الرياض» الثاني محفزا لكل من في داخله فكرة وطنية يمكن أن تصب في خدمة المجتمع بوجه عام، ومن هذا المنطلق أعيد فكرة طرحتها باقتضاب في مقالي السابق والذي تركز محتواه حول معرض الكتاب ودور النشر، وتصب الفكرة المعنية هنا في خانة تعزيز ملامح الهوية الوطنية التي أخشى أن تتلاشى في خضم طوفان العولمة، كما كنت قد طرحتها كتوصية في محاضرتي بمعرض الكتاب الفائت التي كان عنوانها «التراث والمستقبل»، حيث أوصيت بضرورة الاهتمام بتنمية المتاحف الحكومية جملة والأهلية منها بخاصة، لكونها الحافظ لتفاصيل موروثنا المادي واللامادي، وشددت على المتاحف الخاصة منها التي بات ملاحظا زيادتها بين أفراد الناس من العامة، وهو أمر جميل نحتاج إلى تعزيزه وتنميته في ثنايا مجتمعنا، كما لن يستغني أصحابها عن تقديم كل مظاهر الدعم اللوجستي من قبل هيئة التراث وهيئة المتاحف.
ورجوت أن يكون لدينا قريبا معرض للمتاحف الخاصة، على غرار معرض الكتاب الذي يتاح فيه لدور النشر عرض إنتاجها، والحال في معرض المتاحف الخاصة كذلك، حيث يتاح لكل جامع أن يعرض ما لديه من تحف ولقى أثرية وموجودات خزفية علاوة على عديد من المقتنيات القديمة التي ترتبط بموروثنا غير المادي جملة، ويترك له اختيار المساحة المناسبة التي تمكنه من عرض موجوداته بحسب قيمتها التراثية وكثرتها، كما يتاح له بيع ما يريد منها سواء بشكل مباشر أو عبر مزاد يتم تنظيمه في المعرض بمواصفات عالمية.
أشير إلى أن المتاحف الخاصة هي المتاحف المملوكة من جهات غير حكومية سواء كانت مؤسسات أو أفراد، وتحتوي على مواد عرض متنوعة يغلب عليها قطع التراث الشعبي، وتسهم في المحافظة على الإرث الحضاري للمملكة، وربط أبنائها بتاريخهم الحضاري وتراثهم الوطني، الذي يؤكد قيمة ما تختزنه ذاكرة مجتمعهم من موروث جميل يستحق المحافظة عليه ودعمه وتنميته مستقبلا.
وخلال العقد الأخير ومع تزايد الاهتمام بموروثنا الشعبي من خلال عديد من المهرجانات التراثية كمهرجان «الجنادرية» الوطني الذي حاز قصب السبق بموضوعه ومضمونه، وكان له الأولوية في توثيق كثير من أشكال التراث في مختلف المناطق السعودية، كما كان له الفضل في تحفيز عديد من المحافظات لإقامة مهرجانات مماثلة للتراث الوطني كما هو الحال مع مهرجان «كنا كِدا» بمدينة جدة التاريخية الذي حظي بنسبة عالية من الزوار والحضور وبخاصة من فئة الشباب ذكورا وإناثا، وكان من جراء ذلك أن تزايد الاهتمام الشعبي بفكرة إنشاء متاحف خاصة؛ ليفوق عددها في المملكة العربية السعودية عن مئتي متحف، منها قرابة ستة وخمسين متحفا في منطقة عسير، وخمسة وأربعين متحفا في منطقة الرياض، وتوزع الباقي في مختلف المدن السعودية.
ومن هذه المتاحف الخاصة أذكر على سبيل التمثيل وليس الحصر، ووفقا لما نشرته الصحفية أماني يماني في هذه الصحيفة في شهر مارس الفائت تحت عنوان «مواطنون يوثقون تاريخ السعودية وتراثها في متاحف خاصة»: متحف عشيرة سدير للتراث لعبد الله المسلم، ومتحف مشوح المشوح للتراث، ومتحف التراث للفنون والحرف لناصر الجذيلي، ومتحف شبه الجزيرة لحجي الحجي، ومتحف ديار العز لسعيد الغامدي، ومتحف التراث الإنساني لمجدوع أبو راس، ومتحف الدينار الإسلامي لمحمد نتو، ومتحف السلام عليك أيها النبي لناصر الزهراني، ومتحف أصالة الماضي لسالم القحطاني، ومتحف عكاظ لخلف الله القرشي، ومتحف طيبة للتراث لعبد العزيز مكوار، ومتحف المدينة الإعلامي للتراث لمنال محمود، ومتحف الخليفة لحسين الخليفة، ومتحف كنوز الماضي لخالد الحمل، ومتحف مدينة الطيبات لعبد الرؤوف خليل.
والسؤال: ألا تستحق هذه المتاحف الخاصة أن ينظم لها معرض مفتوح تمكن أصحابها من عرض ما لديهم من مقتنيات، وبيع ما يرغبون في بيعه، ويصاحب ذلك إنشاء قاعة مزادات بمواصفات عالمية لا يقتصر البيع فيها على قطع التراث الوطني، بل يمتد ليشمل قطع التراث العالمي؟ إنه حلم فرضه شعار «تخيل أكثر» وأرجو تحقيقه.
zash113@
هكذا جاء «موسم الرياض» الثاني محفزا لكل من في داخله فكرة وطنية يمكن أن تصب في خدمة المجتمع بوجه عام، ومن هذا المنطلق أعيد فكرة طرحتها باقتضاب في مقالي السابق والذي تركز محتواه حول معرض الكتاب ودور النشر، وتصب الفكرة المعنية هنا في خانة تعزيز ملامح الهوية الوطنية التي أخشى أن تتلاشى في خضم طوفان العولمة، كما كنت قد طرحتها كتوصية في محاضرتي بمعرض الكتاب الفائت التي كان عنوانها «التراث والمستقبل»، حيث أوصيت بضرورة الاهتمام بتنمية المتاحف الحكومية جملة والأهلية منها بخاصة، لكونها الحافظ لتفاصيل موروثنا المادي واللامادي، وشددت على المتاحف الخاصة منها التي بات ملاحظا زيادتها بين أفراد الناس من العامة، وهو أمر جميل نحتاج إلى تعزيزه وتنميته في ثنايا مجتمعنا، كما لن يستغني أصحابها عن تقديم كل مظاهر الدعم اللوجستي من قبل هيئة التراث وهيئة المتاحف.
ورجوت أن يكون لدينا قريبا معرض للمتاحف الخاصة، على غرار معرض الكتاب الذي يتاح فيه لدور النشر عرض إنتاجها، والحال في معرض المتاحف الخاصة كذلك، حيث يتاح لكل جامع أن يعرض ما لديه من تحف ولقى أثرية وموجودات خزفية علاوة على عديد من المقتنيات القديمة التي ترتبط بموروثنا غير المادي جملة، ويترك له اختيار المساحة المناسبة التي تمكنه من عرض موجوداته بحسب قيمتها التراثية وكثرتها، كما يتاح له بيع ما يريد منها سواء بشكل مباشر أو عبر مزاد يتم تنظيمه في المعرض بمواصفات عالمية.
أشير إلى أن المتاحف الخاصة هي المتاحف المملوكة من جهات غير حكومية سواء كانت مؤسسات أو أفراد، وتحتوي على مواد عرض متنوعة يغلب عليها قطع التراث الشعبي، وتسهم في المحافظة على الإرث الحضاري للمملكة، وربط أبنائها بتاريخهم الحضاري وتراثهم الوطني، الذي يؤكد قيمة ما تختزنه ذاكرة مجتمعهم من موروث جميل يستحق المحافظة عليه ودعمه وتنميته مستقبلا.
وخلال العقد الأخير ومع تزايد الاهتمام بموروثنا الشعبي من خلال عديد من المهرجانات التراثية كمهرجان «الجنادرية» الوطني الذي حاز قصب السبق بموضوعه ومضمونه، وكان له الأولوية في توثيق كثير من أشكال التراث في مختلف المناطق السعودية، كما كان له الفضل في تحفيز عديد من المحافظات لإقامة مهرجانات مماثلة للتراث الوطني كما هو الحال مع مهرجان «كنا كِدا» بمدينة جدة التاريخية الذي حظي بنسبة عالية من الزوار والحضور وبخاصة من فئة الشباب ذكورا وإناثا، وكان من جراء ذلك أن تزايد الاهتمام الشعبي بفكرة إنشاء متاحف خاصة؛ ليفوق عددها في المملكة العربية السعودية عن مئتي متحف، منها قرابة ستة وخمسين متحفا في منطقة عسير، وخمسة وأربعين متحفا في منطقة الرياض، وتوزع الباقي في مختلف المدن السعودية.
ومن هذه المتاحف الخاصة أذكر على سبيل التمثيل وليس الحصر، ووفقا لما نشرته الصحفية أماني يماني في هذه الصحيفة في شهر مارس الفائت تحت عنوان «مواطنون يوثقون تاريخ السعودية وتراثها في متاحف خاصة»: متحف عشيرة سدير للتراث لعبد الله المسلم، ومتحف مشوح المشوح للتراث، ومتحف التراث للفنون والحرف لناصر الجذيلي، ومتحف شبه الجزيرة لحجي الحجي، ومتحف ديار العز لسعيد الغامدي، ومتحف التراث الإنساني لمجدوع أبو راس، ومتحف الدينار الإسلامي لمحمد نتو، ومتحف السلام عليك أيها النبي لناصر الزهراني، ومتحف أصالة الماضي لسالم القحطاني، ومتحف عكاظ لخلف الله القرشي، ومتحف طيبة للتراث لعبد العزيز مكوار، ومتحف المدينة الإعلامي للتراث لمنال محمود، ومتحف الخليفة لحسين الخليفة، ومتحف كنوز الماضي لخالد الحمل، ومتحف مدينة الطيبات لعبد الرؤوف خليل.
والسؤال: ألا تستحق هذه المتاحف الخاصة أن ينظم لها معرض مفتوح تمكن أصحابها من عرض ما لديهم من مقتنيات، وبيع ما يرغبون في بيعه، ويصاحب ذلك إنشاء قاعة مزادات بمواصفات عالمية لا يقتصر البيع فيها على قطع التراث الوطني، بل يمتد ليشمل قطع التراث العالمي؟ إنه حلم فرضه شعار «تخيل أكثر» وأرجو تحقيقه.
zash113@