أحمد الهلالي

خالد الفيصل، كوكب الثقافة الدري ورمزها الخالد!

السبت - 16 أكتوبر 2021

Sat - 16 Oct 2021

أعلن قبل يومين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أسماء الفائزين بجائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي، والأسماء والجائزة والأكاديمية كلها تستحق التوقف والإشادة، لكن شخصية الأمير خالد الفيصل هي الأيقونة الأكبر التي تستوقف المتابع، ولست أول من يتوقف متأملا الملامح القيادية والثقافية والإدارية والإنسانية والأدبية لهذه الشخصية المتجاوزة، ووقفتي ستكون أمام الرؤية المتجاوزة لهذا الرمز، وكرمه الكبير في دعم الحركة الثقافية العربية والعالمية.

استكتبني مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية في بحث بعنوان (الجوائز والمهرجانات السعودية في خدمة اللغة العربية) جمعت من خلاله ما تيسر لي في بحث خاص، نشره المركز في أحد إصداراته، ولفتني خلال البحث تكرار اسم خالد الفيصل وتواتره في عدد من الجوائز، ثم أعادني مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة في احتفائه بذكرى اليوم الوطني 91 إلى تلك الورقة بطلب من د. محمد ربيع الغامدي، فقدمت ورقة حول جهود المملكة في خدمة اللغة العربية، بعنوان (نافذة الجوائز على جهود المملكة في خدمة العربية)، ولأنني عدت أبحث من جديد؛ لفتني أيضا تواتر اسم الأمير خالد في جوائز مستحدثة، وفي جوائز لم أعثر عليها سابقا، دلني على إحداها البروفيسور صالح السحيباني، قسيمي في ندوة المجمع، ولأن مشروعات ومبادرات وأفكار الأمير الثقافية متعددة؛ سأكتفي بملمح الجوائز المرتبطة باسمه، وأخشى أني لن أحيط بها كلها، فمنها:

ـ جائزة أبها الثقافية: وهي جائزة عريقة أطلقها سموه عام 1393هـ تكبرني بعام واحد.

ـ جائزة الملك فيصل العالمية: شارك الأمير خالد مع إخوته الأمراء من خلال مؤسسة الملك فيصل الخيرية في إطلاق جائزة الملك فيصل العالمية عام 1397هـ بعد وفاة الملك فيصل يرحمه الله، وهي من كبريات الجوائز العالمية المرموقة.

ـ مؤسسة الفكر العربي: أطلقت في بيروت عام 2000م، بمناسبة احتفالية بيروت عاصمة للثقافة العربية، ودعا الأمير خالد الفيصل في خطابه حينها إلى مبادرة تضامنية بين الفكر والمال تتبناها مؤسسة أهلية عربية تستهدف الإسهام في النهضة والتضامن العربيين. لها جوائز متعددة:

1ـ جائزة الإبداع العربي.

2ـ جائزة أهم كتاب عربي.

3ـ جائزة تكريم الرواد والمبدعين والموهوبين، وتمنح في العديد من الفروع منها الفكر والأدب والمواهب الشعرية والتاريخية.

ـ سوق عكاظ التاريخية: ارتبط إحياء هذه السوق بفكر واسم وجهود الأمير خالد الفيصل، وجوائزها عالمية وكثيرة ومتنوعة، بلغت 13 جائزة، منها:

1ـ جائزة شاعر عكاظ، تمنح لشاعر عربي فصيح.

2ـ جائزة شاعر شباب عكاظ، وتمنح لشاعر سعودي شاب.

3ـ جائزة الخط العربي، وهي خدمة جليلة للعناية بالحرف العربي.

4ـ جائزة لوحة وقصيدة، إذ يتمثل الرسام قصيدة لشاعر عربي، ويعبر عنها في لوحة فنية.

5ـ جائزة السرد، وتخصص في كل دورة لفن من فنون النثر الإبداعي.

وجوائز أخرى كثيرة كريادة الأعمال، والفنون الشعبية المختلفة، والحرف اليدوية، وغيرها، ولا تزال جل تلك الجوائز حاضرة، رغم انتقال السوق إلى وزارة السياحة.

ـ جائزة مكة للتميز: وهي جائزة كبرى لها فروع متعددة، بلغت هذا العام دورتها الثالثة عشرة.

ـ ملتقى مكة الثقافي: ارتبط بمفهوم (القدوة) منذ دورته الأولى 1438هـ، وتنبثق عن هذا الملتقى عدد من المبادرات والمسابقات والجوائز المهمة.

ـ مسابقة لسان عربي: هي جائزة أطلقها الأمير خالد الفيصل حين كان وزيرا للتربية والتعليم بشراكة استراتيجية مع المعهد العربي للغة العربية (عربي)، قيمتها نصف مليون ريال، موجهة لطلبة مدارس الجاليات الأجنبية والعالمية في مختلف المراحل الدراسية، تهدف إلى تحفيز الطلبة من غير العرب إلى تعلم العربية واستخدامها، وإثراء رصيدهم من الثقافة العربية.

ـ جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي: هي جائزة كبرى أطلقتها أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف، يرأس مجلس أمنائها خالد الفيصل، مخصصة للشعر العربي الفصيح، على مستوى الوطن العربي، قيمتها مليون ريال، مقسمة على عدد من الفروع، (التجربة الشعرية/ والمسرح الشعري/ والقصيدة المغناة)، إضافة إلى جائزة تمنحها للمبادرات التي تخدم الشعر العربي.

وتتفرع عن الجائزة مسابقتان لطلاب التعليم بفرعيه العام والجامعي قيمتها نصف مليون ريال، بالتعاون مع وزارة التعليم، للإسهام في بناء جيل يعتز بثقافته العربية الأصيلة، ويعي قدر أمته ويستشرف تطلعاتها، ويعبر بلغتها الخالدة عن القيم العربية والإسلامية، ويسهم في نشر المحبة والسلام والجمال.

ـ منتدى الجوائز العربية: تجمع عربي ثقافي، يضم في عضويته جوائز المنطقة العربية، المتاحة لجميع العرب، ومقره جائزة الملك فيصل بالرياض. يعمل المنتدى على الارتقاء بالجوائز العربية، وتعزيز مكانتها، ويكرم الأمير خالد من خلاله رواد الجوائز العربية.

جائزة الاعتدال: جائزة هندسها الأمير خالد وانطلقت عام 1439هـ، قيمتها مليون ريال، ورسالتها: تكريم الجهات أو الشخصيات البارزة على المستوى المحلي أو الدولي، والتي ساهمت في تعزيز ونشر ثقافة الاعتدال ومكافحة التطرف والإرهاب، من خلال الجهود والأعمال والأنشطة المتميزة علميا أو فكريا أو اجتماعيا أو سياسيا.

بعد هذا الاستعراض المجمل، يسطع خلاله ارتباط اسم خالد الفيصل بالتكريم والتحفيز والعطاء، فماذا سنقول لرجل يحدث كل هذا الحراك وأكثر فيما يزيد عن نصف قرن من العطاء، على مستوى الوطن، والعالم العربي، والعالم أجمع؟ إنه رجل الثقافة الأول في بلادنا، الأمير الرمز، وما تكريم معهد العالم العربي بباريس له قبل أيام في معرض الرياض الدولي للكتاب إلا تعبير مقتضب عن امتنان العالم له.

لعمري إن هذا الرمز صاحب البصمات العظمى في المجالات (الرياضية والثقافية والفنية والأدبية والإدارية والسياحية والتاريخية والخيرية والفكرية والتعليمية وغيرها) لحقيق أن تنال شرفه تكريمات كبرى محليا وعربيا وعالميا، ولعلي لا أسبق وزارة الثقافة، فهي السباقة إلى الضياء بقيادة أميرها الملهم، لكن صدرها سيتسع لاقتراحي إطلاق اسم هذا الرمز على أهم منشآتها الثقافية، ونحت تمثال يخلد ذكراه وسيرته الوهاجة، وتسمية إحدى جوائزها الثقافية الكبرى باسمه، وعقد ملتقى خاص لاستقصاء دوره الثقافي الفاعل منذ كان أميرا للشباب، كل ذلك وأكثر في فعالية وطنية كبرى تحتفي بمنجزه العظيم.

ahmad_helali@