عبدالله محمد الشهراني

وقل اعملوا

الأربعاء - 13 أكتوبر 2021

Wed - 13 Oct 2021

يأتي معنى كلمة «عمل» في بعض المعاجم على نحو: فعل فعلا عن قصد، مارس نشاطا وقام بجهد للحصول على منفعة أو للوصول إلى نتيجة مجدية.

أعجبني هذا المعنى في الحقيقة الذي يشمل القصد والنشاط والممارسة والجهد والنفع، والتي لو اجتمعت كلها فسوف نصل بالتأكيد إلى نتائج مجدية.

والآية الكريمة «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ» وإن كان لها تفسير مختلف وسياق خاص، إلا أن بعض المفسرين ومنهم الشيخ عبدالرحمن السعدي ذكر أن المعنى فيها يحتمل العموم: «أنكم مهما عملتم من خير أو شر، فإن الله مطلع عليكم، وسيطلع رسوله وعباده المؤمنين على أعمالكم».

ذكرت هذه المقدمة لهدف أن أثبت ومن خلال حالتين صادفتهما هما الآن في منصبين لم يكن السبب في تبوئهما لهما بعد توفيق الله إلا عملهما والذي رآه الناس.

رغم أن أحدهما -وأتذكر ذلك جيدا- قال لي: أنا أعمل في الخفاء والنجاح ينسب لغيري، لكن وعندما شغر منصب ما «كبير» في جهة خارجية بدأ البحث عن «النتائج المجدية» التي كانت ظاهرة للناس، وبدأ السؤال عمن يقف خلف تلك النتائج.

ربما تظاهر البعض من المتسلقين، لكن المقابلات الشخصية والأسئلة التخصصية تعري المتسلق وربما (تجيب العيد فيه).

في الأخير تم الوصول إلى صاحبنا وعرض عليه المنصب الجديد وغادر مكتبه القديم المتواضع الذي كان يمارس فيه الجهد والنشاط.

أما الشخصية الثانية فكنت أقول لها: لقد حان الوقت لنشر ما تملكه من علم ومنفعة للناس، ولا تبال إن وجدت أن أربعين أو خمسين شخصا هم فقط من يهتمون بما تفعل، فالجمعة تقام بأربعين رجلا عند الشافعية والحنابلة.

رغم ذلك كان الرجل مترددا بحجة أن المجتمع لا ينظر إلا للأمور المسلية فقط، لكنه بدأ وتابع جهده بشكل منتظم، وما كانت النتيجة إلا أن طلب منه الانتقال من مكتب مساحته لا تتجاوز أربعة أمتار مربعة إلى مكان مرموق في جهة مرموقة بمنصب مستشار.

الخلاصة أن الآية الكريمة واضحه جدا.. «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، فاعلم أنه سوف يأتي اليوم الذي سيسأل فيه الناس العامة والمتخصصون عن نتائجك، كل ما هو مطلوب منك هو قول الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه: الجوارح تعمل والقلوب تتوكل.

ALSHAHRANI_1400@