أوروبا «القبيحة» تضرب اللاجئين بالهراوات

نازيلا: الشرطة ضربت شقيقي وسرقت أمواله عند العبور لكرواتيا بوسني: تصرفات الضباط الكرواتيين «اغتصاب وتعذيب» إندبندنت: وحدات شرطة تتلقى تمويلا أوروبيا لترهيب الضعفاء
نازيلا: الشرطة ضربت شقيقي وسرقت أمواله عند العبور لكرواتيا بوسني: تصرفات الضباط الكرواتيين «اغتصاب وتعذيب» إندبندنت: وحدات شرطة تتلقى تمويلا أوروبيا لترهيب الضعفاء

الاحد - 10 أكتوبر 2021

Sun - 10 Oct 2021

سقطت شجرة التوت، وظهر الوجه القبيح للقارة الأوروبية، حيث أظهرت مقاطع فيديو تم تصويرها على الأراضي الكرواتية، رجالا مسلحين مقنعين يضربون طالبي لجوء بالهراوات.

وأكدت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن دولا أوروبية تستخدم أساليب عنيفة وغير قانونية لإجبار طالبي اللجوء على العودة عبر حدودها، كجزء من عمليات يمولها الاتحاد الأوروبي، مستندة في تقريرها إلى أدلة جمعتها منظمة «لايتهاوس ريبورتس» غير الربحية، عن تعرض مهاجرين للضرب وإطلاق النار في الأشهر الأخيرة، خلال ما يسمى بعمليات «الصد» التي نفذها رجال مقنعون في كرواتيا ورومانيا واليونان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن ملابسهم لا تحمل أي شارات، فإن هؤلاء الرجال الملثمين هم أعضاء في وحدات الشرطة الوطنية التي تتلقى تمويلا من الاتحاد الأوروبي، للقيام بدوريات على الحدود، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة من أن تصبح الدول التي تدافع عن حقوق الإنسان أكبر راع للانتهاكات ضد الضعفاء الذين تركوا بلادهم بحثا عن الحياة.

عصي وهراوات

ويؤكد التقرير أن هناك مخاوف كبيرة من استخدام أوروبا المتزايد لعمليات الصد، والذي يعد شكلا من أشكال الترحيل ينتهك قانون الاتحاد الأوروبي واتفاقية جنيف للاجئين، حيث يأتي ذلك في الوقت الذي تخطط فيه بريطانيا للبدء في استخدام تكتيكات الصد في القناة الإنجليزية، لإجبار طالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى أراضيها على متن قوارب صغيرة، على العودة إلى فرنسا، الأمر الذي يعرض المهاجرين لخطر شديد.

وفي تحقيق المنظمة، ظهر رجال مسلحون مقنعون، في مقطع فيديو تم تصويره على الأراضي الكرواتية في يونيو الماضي، وهم يضربون طالبي لجوء بالهراوات، لإجبارهم على النزول في نهر كورانا والاتجاه نحو البوسنة والهرسك، ويظهر الفيديو أحد الملثمين وهو يضرب الرجال بعصاه على أرجلهم، حتى يتعثروا في النهر، قائلا: اذهبوا إلى البوسنة.

آثار الضرب

وفي مقابلات مع المهاجرين بعد الحادث مباشرة، قالوا إنهم من أفغانستان وباكستان، وإنهم طلبوا اللجوء عندما التقوا بضباط شرطة كرواتيين، وكشفوا عن آثار الضرب على أجسادهم.

ويكشف تحليل اللقطات أن الرجال الملثمين كانوا مجهزين، ويرتدون زيا موحدا يتوافق مع زي شرطة مكافحة الشغب الكرواتية، التي تتلقى تمويلا من الاتحاد الأوروبي للمساعدة في الحفاظ على أمن الحدود.

وقال ضباط كرواتيون تمت مقابلتهم ضمن التحقيق، إنهم يعتقدون أن «الملثمين في الفيديو كانوا من ضباط شرطة مكافحة الشغب»، ويدعم هذا التقييم أيضا تسجيلا منفصلا يعود إلى مايو الماضي، حيث يظهر ضابطا ينفذ «عمليات صد» ويحمل إشارات شرطة مكافحة الشغب على زيه العسكري.

اغتصاب وتعذيب

ووصف أحد ضباط الشرطة البوسنيين، الذي لم يرغب بالكشف عن اسمه، تصرفات الضباط الكرواتيين بأنه «اغتصاب وتعذيب».

وقال «رأيت أشخاصا يتعرضون للضرب مرات عدة، بينهم قاصرون، يبلغون من العمر 16 عاما، ويحاول عناصر الشرطة الكرواتية الذين ينفذون عمليات الصد إخفاء أنفسهم من خلال نزع شاراتهم ووضع أقنعة على وجوههم.

وأشار إلى أن هؤلاء العناصر تعينهم الدولة للقيام بهذه العمليات، التي يتلقون مقابلها أجورا إضافية، ناهيك عن الأموال التي يأخذها بعضهم من طالبي اللجوء، وأضاف «لا أحد يتحكم بأنشطتهم، مهمتهم إعادة جميع المهاجرين».

سرقوا أموالي

ونقلت الصحيفة البريطانية عن نازيلا، وهي أفغانية تبلغ من العمر 16 عاما ومقيمة حاليا في البوسنة مع والديها وشقيقها الأصغر، قولها إن «الشرطة ضربت شقيقها وسرقت أمواله بينما كانت الأسرة تحاول العبور إلى كرواتيا».

وقالت المراهقة التي عاشت في إيران معظم حياتها قبل أن تفر عائلتها إلى أوروبا «ضربه رجال الكوماندوز، وركلوه على ظهره وتحت أضلعه، وقالوا له: ارجع إلى أفغانستان».

أرقام اللاجئين (منظمة العفو الدولية):

22.5 مليون لاجئ حول العالم.

1.2 مليون لاجئ يحتاجون إلى إعادة توطين.

84 % من اللاجئين تستضيفهم الدول النامية.

3.2 ملايين لاجئ في تركيا بوصفها أكبر الدول استضافة أوروبيا.

1.8 مليون لاجئ في ألمانيا وحدها.

12 دولة أوروبية تسعى لبناء جدار حولها.