خزي علينا أن نكتب!
الأحد - 31 يوليو 2016
Sun - 31 Jul 2016
في كل يوم وفي ساعات كثيرة سوداء تعيسة نتهافت أمام الشاشات مندهشين مكتوفي الأيدي مكتئبين خائفين متألمين مستجيرين بخالق السماوات والأرض من أن يطالنا مثل ما يحصل على ثرى وتحت سماء حلب!.
ويتصل بي صديقي الكويتي، والذي لم أقابله منذ غزو الكويت، وهو بلا شك قد عرف معنى الظلم يوما، فيستحثني أن أكتب عن تلك الفظائع الدموية الحاصلة في حلب، وأن أحاول فكفكة بعض الجوانب الخفية، التي تجعل جزءا قويا من العالم المتحضر يصب غضبه، بل قل غباءه، على ضعاف النساء والأطفال والشيوخ، ممن لا يحملون السلاح، ولا ذنب لهم، سوى أنهم وجدوا أنفسهم في دائرة الطحن، وتحت أقدام عمالقة الكارثة؛ وكل عملاق يمر في حينه ويدهسهم بقدميه الناريتين غير مقدر لأنفاسهم، ولا أجسادهم، ولا لمشاعرهم، فيحرق ويهدم كل مخبأ يتبقى لهم!.
بالله عليك يا فوزي، عن ماذا تريدني أن أكتب، وهل سيكون لحروفي المهتزة موقف ووقع ولو بسيط، هل سيكون لما سأكتبه أذن إنسانية تسمع؟.
لو كان الأمر بيد كل ممسك بقلم، لما صمتت أقلامنا عن الثرثرة، والتصوير، والتحليل، وعن شرح القليل الذي نراه، لنعبر به عن بعض الكثير الكثير من الظلم، ومن الظلمات، ومن وحشية البشر، وجاهليتهم، ودمويتهم، حينما يصابون بداء الخوف، وفيروس الحقد، وبكتيريا السياسة، والأورام الخبيثة في العمل والنية والضمير.
هل ستنفع كتابتي، وما مدى تأثيرها، أم أنها ستكون فقط للتنفيس عن بعض ما يؤلمني ويؤلمك، أم أنها ستنكمش لأقل من ذلك.
عار علينا إن لم نكتب، وسخيف أن نكتب، لعالم لا يقرأ، ولا يرحم!.
أطفال حلب يتجمعون في دقائق نومهم القليلة العسيرة تحت أقوى دعامة في بقايا خرابة، فلعلهم ينجون من برميل أو قذيفة أو صاروخ، يعرف متى يغفلون، فلا يطيل مسافة الخوف بينه وبينهم.
رباه، الذي يحدث لا يمكن أن يوصف، ولا يمكن أن يكون له عذر مهما تحايلت السياسة، ومهما بلغت العنصرية حدها، ومهما كانت عقائدهم الدينية، التي يتحركون على أساسها.
رباه، تكلمنا كثيرا، وبكت محابرنا، وعانينا أكثر، ولم نترك وسيلة، ولكن الوضع المتردي، يزداد بشاعة، ويحرق مع الأنفس كل مشاعر البشر، ممن لا زال لديهم مشاعر!.
أعداء حلب تفرعوا وتعددوا وتشظوا، وأصبحوا يأتون من كل السماء، ومن تحت تراب الأرض، فلا يعرف أهل حلب من يقاتلهم!.
والصديق مد إليهم أياديه، لينتشل من بينهم السبايا، والقيان، وملكات اليمين!.
عار علينا أن نكتب، ونحن ندرك أن حروفنا تتبخر خزيا قبل أن تصل الصفحات، وقمة الشنار ألا نكتب، ولو على كومة رماد، ما زالت تلتهب بالسلاح الكيماوي!.
كل الحلول تهون، إلا هذا الحل، ثبتوا الأسد على البلد حتى يموت، ثم خلفوا ذريته من بعده، ولكن توقفوا عما تقترفون!.
أعطوا الأكراد قدر ما يريدون من الأرض، ولكن توقفوا عن سحق النفوس الزكية، التي لا ذنب لها.
طيبوا خاطر روسيا، وخاطر تركيا، وخاطر أوروبا وأمريكا وإسرائيل، ولكن توقفوا عن قتل الأطفال!.
اصنعوا الميليشيات، والفرق الخارجة عن القانون، ومنظمات الإرهاب، وسلحوها، واجعلوها تقاتل بالنيابة عنكم، ولكن ليس على أجساد نساء وشيوخ حلب!.
[email protected]
ويتصل بي صديقي الكويتي، والذي لم أقابله منذ غزو الكويت، وهو بلا شك قد عرف معنى الظلم يوما، فيستحثني أن أكتب عن تلك الفظائع الدموية الحاصلة في حلب، وأن أحاول فكفكة بعض الجوانب الخفية، التي تجعل جزءا قويا من العالم المتحضر يصب غضبه، بل قل غباءه، على ضعاف النساء والأطفال والشيوخ، ممن لا يحملون السلاح، ولا ذنب لهم، سوى أنهم وجدوا أنفسهم في دائرة الطحن، وتحت أقدام عمالقة الكارثة؛ وكل عملاق يمر في حينه ويدهسهم بقدميه الناريتين غير مقدر لأنفاسهم، ولا أجسادهم، ولا لمشاعرهم، فيحرق ويهدم كل مخبأ يتبقى لهم!.
بالله عليك يا فوزي، عن ماذا تريدني أن أكتب، وهل سيكون لحروفي المهتزة موقف ووقع ولو بسيط، هل سيكون لما سأكتبه أذن إنسانية تسمع؟.
لو كان الأمر بيد كل ممسك بقلم، لما صمتت أقلامنا عن الثرثرة، والتصوير، والتحليل، وعن شرح القليل الذي نراه، لنعبر به عن بعض الكثير الكثير من الظلم، ومن الظلمات، ومن وحشية البشر، وجاهليتهم، ودمويتهم، حينما يصابون بداء الخوف، وفيروس الحقد، وبكتيريا السياسة، والأورام الخبيثة في العمل والنية والضمير.
هل ستنفع كتابتي، وما مدى تأثيرها، أم أنها ستكون فقط للتنفيس عن بعض ما يؤلمني ويؤلمك، أم أنها ستنكمش لأقل من ذلك.
عار علينا إن لم نكتب، وسخيف أن نكتب، لعالم لا يقرأ، ولا يرحم!.
أطفال حلب يتجمعون في دقائق نومهم القليلة العسيرة تحت أقوى دعامة في بقايا خرابة، فلعلهم ينجون من برميل أو قذيفة أو صاروخ، يعرف متى يغفلون، فلا يطيل مسافة الخوف بينه وبينهم.
رباه، الذي يحدث لا يمكن أن يوصف، ولا يمكن أن يكون له عذر مهما تحايلت السياسة، ومهما بلغت العنصرية حدها، ومهما كانت عقائدهم الدينية، التي يتحركون على أساسها.
رباه، تكلمنا كثيرا، وبكت محابرنا، وعانينا أكثر، ولم نترك وسيلة، ولكن الوضع المتردي، يزداد بشاعة، ويحرق مع الأنفس كل مشاعر البشر، ممن لا زال لديهم مشاعر!.
أعداء حلب تفرعوا وتعددوا وتشظوا، وأصبحوا يأتون من كل السماء، ومن تحت تراب الأرض، فلا يعرف أهل حلب من يقاتلهم!.
والصديق مد إليهم أياديه، لينتشل من بينهم السبايا، والقيان، وملكات اليمين!.
عار علينا أن نكتب، ونحن ندرك أن حروفنا تتبخر خزيا قبل أن تصل الصفحات، وقمة الشنار ألا نكتب، ولو على كومة رماد، ما زالت تلتهب بالسلاح الكيماوي!.
كل الحلول تهون، إلا هذا الحل، ثبتوا الأسد على البلد حتى يموت، ثم خلفوا ذريته من بعده، ولكن توقفوا عما تقترفون!.
أعطوا الأكراد قدر ما يريدون من الأرض، ولكن توقفوا عن سحق النفوس الزكية، التي لا ذنب لها.
طيبوا خاطر روسيا، وخاطر تركيا، وخاطر أوروبا وأمريكا وإسرائيل، ولكن توقفوا عن قتل الأطفال!.
اصنعوا الميليشيات، والفرق الخارجة عن القانون، ومنظمات الإرهاب، وسلحوها، واجعلوها تقاتل بالنيابة عنكم، ولكن ليس على أجساد نساء وشيوخ حلب!.
[email protected]