لماذا اختار السعوديون الاستثمار بنيوكاسل؟

الاحد - 10 أكتوبر 2021

Sun - 10 Oct 2021

حركت السعودية العالمين الرياضي والاقتصادي بنجاح صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة في اكمال استحواذه على أحد أعرق الأندية العالمية، نيوكاسل الإنجليزي.

وكانت رابطة كرة القدم الإنجليزية أعلنت أمس الأول مصادقتها على عملية استحواذ مجموعة استثمارية يقودها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وتضم شركة «PCP Capital Partners» و»RB Sports & Media» بنسبة 100% على نادي نيوكاسل، 80% من نسبة الاستحواذ لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، فيما دفعت شركة بي سي بي كابيتال بارتنرز وأر بي سبورتس أند ميديا 305 ملايين جنيه إسترليني (415 مليون دولار) مقابل تسليم مفاتيح النادي.

في المقابل، أسعد انتهاء حقبة المالك السابق لنادي نيوكاسل مايك أشلي جمهور النادي الإنجليزي الذي نظم احتفالات واسعة في الساحة الخارجية لملعب النادي (سانت جيمس بارك)، خاصة وأن الملاك الجدد (صندوق الاستثمارات العامة في السعودية) يستهدفون التتويج بالألقاب.

وقالت الرابطة في بيان أمس «يشعر جميع الأطراف بالسعادة لإتمام هذه العملية التي تعطي اليقين والوضوح لنادي نيوكاسل وجماهيره».

أهداف الاستثمار

وعن هذه الخطوة العملاقة، قال الخبير المتخصص في الاستثمار الرياضي مقبل بن جديع «صفقة شراء صندوق الاستثمارات العامة لنادي نيوكاسل، ستحقق أهدافا استثمارية وتسويقية وإعلامية واقتصادية.

فالنادي الإنجليزي العريق الذي تأسس قبل 128 عاما، له تاريخ جيد مع البطولات، ويملك ملعبا يتسع لأكثر من 52 ألف مشجع، ومداخيله الموسمية تفوق الـ180 مليون جنيه إسترليني، كما أن القيمة السوقية لفريق كرة القدم نحو 300 مليون جنيه استرليني. وهذا يعني أنه بإنفاق 500 مليون جنيه إضافية على مدار 3 سنوات، سنشاهد نيوكاسل بدوري أبطال أوروبا، وقد يبدأ خلال 3 سنوات في حصد ألقاب جديدة، وهذا يعني أن المداخيل ستتجاوز الـ300 مليون جنيه إسترليني خلال 3 مواسم شريطة أن يكون هناك عمل تسويقي مميز. وكل سنة تمر سيزيد عدد اللاعبين المميزين بالفريق ويرتفع المستوى الفني والمداخيل وبالتالي تعلو القيمة السوقية».

وأضاف «لو تمكن المسؤولون في الصندوق من شراء ناد بلجيكي أو هولندي بمبلغ لا يتجاوز 5 ملايين يورو فإن ذلك سيكون رافدا فنيا كبيرا لنيوكاسل، كما سيكون بوابة مميزة لاحتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا من مراحل مبكرة».

وتابع «المميز أن المملكة ستسوق من خلال نيوكاسل لمشاريعها الجديدة مثل نيوم والقدية إضافة إلى أرامكو والخطوط السعودية كشركات وطنية لديها طموح التوسع العالمي، حيث إن الدوري الإنجليزي يقتحم مليار منزل عبر 188 دولة حول العالم، وهذا رقم كبير جدا، وعندما يستخدم الصندوق السعودي النادي الإنجليزي كمنصة يسوق مشاريعه خلالها فإن هناك كثيرا من الزوار حول العالم سيتجهون للسياحة في السعودية وهذا سيشكل دعما اقتصاديا كبيرا للبلد».

مخاطر الخطوة

وعن المخاطر المتوقعة، قال مقبل بن جديع «لا يوجد أي استثمار بمعزل من المخاطر، فهناك مخاطرة لكنها من وجهة نظري لا تتجاوز نسبة 3 %، فمن المستحيل أن يحجم المشجع الإنجليزي عن الحضور للملاعب؛ لأن ذلك جزء من ثقافته وترفيهه، كما أن القنوات لن تهجر الدوري الإنجليزي ككنز ضخم دون أن تتنافس على شراء حقوقه حتى ولو تأثرت القيمة بفيروس كورونا، إضافة إلى الشركات الراعية لن تتنازل عن الأندية كمنصات تسويقية مهمة ومؤثرة».

تحد جديد

من جانبه قال خبير الاستثمار الرياضي عادل الحسينان «إن المملكة تعيش طفرة في الاستثمار الداخلي والخارجي من خلال الصندوق السيادي الذي يعتبر من أقوى الصناديق السيادية في العالم».

وقال «الحدث الأبرز المتداول هذه الأيام، استحواذ الصندوق على النادي العريق نيوكاسل الإنجليزي، ولعل اختيار ناد مثل نيوكاسل هو عبارة عن التحدي السمة السائدة لدى السعوديين عامة والقائمين على إدارة هذا الصندوق المثمر والذي يتم فيه اختيار الاستثمارات بعناية ووفق معايير محددة وخطط استراتيجية طويلة الأجل»

وشدد الحسينان على أن الرياضة أصبحت صناعة من خلالها تحقق المنظومات الرياضية عائدات مادية عالية، وأوضح «اختيار الاستثمار في ناد ضمن أندية (البريمرليج) الدوري الأعلى دخلا بين دوريات العالم، صائب يمكن من خلاله تحقيق عائدات مالية وقوفا على الإيرادات المتنوعة من نقل تلفزيوني أو بيع العقود أو مكافآت بطولات وصولا لبيع الملابس والمنتجات، وأكثر محفز ما شاهدناه في وسائل الإعلام عن ردود أفعال أنصار النادي وفرحتهم باستحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على النادي».

وأضاف «أتوقع خلال الفترة المقبلة، مشاهدة فريق قوي منافس في الدوري الإنجليزي وأبطال أوروبا، وأن ما قيمته السوقية 4 مليار جنيه استرليني، سيصبح ضمن أغلى 5 أندية بالعالم، وذلك متى وفقت إدارته في جذب نجوم مميزين يساعدون النادي في مضاعفة الإيرادات، والتجربة الإماراتية في مانشستر سيتي تدعو للتفاؤل، فبعد أن كانت قيمة النادي السوقية عند الاستحواذ عليه حوالي 250 مليون جنيه إسترليني، تقدر الآن بنجو 3.5 مليار جنيه (حسب ما نشرته صحيفة فايناشيال تايمز الأمريكية) متفوقا على أندية عريقة مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد.

وأشار الحسينان إلى أن جائحة فيروس كورونا منحت الصندوق دافعا للدخول في هذا الاستثمار بعد أن أصبحت هناك فرص للنجاح خاصة وأن الأندية الكبيرة تأثرت ماديا بالجائحة».

أبرز فوائد الاستثمار بنيوكاسل:

  • توفر مناخا استثماريا جيدا بخلاف الأندية الألمانية والإيطالية التي يواجه المستثمرون فيها بعض الصعوبات.

  • الثقافة الإنجليزية هي الأبسط للمستثمرين، ففي بريطانيا لا توجد أقاليم متعصبة لعاداتها وتقاليدها.

  • الدوري الإنجليزي هو الأغنى على مستوى الدخل من ناحية حقوق البث التلفزيوني.

  • تميز الدوري الإنجليزي بتوزيع حقوق البث التلفزيوني على كافة الأندية بالتساوي، عكس الدوريات الأخرى.

  • عامل اللغة، فالإنجليزية هي الأكثر تواصلا بين سكان العالم بعكس اللغات الأخرى.


عوامل تحفز العرب للاستثمار بالدوري الإنجليزي:


  • تحقيق عدد من الأهداف الاقتصادية والإعلامية والرياضية.

  • التسويق لشركات وطنية عملاقة مثل نيوم والقدية وأرامكو والخطوط السعودية.

  • تعزيز السياحة الداخلية من خلال توافد أنصار النادي الإنجليزي للسعودية.

  • جذب الأموال الخارجية.

  • التعزيز الاقتصادي لسوق الأسهم وللأندية السعودية.

  • بوابة جديدة لاحتراف اللاعب السعودي.