وجدان مقبول المسعودي

التاريخ يعيد نفسه

السبت - 09 أكتوبر 2021

Sat - 09 Oct 2021

التاريخ يعيد نفسه عبارة تعكس تكرار الأحداث المتشابهة في التاريخ، رددها السياسيون والمفكرون والفلاسفة على مختلف العصور وما زالت تردد إلى وقتنا الحالي، مقولة اعتدنا سماعها ولها مدلولاتها المتنوعة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية كافة، منها الإيجابي ومنها السلبي، وإن كانت هذه المقولة تحمل معاني ضمنية أو واقعية لكن حتما في الجانب المؤسسي ستنعكس هذه العبارة بمدلول سلبي، لأنه عندما يعيد التاريخ نفسه في المجتمع الوظيفي فإن هذا يدل على أننا بدأنا في التقادم المؤسسي، فإن لم نتعلم من هذا التاريخ وإن لم نواكب التغيرات المحيطة ذات الإيقاع السريع، وذلك بإعادة صياغة المستقبل المؤسسي، حينها سيعيد التاريخ نفسه، وسنحكم على مؤسساتنا بالبقاء في الصفوف الخلفية، وربما الاندثار.

وكما أشار جي دبليو ترومف إلى أن معظم المفاهيم الغربية عن التكرار التاريخي تدل ضمنا على أن «الماضي يعلمنا دروسا من أجل الأفعال المستقبلية»، ويعني ذلك أن نفس النوع من الأحداث التي حدثت سابقا ستتكرر؛ فالتاريخ قد يعيد نفسه، ولكن فقط في الخطوط العريضة، فقوافي التاريخ هي «قوانين التغطية»، بمعنى أنه يمكننا إصدار تصريحات وقرارات مؤسسية عامة حول الأحداث التي تتكرر مع مرور الوقت.

والواجب علينا ألا تواكب كفاءاتنا المهنية والقيادية والمؤسسية هذه التغيرات فحسب، إنما لا بد لنا من التعلم من نجاحاتنا وإخفاقاتنا باستخدام مهارتي التأمل والتحليل للمسببات الرئيسية للوصول لهذه النتيجة، عندها سنقف أمام تجاربنا المتنوعة وقفات تطويرية نستشرف بها مستقبلا زاهرا، حينها لن يعيد التاريخ المؤسسي نفسه إنما سيعاد بازدهار.