العراق يتحرك لإزاحة حيتان الفساد

الشعب ينتخب برلمانا جديدا وسط إجراءات أمنية مشددة 3 طوائف تتنازع الكتلة الانتخابية وتتنافس على 329 مقعدا الكاظمي: أمامنا فرصة تاريخية للإصلاح الشامل وانتخاب الأصلح عصائب الحق وكتائب حزب الله ترقصان على أنغام طهران
الشعب ينتخب برلمانا جديدا وسط إجراءات أمنية مشددة 3 طوائف تتنازع الكتلة الانتخابية وتتنافس على 329 مقعدا الكاظمي: أمامنا فرصة تاريخية للإصلاح الشامل وانتخاب الأصلح عصائب الحق وكتائب حزب الله ترقصان على أنغام طهران

السبت - 09 أكتوبر 2021

Sat - 09 Oct 2021

فيما يتوجه العراقيون اليوم إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الخامسة في مرحلة ما بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الشعب للتحرك لإزاحة حيتان الفساد، مؤكدا أن بلاده لن تكون «ضيعة أو حديقة لأحد».

وقال «إننا أمام فرصة تاريخية كبيرة يجب ألا تضيع، لانتخاب مجلس النواب من شخصيات ذات كفاءة وطنية، لا تشوبها شوائب الفساد، وتتحمل مسؤولية الإصلاح الشامل خلال المرحلة المقبلة».

بالتوازي، حذرت مجلة «إيكونوميست» الأمريكية من مقاطعة الانتخابات، مؤكدة أن ذلك سيقود بدوره إلى تشديد الميليشيات الطائفية والعرقية الموالية لإيران، قبضتها بشكل أكبر على البلاد.

لا تمديد

وأعلنت مفوضية الانتخابات أن المراكز الانتخابية ستفتح أبوابها في السابعة من صباح اليوم لاستقبال الناخبين وتستمر العملية الانتخابية لغاية السادسة مساء، حيث تغلق مراكز الاقتراع الكترونيا ولا مجال لإجراء أي تمديد لوقتها.

وأوكلت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات لأكثر من 250 ألفا من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية مهمة تأمين المراكز الانتخابية على شكل أطواق أمنية معززة بإجراءات أمنية إضافية من خلال إحاطة المراكز الانتخابية بالأسلاك الشائكة وتحديد حركة الناخبين في ممرات آمنة باتجاه المراكز الانتخابية.

وجرى تكليف قيادة القوة الجوية وطيران الجيش بالتحليق في سماء بغداد والمحافظات في مهام استطلاعية لدعم الخطة الأمنية، فضلا عن إجراء التفتيش الشخصى للناخب وإلزامه بارتداء الكمامة للوقاية من فيروس كورونا.

إجازة رسمية

وأعلنت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي اليوم وغدا من دون فرض أي إجراءات لحظر التجوال باستثناء منع التنقل بين المحافظات العراقية، وإغلاق المطارات الكبرى في البلاد ابتداء من أمس، وأوقفت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات حملات الدعاية للمتنافسين في الانتخابات البرلمانية ومنعت إقامة أي مهرجانات أو تجمعات انتخابية وإعلامية بداية من أمس.

وسجلت عملية التصويت لقوات الجيش والشرطة والقوات الأمنية والنازحين والسجناء المودعين في الدوائر الإصلاحية نسبة مشاركة متقدمة بلغت 69 % من دون حصول أي معوقات أو مشاكل حسب بيانات للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

وتشهد الانتخابات مشاركة أكثر من ألف مراقب دولي من 85 دولة، ومن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والممثليات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق ومنظمات دولية مهتمة بالشأن الانتخابي لمراقبة سير العملية الانتخابية فضلا عن وصول 491 إعلاميا عربيا وأجنبيا لتغطية وقائع الانتخابات العراقية.

حيتان الفساد

ودعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى التحرك لإزاحة حيتان الفساد، وقال «نحن على مسافة ساعات لانطلاق الانتخابات العامة المقبلة وسأشرف شخصيا على عملية الأمن الانتخابي»، مضيفا «نأيت بنفسي وفريقي الحكومي الدخول كطرف منافس في الانتخابات المبكرة».

وتابع «عندما استلمنا التكليف بتشكيل الحكومة كانت المؤشرات الاقتصادية تظهر عجزا كبيرا وبعد عام من إجراء الإصلاحات الاقتصادية أضفنا 12 مليار دولار لاحتياطي الدولة وبناء مشاريع للغاز وميناء الفاو ورفع طاقة إنتاج الطاقة الكهربائية والدخول في مشاريع مشتركة مع دول الجوار في هذا المجال ومكافحة الفساد».

وأكد أن الحراك التشريني في أكتوبر 2020 مثل احتجاجا حقيقيا صالحا ورغبة حقيقية بالإصلاح ووفرنا كل الدعم لقواتنا الأمنية بكافة صنوفها ورغم كل الظروف فإن شعبنا سينعم بانتخابات أكثر أمنا مما سبقها للمرة الأولى منذ عام 2003.

وقال «نأمل بمشاركة واسعة بالانتخابات المقبلة وإننا أمام فرصة تاريخية يجب ألا تضيع من أجل الإصلاح الشامل وانتخاب الأصلح في الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مضيفا «خطوات تفصلنا عن الانتخابات لإبعاد حيتان الفساد وصناعة المستقبل ولاتفرطوا بأصواتكم لإجراء انتقال مطلوب بالحياة السياسية».

لا مجال للتزوير

وقالت مجلة «إيكونوميست» الأمريكية «إن التجارب السابقة للعراقيين في الديمقراطية كانت أقل من بناءة، ففي عام 2018، لم يدل إلا 44% فقط من الناخبين بأصواتهم. والمفارقة أن آخرين عوضوا انخفاض الإقبال، بالتصويت مرات عدة، وبعد أيام من قرار البرلمان بإعادة فرز الأصوات، اشتعلت النيران في مستودع يخزن مليون بطاقة اقتراع، ومنذ ذاك الوقت، سعت بغداد إلى جعل التصويت التالي أكثر مصداقية، وزاد عدد الدوائر الانتخابية التي يجب أن تصب في مصلحة المرشحين المستقلين».

وأشارت «في هذه الانتخابات، سيكون لدى حوالي 70% من الناخبين بطاقات بيومترية، مما سيقلل التزوير، وسيكون عدد المراقبين الأجانب خمسة أضعاف ما كان عليه عام 2018، بما في ذلك، وللمرة الأولى، وحدة من الاتحاد الأوروبي».

ويطالب كثيرون ممن كانوا في طليعة الاحتجاجات الجماهيرية قبل عامين بالمقاطعة، وقال أحدهم «السياسيون لا يحترموننا، لذلك أنا لا أحترمهم»، مقتنعا بأن الفصائل العراقية المسلحة لن تتنازل عن السلطة في صناديق الاقتراع.

استفزاز الناشطين

ووفقا للمجلة، يمثل القلق الشائع بين الناخبين، أن الخلافات ستؤدي إلى تقاسم الفساد بين الفصائل الرئيسة، حيث لا يزال من المرجح أن يتم تقاسم الوزارات بين الأحزاب الكبرى، مع التعامل مع عائدات النفط على أنها أرباح نقدية يتم تقاسمها، بما في ذلك مع الميليشيات الحزبية.

وزادت الجماعات المسلحة من قوتها، حيث قتلت المئات بدون خوف من الملاحقة، ولاحقت المحتجين وطردتهم من الشوارع وسحقت جهودهم لتشكيل حركة سياسية عبر قتل وخطف واستفزاز قادتهم والناشطين منهم، كما أن العديد من المرشحين المستقلين الذين يزعمون أنهم يمثلون حركة الاحتجاج يعملون على تشتيت الأصوات، بشكل لن يؤدي إلا لفوز القلة منهم.

3 طوائف

وتؤكد «إيكونوميست» أن بعض المرشحين حاولوا طلب المساعدة لإنشاء كتلة حرة، لكن أمريكا على ما يبدو متعبة من محاولات نشر الديمقراطية، مما يساعد على تقسيم البلاد تشرذم الطوائف الثلاث التي يتكون منها العراق: السنة والشيعة والأكراد، ويدعم الشيعة عددا من الأحزاب، الكثير منها مسلح.

وفازت كتلة سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر بمعظم أصوات عام 2018 لكن حملته في قاعدته التقليدية بمدينة الصدر، جنوب بغداد بدت متعبة، وهذا بسبب فشل الحزب باستخدام نفوذه في البرلمان لتحسين ظروف قواعده.

انتخابات العراق:

  • 24.9 مليونا يحق لهم التصويت

  • 3249 مرشحا على مقاعد البرلمان

  • 2298 مرشحا من الرجال

  • 951 سيدة مرشحة للبرلمان

  • 329 مقعدا يجري التنافس عليها

  • 789 مرشحا مستقلا

  • 1501 على قوائم الأحزاب

  • 959 مرشحا في التحالفات

  • 83 دائرة انتخابية

  • 8273 مركز اقتراع

  • 55,041 محطة تستقبل الناخبين

  • 250 ألف جندي يطوقون الانتخابات

  • 85 دولة تراقب الانتخابات