فهد المرسال

قرارات غبية

الخميس - 07 أكتوبر 2021

Thu - 07 Oct 2021

يقول الروائي بابلو كويلو «أشقى العذاب هو ألا ندري ما القرار»، ويقول أيضا هنري فريدريك الرجل الذي يصر على رؤية الوقائع بوضوح تام «قبل اتخاذ القرار لا يتخذ أي قرار!» قرأت هذه المقولات وأنا أضع يدي على الجدار متكئا كعلامة استفهام أبحث عن المكان الصحيح والقرار العظيم لتحديد مكان وضع «اسطوانة غاز» في مطبخ المنزل!

وطافت بي خيالاتي بعيدا فوق غيمة التأمل لأتخيل نفسي وقد وضعتني الأقدار مسؤولا عن قرار لشن الحرب مثلا!، تعوذت من تلك الفكرة وبدأت أطوف في قرارات الشؤون الحياتية اليومية ومدى الأخطاء التي ترتكب تحت وطأة قرارات فاشلة أو التردد أمام اتخاذ قرار ما، كأن تستمر في علاقة فاشلة مع شخص سلبي يستنزف وقتك وعمرك في سبيل ماذا عدا اللا شيء! أو أن تكتشف بأنك أمضيت الجزء الأكبر من عمرك تجامل وتمارس عادات بالية أنت بقرارة نفسك غير مقتنع بها بتاتا ولكنك تفعلها مجاملا، هنا تحتاج القرار للتوقف فورا والفوز بذاتك.

أحيانا تكتشف بأن أكثر مشاكلك استمرارية هي توقفك عن اتخاذ قرار جازم بحلها وجعلها من الماضي كأن تتوقف عن عادة سيئة تفعلها رغم يقينك المطلق بأنها سيئة!، حتى القرار بالدخول في عالم التجارة يحتاج لقرار وإرادة؛ فالتسويف هنا هو قاتل الفرص الكبيرة.

المضحك هو عودتنا أحيانا واكتشافنا بعد اتخاذ قرار نرى بأنه حازم ومصيري ليتضح لنا بأنه «تافه» فقط استنزف الكثير من الوقت سدى وبلا مبرر!

هناك قرارات لا ترقى لمرتبة قرار ولكنها مهمة في اتخاذها وتأجيلها عبء ولا مبالاة كقرار اختيار مكان أسطوانتي الجميلة، وأغبى القرارات الكبيرة هو قرار وريث عرش إنجلترا تشارلز الأول سنة 1624م إثر فشل محاولته لطلب الزواج من أميرة إسبانيا ماريا آنا بإعلانه قرار الحرب ضد إسبانيا بسبب رفضها الزواج منه!

أخيرا لا تؤجل اتخاذ قراراتك التي ترى بأنها ستنهض بك للأفضل ولا تساوم حول القرارات التي ترتبط بحياة آخرين مرتبطين بك! كن شجاعا وأفعلها فقط حتى ولو فشلت حينها ستفوز بأنك ربحت ذاتك.

fahadalmersal@