عاصم الطخيس

ما قصة «Billy Milligan» مع فيلم «Split»؟

الثلاثاء - 05 أكتوبر 2021

Tue - 05 Oct 2021

العالم الآن أصبح أقرب مما كنا نتوقع، بل أصبح يشبه بعضه بعضا لدرجات متفاوتة من حيث الاهتمامات وغيرها من برامج تنتشر بين الشعوب ومن ضمنها ما يختص بصناعة السينما مثل الأفلام والمسلسلات وغيرها من وسائل الترفيه.

في مقال سابق بعنوان (الكاتب والمخرج إم. نايت شاملان وعالمه الخاص) تحدثت عن العالم الذي خلقه الكاتب والمخرج إم. نايت شاملان «M. Night Shyamalan» لثلاثية أفلامه المترابطة فيما بينها وكيف لعب السرد القصصي وبناء العالم في تعريفنا على الشخصيات وكيفية كشفها لنا، هذا يعود بنا لكون العالم هو مادة تحتوي على العديد من المواضيع التي يمكن استخدامها ولو بشكل بسيط وتحويلها لأفكار جديدة قد تكون مفيدة كقصة فيلم قصير أو مسلسل تلفزيوني أو فيلم روائي طويل.

الكاتب والمخرج إم. نايت شاملان وبحكم معيشته منذ صغره في الولايات المتحدة استطاع سماع قصص غريبة كثيرة عن المرضى النفسيين وربما قصة بيلي ميليغان «Billy Milligan» أثارت غريزته البحثية في الغوص ضمن أغوار هذا الشخص الذي أصبح هاجسا لوسائل الإعلام في نهاية السبعينيات من القرن الماضي.

هناك مسلسل وثائقي على منصة نتفليكس بعنوان الوحوش في الداخل: 24 وجها لبيلي ميليغان (Monsters Inside: The 24 Faces of Billy Milligan) وضمن هذا الوثائقي يستعرض لنا غموض هذه القضية وشخصياتها، بعد ما قدمت ثلاث فتيات مغتصبات بالإبلاغ عن جريمة اغتصاب ضمن الحرم الجامعي وبعد أخذ أقوالهن، جميعهن أعطين وصفا مختلفا كشخصية، لكن كهيئة متقارب، بعد بحث طويل تم التوصل إلى أن بيلي ميليغان هو المتهم عن هذه العمليات وعدة عمليات أخرى.

تم الكشف عليه من قبل الأطباء الذين من اللحظة الأولى صنفوه كمريض نفسي ويحتاج لطبيب نفسي، بعد أن تم لقاؤه مع الطبيب النفسي تبين أن بيلي مصاب بعدة شخصيات وليس متلازمة الشخصية مزدوجة القطبية أو شخصية شيزوفرنية، بل أعقد من ذلك.

تم تشخيص بيلي ميليغان من قبل عدة أطباء نفسيين مشهورين في الولايات المتحدة وبعضهم له كتب عن الطب النفسي وجميعهم أقروا أن بيلي مصاب بـ 24 شخصية، ولكن شخصية بيلي الحقيقية الضعيفة مدفونة ولا يمكن أن تخرج للعلن.

بعد عدم صلاحية بيلي للوقوف أمام المحكمة وتنفيذ حكم السجن عليه، تم إلزامه بالمكوث ضمن مستشفى مختص بالأمراض النفسية، لكنه لم يكن مستشفى أكثر من كونه منزلا كبيرا ولم تكن الأبواب تقفل طوال اليوم، ولم يكن هناك مراقبة حقيقية للمرضى. مع أخذ قضية بيلي الكثير من الاهتمام الإعلامي المبالغ فيه، انهالت على بيلي عروض لتحويل قصته إلى فيلم سينمائي وكذلك تم عقد طباعة ونشر مع كاتب لكتابة مذكرات حياة بيلي والذي أصبح فيما بعد الأعلى مبيعا.

لن أكشف الكثير عن القصة، لكن الكاتب والمخرج إم. نايت شاملان استخدم نفس التركيبة لشخصية بيلي ضمن فيلمه (Split) الذي انتج عام 2016 وكان من بطولة جيمس ماكافوي «James McAvoy» وبالرغم من عدم تطابق الأحداث بشكل كبير إلا أن هناك تلميحا كبيرا من خلال الفيلم عن قيام الشخصية بتغيير نفسه إلى 23 شخصية وأن الشخصية 24 هي الأكثر خطورة. هنا نستنتج أن الواقع يكون أحيانا أسوأ من الخيال، ومما لا شك فيه فإن شخصية بيلي الأصلية هي أسوأ من الشخصية التي تم تمثيلها في الفيلم.

AsimAltokhais@