بسام فتيني

لم يخلقنا الله ملائكة!

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاثنين - 01 أغسطس 2016

Mon - 01 Aug 2016

أولا دعونا نتفق أن الدين الإسلامي الحقيقي المتسامح الوسطي يختلف تماما عمن يدعون الإسلام ثم يشوهونه بتنطعهم وتطرفهم وأحيانا بغبائهم والشواهد على ذلك كثيرة.



ومن هذا المنطلق أقول يا ترى لماذا يعتقد الداعشي الإرهابي الأبله أنه ينصر الدين بالقتل والتفجير والخطف؟ وأعود وأتساءل لماذا يعتقد الإرهابيون أنهم وكلاء الله في الأرض فيقتلون هذا ويسحلون ذاك فقط لاعتقادهم أنه خرج عن مسار التدين المزعوم؟



وبعيدا عن تحليل أسباب تعدد مصادر التطرف وأسباب وجوده أصلا بل وبعيدا عمن يؤججون الخلافات في زمن أصبح التصنيف فيه كشرب الماء، أقول بعيدا عن كل هذا، ألا يخطر ببالكم سؤال بديهي فحواه، لماذا لم يخلقنا الله ملائكة؟! نعم الله عز وجل مالك الكون الواحد الأحد القهار الفرد الصمد لم يكن ليعجز أن يخلقنا جميعا ملائكة لا تخطئ! ومع ذلك خلق الإنسان بل وكرمه دون سائر خلقه بالعقل، ثم بعث لبني البشر الأنبياء والرسل عبر مختلف الأزمنة والأمكنة ثم ختم الديانات التي شرعها وحده لا شريك له بالدين الإسلامي الذي جاء مكملا ومصححا لما سبق من أديان وليس (مكفرا) لها بالمجمل، وجاء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة للعالمين، لاحظوا للعالمين ولم يكن فقط رحمة للمسلمين!



ما جعلني أفكر في هذا السؤال أي لم لم يخلقنا الله ملائكة؟ هو ما أشاهده من استماتة البعض في تكفير الآخر وتحجيمه ومحاربته فقط لأنه اختلف معه في الرأي أو الدين أو الطائفة أو المذهب بل ويا للعجب حتى من اختلف معه في تشجيع ناد دون آخر حتى وصلنا لدرجة أن يقتل الأخ أخاه بسبب خلاف كروي!



بينما وببساطة لو علمنا أن الله حين خلقنا، خلقنا مختلفين لنتكامل، لم نكن نسخا واحدة مكررة بل مازج بين شعوب الأرض كلها، فكان الأبيض والأسود والغني والفقير وسائر مظاهر الاختلافات، حتى في الظواهر الكونية جعل الليل والنهار آية والشمس والقمر علامة وكل في فلك يسبحون، يتعايشون في مجرة كونية واسعة لا تخطئ، يدورون دون مراقبة أو متابعة إلا من الله، ورغم كل الاختلافات بين المجرات الكونية لم نجد قمرا تعدى على قمر ولا كوكبا تصادم مع غيره ولا نجما فجر آخر.



إنها حكمة الله الربانية التي تبرهن أن الكون لم يستمر إلا بسبب هذا الاختلاف فسبحان من له الكمال وحده.