حسين باصي

«ما في سيليكون في العالم.. فرصتنا»

الاثنين - 04 أكتوبر 2021

Mon - 04 Oct 2021

تحدثت مسبقا في إحدى المقالات عن الشح العالمي لمادة السيليكون، المادة المستخدمة في صناعة الألواح الشمسية والقطع الالكترونية. المعلومة الجميلة هنا هي أن السليكون يستخرج من الرمال، ونحن في المملكة العربية السعودية نتمتع بمساحات شاسعة جدا من الرمال وبالتالي «ما في سيليكون في العالم... فرصتنا».

كي لا نقفز إلى هذا الاستنتاج ونعتبرها فرصة دون معرفة بعض الحقائق، علينا أن نعرف ماذا نملك فعلا وما هي التقنيات الحالية في صناعة الطاقة الشمسية.

إن صناعة الألواح الشمسية تتطلب عدة خطوات ولا يوجد مصنع في العالم يقوم بجميع تلك الخطوات سويا. في حقيقة الأمر تقوم مجموعة مصانع بعمل الخطوات الأولى ابتداء من المواد الأولية (جمع الرمال)، بعد ذلك تقوم مصانع أخرى بعمل باستكمال الحزمة التسلسلية التالية من الخطوات، حيث تستمر هذه الرحلة إلى أن نصل للمصانع النهائية التي تقوم بتجميع الخلايا الشمسية مع بعضها البعض لتكون مجموعة من الألواح الشمسية الجاهزة للبيع في الأسواق.

إن الخطوة الأولى هي البحث عن الرمال البيضاء أو الصناعية أو الكوارتز، هي رمال نطلق عليها أيضا اسم رمال السيليكا (ثاني أكسيد السيليكون)، تكون نسبة السيليكون فيها أعلى من 95%. للأسف رمال الصحراء ليست دائما بهذا الصفاء وتجعل استخلاص السيليكون من الرمال أصعب وأغلى. لكن الخبر الجميل الآخر هو أن رمال الشواطئ عالية النقاء وبالتالي قد تكون ثروة معدنية ممتازة لذلك.

بعد ذلك يتم صناعة سبائك السيليكون من السيليكا في مصانع خاصة ومن ثم يتم قصها إلى رقائق سيليكونية، يليها إضافة مجموعة مكونات ومواد في هذه الرقائق أو الشرائح لتصبح خلية شمسية ومن ثم تجميع الخلايا لتصبح لوحة شمسية.

إن سوق صناع الألواح الشمسية ديناميكي للغاية ويحتاج للمواكبة السريعة لتطورات صناعة الخلايا الشمسية. ذلك يعني أن أي مرحلة من المراحل التي ذكرتها يجب أن تكون الصناعة فيها بكميات كبيرة جدا وبيعها في السوق المحلية والعالمية لتصبح ذات جدوى اقتصادية وتحقق الفائدة المالية المطلوبة قبل أن يفرض السوق على المصانع التطوير الجديد. طبعا التطوير الجديد يعني استثمار جديد لاستحداث خطوط إنتاج جديدة أو معدلة. يكون حجم الاستثمار في الخطوات الأولى أكبر بكثير من الخطوات الأخيرة (تجميع الخلايا الشمسية إلى ألواح شمسية) مما قد تصل إلى 25 ضعف وهنا مجازفة كبيرة للمصانع.

هنالك شبح آخر يحكم التحرك في السوق وهو التنين الصيني، المنافسة مع الصين تعتبر انتحارا على العلن، كما أن التعاون معهم يحتاج لحنكة ودبلوماسية عالية جدا، هذا الأمر يضعنا أمام أحد الخيارات الواعدة، وهي ابتكار طريقة في الاستفادة من المعادن في رمال صحراء المملكة لصناعة خلايا شمسية بسعر منافسة، ذلك يعني أننا نراهن على مواردنا الطبيعية وعقول علمائنا لشد انتباه التنين الصيني في التعاون الاستراتيجي الصناعي المتبادل ونقل التقنية.

HUSSAINBASSI@