الموت جوعا يفضح تخمة التماسيح
الاثنين - 04 أكتوبر 2021
Mon - 04 Oct 2021
وحش الجوع لا يرحم، وحينما يزور الأمكنة والبلدان، يفضي إلى الموت، نتيجة شح التنوع الغذائي، الذي تحتاجه خلايا الجسد الإنساني، ومنتهى العار أن تستمر كوارثه حتى عصرنا، ورغم بلوغ البشرية هذا التقدم، في الزراعة والصناعة والميكنة والتقنية والقدرة على جمع وحفظ والعناية بالمنتوجات الغذائية، وما نشهده من تطور وسائل النقل الآمن السريع.
حاجات الإنسان للتنوع أدت لتشكيل أنظمة التبادل التجاري «المقايضة»، ثم تنوعها وتناميها وتدرجها بمسميات النظام التقليدي، والموجه، والسوق، والمختلط، ثم الجنوح إلى نظريات الاقتصاد المتزامنة مع تنوع الأنظمة السياسية، في دول رأسمالية واشتراكية وليبرالية وشيوعية وإمبريالية وفردية، ما أنتج الإقطاعيين بمواجهة الشعوب الكادحة، وتنامي الحدود والأنظمة القمعية الظالمة المتحكمة بالسلع أينما وكيفما وجدت، وبالتالي إغراق طبقات من البشر في لذائذها، وحرمان المعدمين من تذوقها، ما أنتج زيادة الفائض في بعض الأمكنة لدرجة الاضطرار لإتلاف نسبا عظيمة من الأغذية بدعوى عدم الصلاحية، أو بسياسات تقليل المعروض لحفظ الأسعار، وإعادة التوازن لمؤشرات الأسواق، بينما يموت البشر في مناطق أخرى، لمجرد عدم امتلاكهم السيولة المالية!
عجبا أحدثته العملات بواقعنا، فتكون هدفا لكل دولة وحاكم وقادر، ومعك قرش تساوي، وليس معك، فأنت على قوائم البشر شروى نقير!
عملات امتلكت مصائر البشر، بقوة جيشها كما الدولار الأمريكي، وبمخزونها من الذهب في البنك المركزي الدولي، مثل الدينار الكويتي، والحسرة أن تمتلك عملة حسرة ونكد تجمعها الشعوب في أكياس، لتحصل على لقمة، كما في الريال الإيراني.
العوامل البيئية والصناعية والجوية، والجفاف، والتصحر، ونقص المياه، وذوبان الجليد، وارتفاع درجات الحرارة في مناطق عدة على وجه الأرض، يجعل الحصول على اللقمة تميز، والتقاتل عليها سائد، ويجعل الهجرة أقصر الطرق لحياة تحكمها عنصرية وعصابات، وإرهاب، ومتاجرة بالبشر، وجرائم وبيع الأسلحة والمخدرات، والموت جوعا في حياة خنقها المتنافسون على تملك المليارات عبر سلطات وفساد!
تتغير الحياة، ولا مجال للهرب من الطغاة، ولا حماية لمنتوج الفرد إلا بالرضوخ لأنظمة دول فاشلة عاجزة عن تحقيق العدالة، بين من تزداد تخمته حد الانفجار، وبين من يلتصق بطنه بظهره، يبحث عن شبه اللقمة ولا يجدها.
كثير من الحكومات لا تبحث عن عدالة ومساواة، بقدر ما تبني قوتها العسكرية والاقتصادية القائمة على نتاج الزراعة والصناعة والتجارة وفرض الرسوم والضرائب على الشعوب، ومصادرة كثير من رؤوس الأموال، لتستمر تتحكم، وتعطي وتمنع اللقمة.
مدن عظمى يعيش بعض أجزائها الثراء الفاحش، ويظل على هوامشها من ينبش القمامة ويزجر، ويستمر تخبط الوعي البشري وغروره، وتصديق كذب ادعاء محاربة الجوع عالميا، ضمن منظمات وجمعيات تقتات على ديمومة الجوع، وانتقاله من زاوية لأخرى، وادعاء المساعدة والاهتمام، بينما تثبت ربحية متعاظمة لأعضائها المتخمين، وطلب التبرعات، وتسخير المتطوعين، والجوع يستمر.
815 مليون شخص يعانون في عصرنا من الجوع المهلك، وملايين الأطفال معرضون للإصابة بسوء التغذية حسب آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
ما ينتجه العالم من فائض أطعمة يستطيع مسح الجوع نهائيا عن وجه الأرض.
المشكلة ليست في النقص، ولكن في موت الضمير العالمي، الذي فرض وجود الجوع المذل القاتل، والذي لن يتوقف بمجرد أن تدمع أعين التماسيح المتخمة.
shaheralnahari@
حاجات الإنسان للتنوع أدت لتشكيل أنظمة التبادل التجاري «المقايضة»، ثم تنوعها وتناميها وتدرجها بمسميات النظام التقليدي، والموجه، والسوق، والمختلط، ثم الجنوح إلى نظريات الاقتصاد المتزامنة مع تنوع الأنظمة السياسية، في دول رأسمالية واشتراكية وليبرالية وشيوعية وإمبريالية وفردية، ما أنتج الإقطاعيين بمواجهة الشعوب الكادحة، وتنامي الحدود والأنظمة القمعية الظالمة المتحكمة بالسلع أينما وكيفما وجدت، وبالتالي إغراق طبقات من البشر في لذائذها، وحرمان المعدمين من تذوقها، ما أنتج زيادة الفائض في بعض الأمكنة لدرجة الاضطرار لإتلاف نسبا عظيمة من الأغذية بدعوى عدم الصلاحية، أو بسياسات تقليل المعروض لحفظ الأسعار، وإعادة التوازن لمؤشرات الأسواق، بينما يموت البشر في مناطق أخرى، لمجرد عدم امتلاكهم السيولة المالية!
عجبا أحدثته العملات بواقعنا، فتكون هدفا لكل دولة وحاكم وقادر، ومعك قرش تساوي، وليس معك، فأنت على قوائم البشر شروى نقير!
عملات امتلكت مصائر البشر، بقوة جيشها كما الدولار الأمريكي، وبمخزونها من الذهب في البنك المركزي الدولي، مثل الدينار الكويتي، والحسرة أن تمتلك عملة حسرة ونكد تجمعها الشعوب في أكياس، لتحصل على لقمة، كما في الريال الإيراني.
العوامل البيئية والصناعية والجوية، والجفاف، والتصحر، ونقص المياه، وذوبان الجليد، وارتفاع درجات الحرارة في مناطق عدة على وجه الأرض، يجعل الحصول على اللقمة تميز، والتقاتل عليها سائد، ويجعل الهجرة أقصر الطرق لحياة تحكمها عنصرية وعصابات، وإرهاب، ومتاجرة بالبشر، وجرائم وبيع الأسلحة والمخدرات، والموت جوعا في حياة خنقها المتنافسون على تملك المليارات عبر سلطات وفساد!
تتغير الحياة، ولا مجال للهرب من الطغاة، ولا حماية لمنتوج الفرد إلا بالرضوخ لأنظمة دول فاشلة عاجزة عن تحقيق العدالة، بين من تزداد تخمته حد الانفجار، وبين من يلتصق بطنه بظهره، يبحث عن شبه اللقمة ولا يجدها.
كثير من الحكومات لا تبحث عن عدالة ومساواة، بقدر ما تبني قوتها العسكرية والاقتصادية القائمة على نتاج الزراعة والصناعة والتجارة وفرض الرسوم والضرائب على الشعوب، ومصادرة كثير من رؤوس الأموال، لتستمر تتحكم، وتعطي وتمنع اللقمة.
مدن عظمى يعيش بعض أجزائها الثراء الفاحش، ويظل على هوامشها من ينبش القمامة ويزجر، ويستمر تخبط الوعي البشري وغروره، وتصديق كذب ادعاء محاربة الجوع عالميا، ضمن منظمات وجمعيات تقتات على ديمومة الجوع، وانتقاله من زاوية لأخرى، وادعاء المساعدة والاهتمام، بينما تثبت ربحية متعاظمة لأعضائها المتخمين، وطلب التبرعات، وتسخير المتطوعين، والجوع يستمر.
815 مليون شخص يعانون في عصرنا من الجوع المهلك، وملايين الأطفال معرضون للإصابة بسوء التغذية حسب آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
ما ينتجه العالم من فائض أطعمة يستطيع مسح الجوع نهائيا عن وجه الأرض.
المشكلة ليست في النقص، ولكن في موت الضمير العالمي، الذي فرض وجود الجوع المذل القاتل، والذي لن يتوقف بمجرد أن تدمع أعين التماسيح المتخمة.
shaheralnahari@