التونسيون يهدمون إمبراطورية أوهام الغنوشي

الالتفاف الجماهيري حول الرئيس يضع حدا نهائيا للمنظومة الفاسدة
الالتفاف الجماهيري حول الرئيس يضع حدا نهائيا للمنظومة الفاسدة

الاثنين - 04 أكتوبر 2021

Mon - 04 Oct 2021








حشود جماهيرية خلف قيس سعيد                                                                                                            (د ب أ)
حشود جماهيرية خلف قيس سعيد (د ب أ)
وجه الشعب التونسي ضربة جديدة لحركة النهضة الإخوانية، ونجح بالتفافه حول رئيسه قيس سعيد في أن يدمر إمبراطورية الأوهام التي صنعها الإخواني راشد الغنوشي زعيم الحركة، بعدما كان يخطط للسيطرة على السلطة وتحويل تونس إلى منصة لإطلاق شبكة الإخوان نحو الدول العربية.

خرج آلاف التونسيين في مسيرات وتجمعات حاشدة في الطرقات والساحات العامة، مساندين لقرارات رئيس البلاد بتجميد البرلمان، والمطالبة برحيل حركة النهضة ورئيسها نهائيا، والقضاء على الإرهاب، ومحاسبتهم على ما آلت إليه الأوضاع في تونس طيلة العقد الماضي.

ودفعت الانتفاضة الشعبية الكبيرة في تونس، إلى توجه سعيد لإطلاق حوار داخلي بعيد عن رموز الفساد والإرهاب، خاصة حركة النهضة، بعد تأكيده أكثر من مرة أنه «لا حوار مع الفاسدين».

تظاهرات حاشدة

وشهدت ولايات تونس الـ24 تظاهرات حاشدة دعما للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد منذ أكثر من شهرين، وللمطالبة «بوضع حد نهائي للمنظومة الفاشلة» وحل البرلمان، حيث خرج الآلاف في تونس العاصمة، خاصة في الشارع الرئيسي، هاتفين «الشعب يريد حل البرلمان» و»كلنا قيس سعيد... كلنا تونس»، و»قرارات 25 يوليو ثورة داخل الثورة»، و»إلى الأمام قيس سعيد».

واحتشد التونسيون في محافظات صفاقس، وسط شرق، وسوسة، وسط شرق، وتطاوين، جنوب، وقابس، جنوب شرق، والكاف، شمال غرب.

ورغم دعوات الأحزاب التي كانت تهيمن على المشهد قبل 25 يوليو للمقاطعة «أعلنت مجموعة من الأحزاب السياسية المنتمية في معظمها إلى التيار اليساري والتيار القومي مساندتها للتوجه الرئاسي، ودعت أنصارها إلى المشاركة في المسيرات والوقفات بمختلف الولايات لدعم التوجه الإصلاحي الذي انطلق فيه قيس سعيد.

وتقود حركة الشعب، قومي، جبهة سياسية داعمة لرئيس الدولة مكونة من حزب التحالف من أجل تونس، وسطي، وحزب التيار الشعبي، قومي، والحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي، يسار، وحركة تونس إلى الأمام، يسار.

لا للفاسدين

ويرى المحلل السياسي في صحيفة «العرب» اللندنية محمد ذويب، أن الرئيس قد يطلق حوارا لتنفيذ المطالب الشعبية التونسية، لكن بعيدا عن الأحزاب المتهمة بالفساد، خاصة حركة النهضة وحليفها حزب قلب تونس «لمناقشة النظام الانتخابي، والتصورات السياسية المقبلة في البلاد».

وسلط موقع «إندبندنت عربية»، الضوء على التظاهرات الحاشدة التي شهدها الشارع التونسي، ردا على تجمع أنصار حركة النهضة في المكان نفسه، والذي لم يصل إلى حجم ومستوى التظاهرات المساندة لقرارات سعيد.

وقال القيادي عبيد البريكي «بالاحتكام للشارع وإلى إرادة الشعب فقد حسم الأمر، وانتهى الدرس»، مضيفا «بتنا نفكر في المستقبل».

وترى الناشطة الحقوقية يسرى فراوس، أن «النقطة المضيئة في التظاهرات هي الاجتماع الشعبي حول مسؤولية النهضة في ما آل إليه الأمر. يذكر أن هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي اتهمت مباشرة حركة النهضة في الاغتيالات السياسية».

أوهام الغنوشي

ويشدد فاروق يوسف في موقع «ميديل إيست أونلاين» على أن راشد الغنوشي «لا يزال يتوهم أن في إمكانه إعادة عقارب الساعة التونسية إلى الوراء. لا يصدق الرجل أنه قد هزم مقابل رئيس سبق وأن وصفه بأنه من غير صلاحيات».

ويضيف «ليس غريبا على الغنوشي ألا يرى الحقيقة ولا يعترف بالواقع. فالأوهام هي بضاعته الوحيدة التي يعرف أنها بضاعة زائفة. غير أنه في النهاية صار يصدق أوهامه التي كان يبيعها إلى الآخرين ساخرا». ويؤكد أن الكادر الإخواني، كان «مطمئنا إلى أن بضاعته غير قابلة للجدل أو الرد، فهي تستند في إطارها العام إلى لعبة سياسية تستمد قوتها من الدين الذي يخشى البسطاء الاقتراب منه، وتفحصه عن قرب.

كما أنه كان مطمئنا إلى أن الدول التي أغرقت جماعات الإسلام السياسي بالدعم لن تتخلى عنه إذا ما حدث له مكروه من أي نوع، وبغض النظر عن الجهة التي تقف وراءه».

عاشق السلطة

ويكشف يوسف مدى حب زعيم حركة النهضة الإخوانية للسلطة، يقول «لأنه يحب السلطة لم يكتف بالوقوف وراء رجالها والإشراف عليهم وتصريف الشؤون السياسية عن بعد، بل اندفع في اتجاه منصب رئاسة مجلس النواب بلهفة من يرغب في أن يكون في صدارة المشهد، وأن تسلط الأضواء عليه.

ولو أنه بقي في مكانه مرشدا لجماعته لما انهالت عليه مباشرة مختلف أنواع الاتهامات التي توزعت بين الفساد والإرهاب، مرورا بتدمير الدولة».

ويشدد الكاتب على أن الغنوشي «ليس في إمكانه أن يعترف بأنه خسر معركته السياسية في مواجهة الرئيس سعيد، أيمكن أن يهزمه رجل لم يكن حزبيا في حياته، ولم يحترف السياسة، وهو الذي يعتبر نفسه خبيرا في اللعبة السياسية بكل ما عرف عنه من دهاء وتمكن واحتراف؟ وفي ذلك لا يمكن الاستهانة بحجم الصدمة التي تعرض لها الغنوشي وهو يرى مملكته تتهاوى داخل حزبه وخارجه».