عاصمة داعش تستعيد عافيتها

الخلايا النائمة والأشباح تهدد مدينة الرقة
الخلايا النائمة والأشباح تهدد مدينة الرقة

السبت - 02 أكتوبر 2021

Sat - 02 Oct 2021








طفلة تلعب داخل سيارة مدمرة في الرقة (مكة)
طفلة تلعب داخل سيارة مدمرة في الرقة (مكة)
دب الأمل في ساحة النعيم في الرقة السورية، التي كانت حتى وقت قريب تعرف بأنها «عاصمة داعش»، وبدأت تدريجيا تستعيد شيئا من عافيتها، ومن ثقوب ناجمة عن إطلاق نار، تتراءى أشباح أطفال يلعبون في ساحة تطوقها أنقاض مبان استطاع جزء منها أن يستعيد الحياة من جديد، وفقا لصحيفة (التايمز) البريطانية.

ويكشف تقرير الصحيفة البريطانية أن المقهى المبني حديثا بجوار أحد مواقع القصف التي كانت تملأ مدينة الرقة منذ أربعة أعوام، بات وحده أحد مظاهر التغيير الكامل في ملامح المدينة، في نفس المكان الذي شهد قيام تنظيم داعش بصلب وعرض رؤوس ضحاياه.

ويؤكد أن العاصمة السابقة لداعش الواقعة على أطراف الصحراء حيث كان محمد إموازي، المعروف باسم الجهادي جون، يستعرض أسراه، قد تعرضت لهجمات صاروخية بريطانية وأمريكية عام 2017، تعج وتصطف المقاهي في شوارعها المقاهي اليوم، ويقول المسؤولون «إن عدد سكانها تجاوز ما كان عليه قبل الحرب مع هروب السوريين من العنف والفقر بالمناطق الأخرى من البلاد إلى الأمان النسبي الموجود بها».

«الوضع الاقتصادي بالديار مروع»، هكذا قالت جونية صيان، التي انتقلت إلى الرقة مع أطفالها من قرية قرب دمشق، مضيفة «تدمر منزلي في الحرب. لا عمل هناك، والأسعار مرتفعة للغاية. لذا، جئنا إلى هنا».

تسكن صيان في مبنى سكني تدمر جزئيا كغيره من المباني، خلال غارة جوية للتحالف عندما أخرج حلفاء الغرب بقيادة الأكراد مسلحي داعش.

ومن الثقوب الموجودة بالجدران الناجمة عن إطلاق النار، يمكن إلقاء نظرة على الأطفال الذين يلعبون بالساحة المدمرة. وبالرغم من أنها ليست مثالية، لكنها آمنة، كما أن ابنها الوحيد على الأقل وجد وظيفة لإعالتهم.

وبعمله بمطعم للدجاج يجني الابن نحو 90 دولارا شهريا، وهو مبلغ بالكاد يعتبر ثروة لكنه تقريبا ضعف ما يتقاضاه عن العمل في دمشق، لكن هذا لا يمنع أن المدينة تعاني جراء العقوبات الغربية وشهدت انهيارا في قيمة عملتها مشابها لما تعيشه جارتها لبنان، حيث يحتفظ كثير من السوريين بأموالهم في مصارفها المنهارة.

وعندما أخرج داعش من الرقة، كانت تلك واحدة من أعنف الحملات العسكرية في التاريخ الحديث. واضطر الجيش المهاجم، قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن الأكراد عليها، للقتال من مبنى إلى آخر لطرد مسلحي التنظيم.

وعملت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على تطوير تكتيك استثنائي مع حلفائهم البريطانيين والأمريكيين، ومع تقدمهم، حددوا بؤر داعش عبر منصات حاسوب مرتبطة بقاعدة البيانات المركزية. وبعد ذلك، يتم نقل الإحداثيات من مقرات الحلفاء مباشرة إلى أنظمة توجيه الصواريخ.

تمكن هذا التكتيك من الحفاظ على أرواح كثير من أفراد «قسد»، لكن يظل عدد المدنيين الذين قتلوا بالميدان والعالقين بالأقبية تحت مواقع داعش، محل نزاع كبير، لكن ما لا يختلف عليه أحد هو أن المدينة سويت بالأرض بطريقة نادرا ما ترى حتى في الحروب الحديثة. وشمل الدمار شبه الكامل مدارس ومستشفيات وخدمات أساسية.

وأكدت أسما حبال (36 عاما)، التي جاءت من حلب «عندما وصلنا هنا لم يكن هناك أحد»، مشيرة إلى أن عائلتها كانت مدفوعة جزئيا بالخوف؛ فبعضهم كان مطلوبا لدى النظام والرجال الآخرون على الأقل سيتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية.

ولا يزال كثير من حطام الرقة موجودا، ولا يزال هناك انعدام للأمن، مع عمليات اعتقال منتظمة لما تقول السلطات إنهم خلايا نائمة تابعة لداعش.

لكن مقارنة مع القتال الدائر في مناطق أخرى والدمار الاقتصادي، تبدو الرقة بوضع جيد.