عقولنا المهاجرة
الخميس - 30 سبتمبر 2021
Thu - 30 Sep 2021
هل تساءلنا يوما فيما يشغل عقولنا؟ عندما تجلس في حديقة أو عيادة أو ربما مستشفى أو دائرة حكومية وتنظر فيمن حولك ترى أجسادا بعقول مهاجرة في عالم افتراضي؛ فالأغلب إن لم يكن الجميع يحدقون في أجهزتهم وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما طرح الدكتور أحمد العرفج في تغريدة له متسائلا عن السبب خلف ذلك.
نقضي أيامنا في استنزاف رهيب في النظر لشاشات الجوالات وتصفح المواقع وقراءة الأخبار ولسان حالنا يقول هل فاتنا شيء؟
ثمة هدر لقوانا الخفية وتشتيت لتركيزنا فيما ينفع ويضر، فما أن تجلس بجوار صديق أو قريب إلا وتجده يختلس نظره لشاشة جواله ما بين الدقيقة والأخرى، وإن أردت التحدث وقضاء بعض الوقت إلا وقال لك هل شاهدت المشهور الفلاني أو الحساب الشهير أو سألك عن حسابك في تلك المواقع؛ فأصبح الحوار يعزز فكرة أن لا نعود لواقع حياتنا ونستمر في هجرتنا لعالم مزيف.
الأمر تجاوز مراجعي الدوائر الحكومية في صالات الانتظار ووصل إلى الموظف والطبيب والمعلم والمهندس في ساعات عملهم وهو ما شهدته في عيادة إحدى المستشفيات، لذلك الطبيب الذي انشغل بجهازه المحمول ولا أعلم ما الذي يشغله عن أداء واجبه.
كذلك أصبح فاتحا للشهية، تستعن به الأمهات كي يتناول الأطفال طعامهم، في إحدى الأيام ذهبت إلى حديقة مجاورة في مدينتي الجميلة (الطائف) لمزاولة رياضتي المفضلة، وبينما جلست لبعض دقائق للراحة، وإذ بعجوز تسابق خطاها تسرع تارة وتبطئ تارة أخرى تقترب مني تطلب أن أتفحص جهازها المحمول لماذا لا يلتقط السناب شات صورة لتلك النخلة المثمرة؟ نظرت إليها مبتسمة وسألت الله لها حسن الختام.
جسد الإنسان يقوم على ثلاث ركائز يتمثل فيها:
الروح وهي من أمر ربي سبحانه وأجلها بميعاد لا يعلمه إلا الله، أما النفس فهي التي تحدد نظرة الإنسان لذاته وفيمن حوله وكيف يتكيف في محيطه وفيها يتكون العالم الداخلي الحقيقي المفطور عليه، أما الجسد الذي يكون فيه العقل بجزئيه الوعي واللا وعي وما يحمل كل منهما عن الحياة للإنسان، والبدن وما يحمل من أعضاء أولها القلب.
من بين هذه الركائز الثلاث من أين هاجرت عقولنا؟
وفي الختام، الساعات الطويلة التي نقضيها في شتات التركيز بين مواقع التواصل ومشاغل الحياة، جعلت منا أجسادا دون عقول، وإن وجدت العقول فهي منهكة في عالم افتراضي.
وأنا أختم هذا المقال تذكرت ذلك الحديث النبوي الذي قال فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم (من كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كان هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم.
نقضي أيامنا في استنزاف رهيب في النظر لشاشات الجوالات وتصفح المواقع وقراءة الأخبار ولسان حالنا يقول هل فاتنا شيء؟
ثمة هدر لقوانا الخفية وتشتيت لتركيزنا فيما ينفع ويضر، فما أن تجلس بجوار صديق أو قريب إلا وتجده يختلس نظره لشاشة جواله ما بين الدقيقة والأخرى، وإن أردت التحدث وقضاء بعض الوقت إلا وقال لك هل شاهدت المشهور الفلاني أو الحساب الشهير أو سألك عن حسابك في تلك المواقع؛ فأصبح الحوار يعزز فكرة أن لا نعود لواقع حياتنا ونستمر في هجرتنا لعالم مزيف.
الأمر تجاوز مراجعي الدوائر الحكومية في صالات الانتظار ووصل إلى الموظف والطبيب والمعلم والمهندس في ساعات عملهم وهو ما شهدته في عيادة إحدى المستشفيات، لذلك الطبيب الذي انشغل بجهازه المحمول ولا أعلم ما الذي يشغله عن أداء واجبه.
كذلك أصبح فاتحا للشهية، تستعن به الأمهات كي يتناول الأطفال طعامهم، في إحدى الأيام ذهبت إلى حديقة مجاورة في مدينتي الجميلة (الطائف) لمزاولة رياضتي المفضلة، وبينما جلست لبعض دقائق للراحة، وإذ بعجوز تسابق خطاها تسرع تارة وتبطئ تارة أخرى تقترب مني تطلب أن أتفحص جهازها المحمول لماذا لا يلتقط السناب شات صورة لتلك النخلة المثمرة؟ نظرت إليها مبتسمة وسألت الله لها حسن الختام.
جسد الإنسان يقوم على ثلاث ركائز يتمثل فيها:
الروح وهي من أمر ربي سبحانه وأجلها بميعاد لا يعلمه إلا الله، أما النفس فهي التي تحدد نظرة الإنسان لذاته وفيمن حوله وكيف يتكيف في محيطه وفيها يتكون العالم الداخلي الحقيقي المفطور عليه، أما الجسد الذي يكون فيه العقل بجزئيه الوعي واللا وعي وما يحمل كل منهما عن الحياة للإنسان، والبدن وما يحمل من أعضاء أولها القلب.
من بين هذه الركائز الثلاث من أين هاجرت عقولنا؟
وفي الختام، الساعات الطويلة التي نقضيها في شتات التركيز بين مواقع التواصل ومشاغل الحياة، جعلت منا أجسادا دون عقول، وإن وجدت العقول فهي منهكة في عالم افتراضي.
وأنا أختم هذا المقال تذكرت ذلك الحديث النبوي الذي قال فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم (من كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كان هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم.