بندر عبدالعزيز المنقور

هل ستندثر صناعة الورق؟

الخميس - 30 سبتمبر 2021

Thu - 30 Sep 2021

ما زالت صناعة الورق تحتل أهمية كبيرة في عالم الصناعة اليوم منذ اختراع غوتنبرغ لأول مطبعة، والتي بدأ معها الاهتمام بأنواع الورق المختلف، وبالرغم من أنه لا توجد دولة عربية واحدة من ضمن أكبر الدول المصنعة للورق في العالم؛ إلا أنه بسبب انخفاض سعر الورق وخفة وزنه توزع الصحف بملايين النسخ بشكل يومي، وما زالت الكتب القديمة والحديثة في طبعاتها الورقية مصدر للمتلهفين إلى العلم؛ ولكن مؤخرا توجه الناس إلى القراءة عبر أجهزة الكمبيوتر والهاتف مما غير من منهجية التعليم فبدأت بعض المدارس والجامعات باستخدام الأنظمة غير الورقية في التدريس؛ لذا يبقى السؤال هل ستندثر صناعة الورق في المستقبل القريب وتتقلص الكتب الورقية من الأسواق لتحل محلها الكتب الالكترونية أو المسموعة؟!

في اعتقادي لن تختفي كبرى المكتبات العالمية بمبانيها الضخمة ولا معارض الكتب الدولية، وإن اعتمدت مسلكا جديدا، وهي لن تزيح الكتب من رفوفها بل ستتركها لمتناول من يريدها، إلى جانب اعتماد الكتاب الالكتروني لتلبية أذواق القراء؛ لذا في نظري لن تختفي أبدا الكتب الورقية؛ لما لها من مميزات لا تجدها في الكتب الالكترونية مثل: الملمس الحسي، وأحيانا خفة وزنه، وعدم الحاجة إلى كهرباء أو بطارية لتشغيله؛ ولكن في المقابل يجب ألا ننسى الآثار السيئة على البيئة من صناعة الورق فهي من أكبر ملوثات الهواء والماء والتراب، فهي تضعف الثروة القومية؛ ولذلك يعتبر إهدار الورق من بين أهم القضايا البيئية العالمية.

من الجانب الآخر يعتقد البعض أن التحول إلى الكتب الالكترونية أو المسموعة سيعمل على توفير الموارد المادية والمالية؛ لأنه سيقلل من تكاليف استخدام الورق وموارد الخام وتكلفة الطباعة وتصميم الغلاف والتوزيع.. إلخ، بالإضافة إلى مواكبة التكنولوجيا والمميزات الأخرى مثل: التخزين وسرعة الوصول إلى المعلومة؛ ولكن في المقابل تعتبر نسبة الربح عند دار النشر من الكتاب الالكتروني أقل بكثير من الكتاب الورقي؛ ولكننا حتى هذه اللحظة نحتاج إلى دراسة واقعية أو إحصائيات بحث دقيقة في هذا الموضوع، لنعرف مدى التغير الحاصل حاليا وفي المستقبل في نسب قراءة الكتب الالكترونية مقابل الكتب المطبوعة.

[email protected]