القائم بأعمال السفارة الأمريكية لـ "مكة" : علاقاتنا وطيدة مع المملكة.. ورؤية 2030 محطة مهمة

الأربعاء - 29 سبتمبر 2021

Wed - 29 Sep 2021

مارتينا سترونغ خلال حديثها للزميل فهد الرياعي                                                                        (مكة)
مارتينا سترونغ خلال حديثها للزميل فهد الرياعي (مكة)
وصفت القائم بأعمال بعثة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرياض مارتينا سترونغ، العلاقات السعودية - الأمريكية بأنها وطيدة وضاربة في القدم، مشيرة إلى تنوع الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات وما أثمرت عنه في مجال التعاون الأمني عبر مواجهة العديد من التهديدات.

وقالت في حديثها لـ«مكة» «إن رؤية المملكة 2030 محطة مهمة في مسار العلاقات والتعاون المشترك»، منوهة إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يأتون إلى المملكة في هذا الوقت سيكونون جزءا من هذا التحول الرائع، وأن ما تحقق خلال السنوات الخمس الأولى للرؤية من إنجازات لتنويع الاقتصاد والانفتاح وإحداث الكثير من التغييرات بالمملكة محل إعجاب وإشادة.

وأوضحت سترونغ أن منطقة عسير واعدة سياحيا، حيث تزخر بمقومات طبيعية خلابة، مشيرة إلى أهمية الاستفادة من التجارب الأمريكية في تطوير السياحة بالمنطقة واستكشاف الفرص المشتركة للتعاون.

بداية هل هذه الزيارة الأولى لك إلى أبها؟

فعلا إنها زيارتي الأولى إلى عسير، وهي رحلة خططنا لها منذ وقت طويل، ولكن بسبب الوباء لم نكن قادرين على إنجازها إلا منذ يومين، وأنا مسرورة جدا لوجودي هنا أخيرا، وقد شعرت بدفء الترحاب لدى أهل عسير منذ اللحظة الأولى التي خرجت فيها من المطار.

على ماذا تركزت الزيارة؟

الزيارة تركزت على شراكتنا وصداقتنا والمجالات التي نتعاون فيها أو التي يمكن أن نتعاون فيها مستقبليا، وأشكر الجميع على حفاوة الترحيب.

ما انطباعك حول عسير.. وكيف ترين المنطقة؟

هذا الجزء من المملكة يتميز بجمال الطبيعة الساحرة، ومع أنني أمضيت معظم وقتي في الرياض توقعت أن تكون مناطق المملكة متشابهة ولا تختلف عن بعضها كثيرا، ولكن وجدت في عسير تنوع التضاريس والطبيعة التي يبدو عليها المكان، وكذلك تنوع العادات والفنون مثل فن القط العسيري، هذا كله شكل بالنسبة لي مفاجأة محببة.

والجميع في وفدنا متحمسون للعودة وقضاء مزيد من الوقت هنا. وحظينا بفرصة خلال اليومين الماضيين لمعرفة المزيد عن المنطقة برفقة أميرعسير تركي بن طلال والذي سهل زيارتنا وساعدنا على مشاهدة المنطقة ومقابلة أهلها والتعرف عن قرب على تاريخها وثقافتها. ولقد كانت زيارة رائعة بحق لنا جميعا ونحن متشوقون للعودة مجددا.

رؤية المملكة 2030 مؤثرة في المملكة، كيف تنظرين إلى هذا التأثير؟

سأقول لك ما ذكرته لأمير منطقة عسير بأنني أقول لجميع الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يأتون إلى المملكة في هذا الوقت إن هذه المحطة الأكثر تشويقا في مسارهم المهني؛ لأنهم سيكونون جزءا من هذا التحول الرائع في المملكة.

وأذكر المقابلة التي تحدث فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن السنوات الخمس الأولى من رؤية 2030 ومقدار الإنجازات التي حققتها المملكة لتنويع اقتصادها والانفتاح وإحداث الكثير من التغييرات، ونحن في بعثة الولايات المتحدة في الرياض وأيضا في قنصليتينا في الظهران وجدة ندعم وبشدة جميع هذه الجهود. والأجواء في كافة أرجاء السعودية مفعمة بالديناميكية. وشعرنا حقا بهذا في اجتماعنا مع أمير عسير عندما أطلعنا على رؤيته للمنطقة.

كما حظينا بمقابلة المسؤولين في الغرفة التجارية والتقينا القائمين على هيئة تطوير عسير. وأيضا أتيحت لنا فرصة الالتقاء مع هيئة تطوير السودة.

وفي جميع محادثاتنا بلا استثناء حول الخطط التي يجري وضعها وما يتم تنفيذه سمعنا حديثا مثيرا للاهتمام وتشارك للأفكار والآراء واستكشاف الفرص المتاحة للتعاون.

ولدينا بالفعل عدد من البرامج التي عرضناها أمام أمير عسير وفي الجامعة ومع جميع المسؤولين الذين التقيناهم. وأعتقد أنه يمكن لهذه البرامج أن تكون مفيدة سواء في الجانب التجاري أوالأكاديمي أوحتى على مستوى تبادل المعرفة حول الكيفية التي نقوم من خلالها في الولايات المتحدة بتطوير السياحة مثلا.

وفي المملكة تضاريس خلابة وأماكن تاريخية وتعد أبها إحدى الوجهات المهمة في البلاد.

كيف يمكن للولايات المتحدة الأمريكية المساعدة في تنمية القطاع السياحي.. وكيف نستقطب السياح الأمريكيين؟

نحن حاليا نعاني من تبعات وباء عالمي ترك أثرا سلبيا على السياحة في أرجاء العالم قاطبة بما في ذلك الولايات المتحدة وبالطبع هنا في السعودية.

وأذكر في سبتمبر 2019 عندما أطلقت السعودية التأشيرات السياحية للمرة الأولى أبدى كثير من السياح الأمريكيين تشوقهم للمجيء إلى هنا، وكانت المملكة على قائمة الدول التي يريدون زيارتها، ولكن لظروف الوباء اضطررنا لتأجيل تلك الزيارات.

ولكن أعتقد أن الأمريكيين لديهم حب كبير للمغامرة ويحبون السفر وهم يعرفون السعودية من خلال استضافة الطلاب السعوديين في مجتمعاتهم أو جامعاتهم، وهم يتوقون لاستكشاف السعودية. وتتميز العلاقات بين البلدين بأنها وطيدة فقد كان لدينا علاقات تجارية مع السعودية منذ ثمانية عقود، وتعتبر الشركات الأمريكية أول من وصل للمملكة للتنقيب عن النفط في بداية الأمر.

ومنذ تلك البداية توسعت علاقتنا التجارية لتشمل جميع القطاعات بما فيها السياحة. وخلال الوباء كان لدينا عدد من المحادثات الافتراضية أو البعثات التجارية إن صح التعبير مع الشركات الأمريكية.

وهناك اهتمام كبير في أمريكا من قبل جميع الصناعات بما يجري هنا في السعودية من حيث التطور والتنوع الاقتصادي. وهناك اهتمام خاص بما يجري في القطاع السياحي. وأعرف أن الكثير من الشركات الأمريكية تريد أن تأتي هنا وهي تواقة لعقد شراكات مع الشركات السعودية لتطوير هذا القطاع المثير للاهتمام حقا والجديد في السعودية.

كيف تقيمين العلاقات السعودية - الأمريكية وأين تقف اليوم؟

كما ذكرت علاقتنا تعود إلى ثمانية عقود، بل إن شراكتنا التجارية أقدم من هذا، والعلاقات بين البلدين ضاربة في القدم بفضل الملك عبدالعزيز ورئيسنا فرانكلين ديلانو روزفلت والذين التقيا في 1945على متن البارجة الأمريكية يو إس إس كوينسي وجلسا سويا، وفعلا من المذهل أن ترى كيف أنهما في ذلك الوقت اتفقا حول حقيقة أن الازدهار المشترك والأمن المشترك يعتمدان على شراكتنا وصداقتنا.

ومنذ ذلك الوقت ازدهرت شراكتنا عبر العقود. بيننا علاقات قوية واستراتيجية وحقننا عددا من الإنجازات المذهلة سويا.

ونحب أن ننظر إلى علاقاتنا من أبعاد مختلفة، وعلى سبيل المثال نجحت الشراكة الأمنية طيلة هذه العقود في مواجهة الكثير من التهديدات وعملنا بشكل وثيق كشريكين وحليفين.

ماذا عن الشراكة التجارية بين البلدين؟

الشراكة الاقتصادية والتجارية متميزة وشركاتنا الأمريكية تواقة للبحث عن الفرص الاستثمارية في المملكة وأيضا هناك الكثير من الشركات السعودية في الولايات المتحدة فالمسألة بمثابة ازدهار مشترك ونتيجة لذلك لدينا آلاف الوظائف التي توفرها الشركات الأمريكية هنا في السعودية، وفي المقابل هناك آلاف الوظائف التي يوفرها النشاط التجاري السعودي في أمريكا. فالازدهار المشترك هو دعامة أخرى مهمة لعلاقتنا.

كيف ترين العلاقات على مستوى الأفراد؟

بصراحة إن أحد أهم المجالات الحيوية والمثيرة للاهتمام حول علاقتنا هي العلاقات على مستوى الأفراد، فخلال العقود الماضية حظينا بشرف استضافة عشرات بل مئات الآلاف من الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة.

وعملوا دوما على إثراء مجتمعنا وجلبوا معهم المعلومات والمعرفة حول هذا الجزء من العالم.

وأنا أعرف أنهم كانوا دائما يحظون بالترحيب في مجتمعنا وجامعاتنا. وعلى النسق ذاته استضاف مجتمعكم عشرات الآلاف من الأمريكيين عبر العقود الماضية.

وهنا في عسير لدينا عدد من الأمريكيين يقيمون فيها.

وأتيحت لي الفرصة للالتقاء مع جاليتنا خلال هذه الزيارة، والعديد منهم يقيمون هنا منذ أكثر من عشر سنوات، بل أحدهم يقيم هنا منذ 22 عاما. هم أمريكيون ولكنهم يعيشون هنا ويحبون هذا المكان.

فالعلاقات بين الأفراد تطورت ونمت عبر العقود مما ساعد على دفع علاقاتنا للأمام. ونحن ممتنون لكل سعودي يأتي لزيارتنا في الولايات المتحدة وطبعا سنشجع الأمريكيين للقدوم لزيارة السعودية.

وبعد أن أتيت إلى عسير وحظيت بفرصة هذه الزيارة فإننا سنشجع الأمريكيين للقدوم لزيارتها.