مصعب المرضي

في معنى الوطن

الثلاثاء - 28 سبتمبر 2021

Tue - 28 Sep 2021

؜الوقوف أمام الورقة الحادية والتسعين في تاريخ هذه البلاد له معان شتى، تستدعي الوقوف طويلا، هي حكاية إمام عادل قوي حكيم، وشعب باسل مجد صبور، وأرض طيبة طاهرة كريمة، وبين الأضلاع الثلاثة تتشح الحياة بالأخضر، وتزدان به، لتنعكس بعد تسعين عاما، وطنا قويا شامخا، بقيادة حكيمة لا ينقصها الشباب، وشعب واع لا ينقصه الاجتهاد، وهنا تكمن المعادلة الحقة.

؜أما الإمام فله -طيب الله ثراه-، دين في رقابنا حتى قيام الساعة، كيف استطاع الملك عبدالعزيز الشاب في ذلك الوقت أن يستبصر بقيام وطن يحقق أحلام أجيال عاشت على ظهر الجزيرة العربية، وطن آمن مستقل قوي مزدهر! كيف لرجل واحد أن يؤتى كل ذلك السؤدد ليوحد أرضا مترامية الأطراف متنوعة التضاريس، مختلفة القبائل، والمذاهب، والمشارب، ليكون كيانا قويا متينا يدوم لما يقارب ١٠٠ عام؟

؜وأما الشعب: فيذكر التاريخ وسيذكر طويلا، كيف استطاع البدوي المتمسك بأصالته لمئات السنين، أن يخرج من تحت بيت الشعر ذاك ليبني المدن، ويرصف الطرق، وينهض بالتعليم، وينافس في الصناعة، ويقود المنطقة سياسيا، ويلتف حول قيادته بحكمة ويجوب الأقطار ليستفيد من كل جديد.

؜أما الأرض: فلطهرها يرجع سر الأمان، ولكرمها تعود أسرار الازدهار والنماء، ولها في قلوب أبنائها انتماء لا يشوبه شائبة.

؜هذه هي تركيبة الوطن الأعز "المملكة العربية السعودية" التي وطوال ٩١ عاما لم تعرف يوما الذل، ولم تذق الهزيمة، ولم تجرب الظلم، بل هي في نماء مطرد، فابنها غال، وقائدها عادل، وجارها عزيز، وخيرها يجري بين الناس في شتى الأصقاع، وعن عصرنا سيكتب التاريخ، أن ملكا حكيما، وشابا طموحا قادا البلاد إلى طفرة لم يسبق لها مثيل، ولنا في هذه الأيام، عبر ودروس، فنحن محظوظون بأن نعيش هذا المنعطف التاريخي، وهذا التحول الكبير، وسنحكي لأبنائنا وأحفادنا يوما، عن هذا التحول الكبير في مسيرة "وطن" اسمه المملكة العربية السعودية.

؜#ارفع_الراية_الخضراء

almardhi@